صحافة دولية

تحذير من نسف إدارة ترامب "المعادية للسامية" حل الدولتين

ميدل إيست آي: ترامب قد يصادق على دولة واحدة لإسرائيل وهو الحل المفضل لنتنياهو- أ ف ب
ميدل إيست آي: ترامب قد يصادق على دولة واحدة لإسرائيل وهو الحل المفضل لنتنياهو- أ ف ب
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا للصحافي الاستقصائي نفيز أحمد، يقول فيه إن بيانا صدر عن مجموعة من المطلعين في واشنطن، حذر من أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد يكون على وشك قتل كل إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، بتأييد من "عناصر اليمين المتطرف المعادي للسامية" من قاعدة مؤيديه. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه تم إصدار البيان يوم الاثنين، الذي أعدته لارا فريدمان، التي عملت سابقا في الخدمات الخارجية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وشاركت في مسار المفاوضات الثاني بين إسرائيل والفلسطينيين، وتقول إن ترامب قد يصادق على دولة واحدة لإسرائيل، وهو الحل المفضل لدى إدارة بنيامين نتنياهو اليمينية.

جر المؤسسة نحو التطرف

ويذكر الكاتب أن البيان توصل إلى أنه تحت إدارة ترامب فإن "التزام أمريكا، كلاميا على الأقل، بحل الدولتين التفاوضي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح الآن مشكوكا فيه بشكل كبير"، مشيرا إلى أن حل الدولتين متضمن في القانون الدولي في قرار مجلس الأمن رقم 242 منذ عام 1967، وينص القرار على إخلاء إسرائيل للأراضي التي احتلتها في وقتها.

وبحسب الموقع، فإنه بسبب وصول عملية السلام في الشرق الأوسط إلى طريق مسدود، بحسب ما قال البيان، فإن روحا جديدة ظهرت بين العاملين في الضغط السياسي في واشنطن، "تفضل التغييرات الجذرية في السياسات الأمريكية المتعلقة بالمستوطنات".

ويؤكد التقرير أنهم في الواقع يدعون لأن تؤيد أمريكا إنشاء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة، ويقول البيان: "سترحب إدارة ترامب الجديدة، التي يتوقع أن تكون أكثر تعاطفا مع المستوطنات الإسرائيلية من أي إدارة أمريكية في التاريخ، بهذه الروح الجديدة وتستغلها".  

فرصة لتغيير الوضع على الأرض

ويلفت أحمد إلى أنه تم نشر البيان الصادر عن مشروع الشرق الأوسط الأمريكي (USMEP) في اليوم ذاته الذي تحرك فيه أعضاء في البرلمان الإسرائيلي لإضفاء الشرعية على 4 آلاف مستوطنة إسرائيلية مقامة على الأراضي الفلسطينية، لم تتم المصادقة عليها من الحكومة الإسرائيلية، وقال البيان: "واضح أن المتشددين في الحكومة الإسرائيلية يرون في قدوم إدارة ترامب فرصة لإحداث تغييرات على الأرض، كانوا سابقا يحلمون بها فقط".

ويذكر الموقع أنه تم إنشاء مؤسسة (USMEP) عام 1994، من مجلس العلاقات الخارجية، قبل أن يتحول إلى مركز دراسات سياسية مستقل عام 2006، لافتا إلى أن مدير المركز الحالي هو رنت سكوكروفت، الذي عمل مستشارا أمنيا لدى جورج بوش الأب، ويتألف مجلسه الدولي من مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين سابقين، كما عمل رئيسا لمجلس المخابرات الاستشاري في إدارة بوش الابن، وساعد الرئيس باراك أوباما في اختيار فريق الأمن الوطني. 

ويفيد التقرير بأن هذه الشبكة القوية من المطلعين في واشنطن قلقة جدا تجاه مسار سياسات ترامب في الشرق الأوسط، حيث يتحدث الكثيرون عن مدى الكارثية التي ستكون عليها هذه السياسات، فبحسب بيان (USMEP) فإنه "من المحتمل أن ترى مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأوسط فرصة لتعديل السياسة الأمريكية، بعيدا عن سلسلة من السياسات الشرق أوسطية التي تعارضها الحكومة الإسرائيلية"، مشيرا إلى أنهم يفضلون بديلا عن "حل الدولتين، بما يتفق مع تفكير بعض اليمينيين في إسرائيل".

ويورد الكاتب أن التغيير سيتضمن إضفاء الشرعية على ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، و"تطبيع" العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، دون حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

اتحاد المعادين للسامية مع اليمين الإسرائيلي المتطرف

وكتبت فريدمان: "مثل هذه الآراء قد ترحب بها إدارة ترمب إن تم ملء المواقع من تلك النوعية من الأشخاص، الذين ارتبطوا به خلال حملته الانتخابية، الذين يعارض الكثير منهم حل الدولتين"، بحسب الموقع.

ويجد الموقع أنه كان هناك تلاق غريب للمصالح بين قاعدة ترامب من القوميين البيض واليمين المتطرف الإسرائيلي، بحسب الوثيقة، التي قد تشكل كارثة ليس للفلسطينيين فحسب، بل لليهود الأمريكيين أيضا، وقال البيان إن حملة ترامب استغلت بخبث "موجة من معاداة السامية في أمريكا"، لافتا إلى أنه لذلك، فإنه ليس من قبيل المصادفة أن ترامب فشل إلى الآن في "النأي بنفسه بشكل واضح عن العناصر اليمينية المعادية للسامية، الذين يعدون من أشد مناصريه".  

وحذرت فريدمان من أن "اللاليبرالية، التي ميزت حملة ترامب، والتي تحدد مواصفات الأشخاص المتوقع تسلمهم أدوارا قيادية في الإدارة، تجد نفسها على خلاف مع الليبرالية اليهودية الأمريكية بشكل لا لبس فيه".

ويذهب التقرير إلى أنه نتيجة لذلك، فإن منصة الجمهوريين في انتخابات 2016 رفضت لأول مرة أن تصف إسرائيل بأنها "محتلة"، وحذفت حل الدولتين، وخلطت بين المستوطنات وإسرائيل نفسها، مشيرا إلى أن اليمين الإسرائيلي يخدع نفسه عندما يظن أن فرض "دولة واحدة لإسرائيل" حلا لا يمكن أن ينجح، حيث إنه لن ينجح.

وينوه أحمد إلى أنه "بدلا من ذلك، فإنه سيثبت للفلسطينيين بأن (عملية السلام) ولدت ميتة أصلا، ما سيشعل انتفاضة فلسطينية تقضي بشكل دائم على أي أمن تتمع به إسرائيل اليوم".

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالقول إنه "ليس غريبا وصف زعيم المعارضة الإسرائيلي إسحاق هيرزوغ، مشروع القانون الجديد بأنه (انتحار للدولة)".
التعليقات (0)