صحافة دولية

نيويورك تايمز: ترشيح فلين مستشارا للأمن القومي خطر على أمريكا

نيويورك تايمز: ترشيح مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي أمر مثير للقلق- أرشيفية
نيويورك تايمز: ترشيح مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي أمر مثير للقلق- أرشيفية
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إن ترشيح الجنرال المتقاعد مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي أمر مثير للقلق.

وتذكر الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، بالخطاب الذي ألقاه في اجتماع الحزب الجمهوري، حيث تقول: "إن من بين المشاهد المثيرة للقلق في حملة الانتخابات الرئاسية كلها، كان الخطاب الذي ألقاه الجنرال المتقاعد مايكل فلين في مؤتمر الحزب الجمهوري".

وتشير الصحيفة إلى أن "فلين عبر في خطاب ناري عن حزنه لتراجع ما أسماها الاستثنائية الأمريكية، وهاجم بشدة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وانضم الجنرال فلين للجماهير, التي كانت تهتف (اسجنها)، وابتسم بمكر ثم صاح: (نعم، هذا صحيح اسجنها)".

وتعلق الافتتاحية قائلة إن "المنظر كان غريبا، لكنه لم يكن مدهشا لمحارب قديم في الاستخبارات العسكرية، الذي بنى سمعته على العناد وسوء اتخاذ القرارات، ولهذا فيجب على الأمريكيين من الطبقات السياسية كلها الشعور بالقلق؛ لأن الجنرال فلين سيكون مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي، ومن المحتمل أن يقوم، وبناء على سجله السياسي، بتحفيز أسوأ ما لدى ترامب من دوافع، ويثير الشكوك حول المسلمين، وهناك تضارب في المصالح بين هذه الوظيفة وعمله الاستشاري الدولي".

وتلاحظ الصحيفة أن "دور مستشار الأمن القومي زاد قوة وتأثيرا في السنوات القليلة الماضية، ففي ظل إدارة بوش وأوباما تم تخويل المكتب بسلطات واسعة، فيما يتعلق بموضوعات ترتبط بالعمليات العسكرية، وانتشار التسلح النووي، والدبلوماسية والإغاثة الأجنبية، والتعامل مع الأوبئة العالمية، ووظيفة كهذه تحتاج إلى براعة في بناء الإجماع والقدرة على فهم كم واسع من المعلومات، والدقة في تقديم خيارات مدروسة للرئيس؛ ليستطيع الرد على التحديات المعقدة".

وتلفت الافتتاحية إلى أن "الجنرال فلين أدى دورا في الحملات العسكرية على كل من العراق وأفغانستان، واستفاد من مهاراته أثناء خدمته في هذين البلدين، وعندما تم اختياره لتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات العسكرية كشف عن مظاهر القصور لديه، بصفته مديرا ومفكرا استراتيجيا، فاستيعابه للحقائق كان رديئا، لدرجة أن زملاءه بدأوا يسخرون منه، ومما أطلقوا عليها (حقائق فلين)".

وتبين الصحيفة أن "فلين لم يترك عمله بهدوء عندما عزلته إدارة أوباما من منصبه في عام 2014، وقام بخلق رواية تخدمه، وقال إنه عزل بسبب تحذيره من المخاطر التي مثلتها الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي أكد أن إدارة أوباما تقوم بـ(تدليلها)".

وتفيد الافتتاحية بأن "فلين كان متطرفا في تصويره للإسلام، ففي شباط/ فبراير وضع رابط فيديو على (تويتر)، وحذر فيه من تهديد الإسلام، وقال إن (التخويف من الإسلام منطقي)، وقال في آب / أغسطس لصحيفة (واشنطن بوست) إنه متفق مع بعض مواقف ترامب تجاه المسلمين، ووصف الإسلام بالأيديولوجية التي تحولت إلى سرطان".

وتنقل الصحيفة عن العضو البارز في لجنة الأمن في الكونغرس النائب آدم شيف، قوله إن "نشر الخوف الذي تبناه الجنرال فلين لا يخدم إلا رواية تنظيم القاعدة حول صدام الحضارات"، وأضاف أن "ما عبر عنه خطير ومضر لنا".

وتنوه الافتتاحية إلى أن الجنرال فلين وافق أثناء عمله في الأشهر الأخيرة مستشارا لترامب، على قبول وظيفة استشارية في محطة "روسيا اليوم"، التي تعد آلة دعائية في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى أنه يدير شركة استشارية لممارسة الضغط على شركة مرتبطة بعلاقة مع الرئيس التركي، مشيرة إلى أنه كتب في الأسبوع الماضي مقالا دعا فيه إلى ترحيل رجل الدين التركي المتهم بتدير المحاولة الانقلابية في تركيا في تموز/ يوليو. 

وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "النقطة الجوهرية في حملة ترامب هي جعل أمريكا أكثر أمنا، إلا أنه يفعل العكس بتعيينه فلين".
التعليقات (0)