مقالات مختارة

من يرفع «قمامة» المال السياسي السائب؟

وليد الاحمد
1300x600
1300x600
رائحة المال السياسي تزكم الأنوف هذه الأيام، وأشكالها تتعدد في كيفية استخدام الرشاوى الانتخابية لاستمالة أصوات الناخبين بالحرام، حتى «فاحت الريحة» وانتقلت عبر مواقع التواصل الإلكتروني، من خلال دعوة بعض المرشحين لمواطني دائرتهم للتسجيل ببراءة ضمن أعضاء الحملة الانتخابية التي تظهر في النهاية «لا حملة ولا خرابيط»، وكل ما في الأمر، تسلم أتعابك وأنت جالس في البيت ضمن فريق العمل تحت اسم «مفتاح انتخابي»!

تعهدات و«صواريخ» من الوعود بدأت ترتفع وتيرتها مع اقترابنا من العرس الانتخابي في 26 /11 /2016، وتوزيع «ظروف» بريئة لأهالي المنطقة كونهم هذه الأيام فقط «طيبين ويستاهلون»!

أنا أتساءل: بعد كل ما يقال ويشاع ويتداول من فضائح وطرق مبتكرة في تقديم الرشاوى لضعاف النفوس، ألا تستطيع وزارة الداخلية من خلال رجال مباحثها أن تقبض حتى على «نصف» مرشح هذه الأيام، لتقول لنا هذا ضبطناه متلبسا مع فريقه في حالة رشوة؟!

الغريب في الأمر أنه مع مرور السنين وازدياد استخدام المال المحرم في التأثير على إرادة الشعب، لن تتمكن الحكومة من القبض على أحدهم!

و«صدقوني» لو تم إلقاء القبض على واحد منهم بالدليل القاطع وظهرت صورته في وسائل الإعلام، لكان عبرة للآخرين، ولعمل الراشي والمرتشي والرائش ألف حساب لهذا الجرم، ولانخفضت تلك الظاهرة في أسوأ الاحوال، والجميع يعلم أنها مجرمة قانونا ومحرمة شرعا، وقد لعن الله الراشي والمرتشي والرائش!

بل لجأ البعض من الراشين إلى وسيلة أكثر دهاء تحت ذريعة تقديم الهدايا كالبشوت والهواتف النقالة وتذاكر السفر وغيرها، وهي المؤدية إلى إفساد الذمم، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لرجل كان عاملا على الزكاة، وقد أهديت له هدية: فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له؟!

المال السياسي الحرام انتشر في البلد وسببه الحكومة وبعض المرشحين والناخبين معا، فلا نزايد على بعض... فلا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم!

على الطاير:

- أنا افهم بل أتفهم هجوم المرشحين الجدد على الحكومة، وبكل ما تحمل كلمة الهجوم من ضراوة صدقا وتمثيلا. لكن أن يسير أغلب مرشحي مجلس 2013 المنحل على الخط نفسه في ندواتهم وتصريحاتهم، وهم كانوا بالأمس تحت قبة البرلمان يدا بيد معها بين الصمت والتأييد والمباركة، فهذا لعمري ضرب من ضروب الضحك على الذقون!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

الرأي الكويتية
0
التعليقات (0)