قضايا وآراء

الأقباط يعلنون سقوط النظام من داخل كاتدرائية العباسية

رضا حمودة
1300x600
1300x600
ارحل يا فاشل.. هذا التحول النوعي المهم الذي يستدعي الانتباه والتأمل، لما لها من دلالة خطيرة ينبغي ألّا تفوتنا أبدا، بعدما فطن الأقباط حجم الخديعة الكبرى التي تعرضوا لها على أيدي النظام ورأس كنيستهم، في الوقت الذي انتهت فيه تقريبا نغمة "الإخوان هم سبب كل إرهاب"، بعد أن تكشف الفاعل الحقيقي لانفجارات مصر بوجهه المفضوح القبيح والمبتذل، وقالوها صراحة ودون مواربة: يسقط السيسي.. ارحل يا فاشل.

فهل بدأ العد التنازلي لسقوط النظام العسكري على غرار حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية قبيل ثورة 25 يناير بأقل من شهر؟.. هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، وربما شهور طويلة، بشرط استثمار جذوة الغضب التي في النفوس استعدادا لجولة الخلاص.

السيسي على خطى المخلوع مبارك

منذ البداية ونظام السيسي يسير على خطى سيده المخلوع حسني مبارك، ولكن بشكل يبدو أكثر غباء وقبحا وفجاجة، حيث يظن أن بقاءه في الحكم مرتبط بصناعة فزاعة الإرهاب والإسلاميين، فكلما اشتد الخناق عليه نتيجة لممارساته القمعية وفشل سياساته الاقتصادية المدمرة، كلما لجأ إلى افتعال حوادث عنف، لا سيما الطائفي وإلصاقها بالتيار الإسلامي ليضرب عصفورين بحجر واحد، الأول ضرب الإسلاميين أمنيا بمزيد من حملات القمع والاعتقالات وتشويه صورتهم في الشارع، والثاني خلق نوع من الفتنة المجتمعية وتغذية روح الكراهية والفرقة بين المسلمين والأقباط، عبر صبغ حوادث العنف بلون طائفي بغيض.

استدعاء العنف طلبا للدعم الغربي

يبدو أن السيسي لا يريد أن يُبدع، أو بالأحرى هو عاجز عن الإبداع، حيث يكرر ذات سيناريو مبارك وحبيب العادلي المستهلك في استدعاء العنف من أجل البقاء في السلطة. ويبدو أيضا أنه مضطر للجوء لسيناريو العنف المفتعل في ظل انهيار اقتصادي مريع ينذر بإفلاس يراه القاصي والداني، فضلا عن انسداد الأفق السياسي واتساع رقعة المظلومية لدى غالبية قطاعات الشعب، لا سيما بعد إجراءات تعويم الجنيه، والارتفاع الجنوني في الأسعار والخدمات، ليتذرع بمحاربة الإرهاب (الإسلامي) بطبيعة الحال للتغطية على فشله، ليجبر الغرب على دعمه لاجتثاث الإرهاب الوهمي، مستغلا تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا والغرب في إطار الحرب العالمية على الإرهاب التي تدور رحاها على ملعب الشرق الأوسط.

مشكلة السيسي أنه يشعر دائما بأن نظامه مطعون في شرعيته وأهليته في البقاء، لذا يحاول باستمرار أن يجد لنفسه موطئ قدم لدى كفلائه في الغرب، ليقدم نفسه لهم على أنه رجلهم القوي في الشرق الأوسط الذي يحارب الإرهاب والتطرف، والذي يحتاج إلى الدعم والمساندة، دون النظر لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

استهلاك شماعة اتهام الإخوان بالإرهاب

المتغير النوعي الجديد في حادثة الكنيسة البطرسية بالعباسية، هو اختفاء نغمة اتهام جماعة الإخوان المسلمين إلى حد كبير بكل مصيبة وكارثة تحل بالبلاد والعباد، إلا في وسائل إعلام النظام شريكة السيسي في المؤامرة، والمستفيد من بقاء شماعة الإخوان، وهذا بنظري تحول إيجابي وإن كان متأخرا، لكنه سيقلب معادلة الصراع إذا لم يكن حدثا طارئا أو مؤقتا، لأن ذلك كفيل بتعرية النظام أمام مؤيديه، ليبقى وحيدا بعد أن فشل في الإبقاء على العدو الإخواني الجاهز لأي تهمة يعلق عليها فشله وخيانته، حيث أنه لو صحت رواية النظام بمسؤولية الإخوان عن كل جرائم الإرهاب، فهذا دليل ساطع على الفشل هذا النظام الأمني بالأساس في حماية البلاد، وبالتالي يصبح متهما بالتقصير والإهمال على أقل تقدير.

معركة الوعي في طريقها للانتشار بعيدا عن المؤسسات


معركة الوعي في طريقها للانتشار، ويبقى الانتصار، وهذا ما يخشى منه النظام، ويعمل له ألف حساب، ذلك أنه مع اتساع دائرة الوعي لدى البسطاء، كان ذلك كفيلا بإسقاطه ذاتيا؛ لأنه بذلك سيعجز في تسويق الأوهام والأكاذيب لشعب واع، كما دأب على ذلك خلال السنوات الفائتة، عبر تزييف الوعي، مستغلا جهل الكثيرين بطبيعة الصراع وأصل المشكلة، وهي الاستبداد. ولا أنسى هنا التأكيد على وعي الشعب بعيدا عن النخبة المنتفعة أو رؤوس المؤسسات الدينية التي انفصلت تماما عن رعاياها واستخدمتهم كورقة مصالح مع النظام، حيث نستطيع أن نقول إن شيخ الأزهر لا يمثل غالبية المسلمين، وكذلك رأس الكنيسة لا يمثل غالبية الأقباط البسطاء.
التعليقات (1)
مسلمة
الأربعاء، 14-12-2016 09:57 ص
الفاضل المكرم جزاكم الله خيرا ?لا شك أن الأفضل أن يسمون "نصارى" وبهذا الاسم جاء القرآن الكريم ، ولم يطلق عليهم ولو في موضع واحد أنهم "مسيحيون" ولفظ "مسيحي" نسبةً إلى المسيح عيسى بن مريم عليه السلام . وهذه التسميةة غير صحيحة في الواقع ?أهل مصر كلهم أقباط .. سواء كانوا مسلمين أو نصارى..