ملفات وتقارير

لماذا يُهرول العرب للترحيب بترامب بينما لم تفعل المكسيك ذلك؟

دونالد ترامب
دونالد ترامب
يُهرول المسؤولون العرب نحو الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب طلباً للرضى عبر العديد من التصريحات المثيرة، وذلك على الرغم من أن الحملة الانتخابية للرجل قامت على العداء للمسلمين واتهامهم بالارهاب، فضلاً عن أنه اتخذ قراراً بمنع دخول رعايا ستة دول عربية في الأسبوع الأول لوصوله الى السلطة. 

وأثار رد فعل المكسيك على الاستهداف الأمريكي لها الكثير من الأسئلة بشأن ردود الفعل العربية على موقف ترامب منها ومن شعوبها، بل إن إيران كانت الدولة الوحيدة بين الدول المشمولة بحظر السفر التي صدر عنها موقف واضح ينتقد الادارة الأمريكية ويهاجم قرارها، فيما صمتت كل الدول العربية بمن فيها التي شملها القرار ولم تنتقد إدارة ترامب، بل وصل الأمر بدولة الامارات أنها دافعت عن قرار ترامب فرض عقوبة جماعية على رعايا سبع دول، بينها ست عربية، ومنعهم من دخول الأراضي الأمريكية.

وكان رئيس المكسيك ألغى زيارة مقررة له الى واشنطن رداً على تغريدة ألقى بها ترامب عبر "تويتر" وقال فيها إن على الرجل أن لا يأتي إذا كان لا يرغب بتحمل تكاليف بناء الجدار، فما كان من الرئيس المكسيكي إلا أن ألغى زيارته فعلاً وأعلن بأن بلاده لن تتحمل تكاليف الجدار الذي اتخذت واشنطن قرار بنائه.

وأمام الموقف المكسيكي تجاه ترامب، فان مصر –أكبر دولة عربية- كانت أول من رحّب بوصول ترامب للسلطة رغم عدائه للعرب والمسلمين وتأييده المطلق لاسرائيل ومشاريعها الاستيطانية ووعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، أما دولة الامارات فعلقت رسمياً على قرار ترامب منع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الأراضي الأمريكية بأن "هذا القرار هو عمل سيادي من حق الادارة الأمريكية"، ودافعت عن ترامب بقولها إنه "لا يستهدف المسلمين".

ويُفسر المحلل السياسي والمحامي العربي المقيم في لندن صباح المختار المواقف العربية بقوله إنها ذات دوافع متباينة، حيث أن "المعيار الرئيس لموقف دول الخليج هو علاقة الادارة الجديدة مع إيران، إذ يعتبر الخليجيون أن التهديد الايراني يشكل خطراً عليهم، في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة ترامب تشددها حيال إيران، وهنا نستطيع أن نفهم سبب الترحيب الخليجي".

ويؤكد المختار الذي تحدث لــ"عربي21" أنه لا يبرر المواقف العربية ولا يوافق عليها لكن ما يقوله ليس سوى محاولة لفهمها وتفسيرها ليس أكثر، ويشير الى أن الموقف المصري أيضاً الذي رحب بوصول ترامب الى السلطة ينطلق من دوافع تختلف عن المواقف الخليجية، فالقاهرة تعتقد بأن الادارة الأمريكية الجديدة ستقدم دعماً أكبر للنظام، كما أنه قد يسير باتجاه حظر جماعة الاخوان المسلمين وإدراجها على قوائم الارهاب.

ويلفت المختار الى أن مشكلة العرب مع ترامب تظل في دعمه المطلق لاسرائيل وموقفه من القضية الفلسطينية، مضيفاً: "لكن بكل أسف أصبحت القضية الفلسطينية ثانوية بالنسبة لأنظمة الحكم العربية، فيجد العرب انفسهم أمام إدارة أمريكية تعادي إيران وتدعم اسرائيل، فيرجحون مصلحتهم في عداء إيران على الموقف من القضية الفلسطينية".

وعند المقارنة بين الموقف العربي والموقف المكسيكي من ترامب فان صباح المختار يرى بأن "من الخطأ المقارنة بينهما، لأنه لا يوجد موقف عربي واحد، وإنما مواقف عربية مختلفة ومتباينة، فالعالم العربي 22 دولة، بل حتى كل دولة باتت منقسمة على حالها".

يشار الى أنّ القرارات التنفيذية الأولى التي اتخذها ترامب فور دخوله الى البيت الأبيض أثارت جدلا واسعا في مختلف أنحاء العالم، كما دفعت آلاف الأمريكيين للنزول الى الشوارع والاحتجاج ضدها، فيما صمتت كافة الدول العربية وكأن لا علاقة لها بما يجري رغم أن القرار الذي أثار العالم هو ذلك الذي يطال مواطني ستة دول عربية.
التعليقات (5)
ابن الجبل
الخميس، 09-02-2017 01:01 م
المكسيك لها كرامتها
مصري
الخميس، 09-02-2017 07:57 ص
والله صدقت أخي أبو بكر .
العمالة
الأربعاء، 08-02-2017 09:50 م
لأن الحكام العرب ماهم إلا مجرد عملاء للموساد الإسرائيلي ومخابرات الغرب ومنهم ال C.I.A. و بالتالي فكل قضيتهم هو نيل الرضا و الحظوه من السيد الجديد .
أبوبكر إمام
الأربعاء، 08-02-2017 09:44 م
قيل : {لا تقف في مهب الريح ملتويا ... كالواو بل قف وِقفة الألف } فالعرب في مهب رياح عاصفة عاتية ، ليس لهم من دونها ساتر ، تضربهم عن يمين وشمال ومن أسفل ومن عل مع ما فيها برد شديد ، لذلك هم فيها واوات ملتوية رؤوسهم منحنية مغلقة أعينهم محكوم عليها ألا ترى إلا ما في هاتيك الدائرة ، بيد أن المكسيك وبعض الدول الأوربية ألفات مستقيمة حادة الجانبين عليها هَمَزَاتِ كأنها رؤوس النسور ، قالوا ، فما سبب تحول العرب من ألفات مستقيمات إلى واوات معقوفات ؟ قيل ، النفاق ، وحب الانتفاخ والانتفاش ، أنا ملك ، أنا رئيس ، أنا أمير ، أنا سلطان ..أنا ..أنا ..أنا ، وهو لا يعيش إلا بالتسول ، والاستدانة وإراقة ماء الوجوه بين أقدام السادة العظماء من أمثال ترامب كما زعموا ، فهو الذي يكف غلواء إيران وهو الذي يحد من تبجح روسيا وهوا لذي يبعث القمح والأرز والسلاح ولو كان رديئا صدئا قد تجاوزه وقت الغارات وإنما قصاراه عربدة بعض العرب عن بعض ..إذا ، يا ويلهم إن استمروا على هذا النمط من الحياة واستمرئوا الأحلام الخادعات وقد قال الله تعالى { ومن يهن الله فما له من مكرم } فلما انتهى الإمام من كتابة هذا التعليق {المقعر} سمع أطفالا يتسابقون يتنادون : هرول يا صديقي هرول ...الفخر لمن يصل الأول ، ويقبل رأس الأمريكيِّ ...الكلب الجاهل الأرذل ...هرول يا صديقي هرول
مصري
الأربعاء، 08-02-2017 08:40 م
المكسيك دوله لها سيادة حقيقيه وشعب واع برغم ظروفه الصعبه وله كرامه حريص عليها .