ملفات وتقارير

هل تمتد سيطرة الجيش بمصر للمستشفيات والمستلزمات الطبية؟

لن يكتفي الجيش بإدارة المنشآت الطبية التابعة له بل ستمتد سيطرته إلى مشافي وزارة الصحة - أرشيفية
لن يكتفي الجيش بإدارة المنشآت الطبية التابعة له بل ستمتد سيطرته إلى مشافي وزارة الصحة - أرشيفية
كشفت مصادر طبية لـ"عربي21"؛ عن سعي القوات المسلحة في مصر إلى بسط يدها على أجزاء من قطاع الصحة والمستلزمات الطبية والدواء، لتوسيع نشاطها الاقتصادي الذي امتد إلى غالبية القطاعات المدنية.

ويمتلك الجيش نحو 45 مستشفى ومركزا طبيا وعيادة، في 16 محافظة، معظمها في العاصمة القاهرة، وفق موقع وزارة الدفاع المصرية الإلكتروني.

في المقابل، يعاني قطاع الصحة الهش في مصر من استشراء الفساد، ونقص المعدات، وسوء الخدمات الصحية المقدمة، وغياب الرقابة في بلد فيه أكثر من 1800 مستشفى.

وكشف استشاري في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21" أن "الجيش بصدد توسيع نشاطه، في مجال الصحة، ويقوم على إعداد قوائم بأسماء الأطباء المتميزين للعمل معه في المرحلة المقبلة".

الجيش يجند الأطباء

وقال إن إحدى الجهات السيادية اتصلت به وطلبت منه إدارة إحدى المستشفيات التي استولت عليها الحكومة من جماعة الإخوان المسلمين، ولم يستطع التملص من هذا الطلب إلا بعد توسط عائلته لدى تلك الجهات، بما لها من علاقات وأواصر قوية بنظام دولة مبارك القديمة، وفق قوله.

وأضاف أن "أحد الأطباء ألح علي في قبول تسجيل اسمي معهم؛ لأنه ربما لن أجد عملا فيما بعد إلا معهم".

وعن سبب رفضه مثل تلك العروض، وهو أحد الداعمين لمظاهرات 30 حزيران/ يونيو، أجاب قائلا: "في عهد مبارك كنا نجهز الفائز في الانتخابات البرلمانية، ولكن كان هناك حدود لدولة مبارك، أما اليوم فلا يوجد حدود لنظام السيسي".

وقال مدير إدارة الخدمات الطبية في القوات المسلحة، اللواء طبيب مصطفى أبو حطب، خلال مؤتمر إعلان قبول دفعة جديدة من الطلبة الجامعيين بالقاهرة، في شباط/ فبراير الماضي، إن "الفترة المقبلة ستشهد افتتاح مستشفيات عسكرية في العديد من المحافظات، بالإضافة إلى إنشاء مراكز أورام، ومعالجة العسكريين والمدنيين".

إلهاء الجيش

من جهته، وصف الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، رشوان شعبان، الطرح الذي يطالب بتولي الجيش إدارة المستشفيات العامة؛ بـ"النغمة الممجوجة"، متسائلا في حديث مع "عربي21": "هل نلغي جميع الوزارات الحكومية، ونترك الجيش يدير كل شيء؟ هل هذا هو دور الجيش؟".

وشدد شعبان على أن هناك "منظومة للنجاح وأخرى للفشل، وأن وضع عسكري في كل مكان هو إلهاء الجيش فيما ليس له فيه"، كما قال.

وفند شعبان المزاعم القائلة بأن الجيش استطاع توفير ملايين الدولارات في مناقصة برلين الشهيرة، والحصول على سعر منافس، قائلا: "الأمر لا يحتمل كل هذه الضجة، فالأمر بكل بساطة أنه تولى مناقصة كبيرة من وزارة الصحة لجميع المستشفيات الحكومية والجامعية والعسكرية وغيرها، وحصل على خصم أكبر".

وكانت الخدمات الطبية للقوات المسلحة قد أجرت في نيسان/ أبريل الماضي؛ مناقصة في برلين بألمانيا لشراء مستلزمات وأجهزة طبية، لجميع المستشفيات في مصر، بلغت قيمتها نحو 4 مليارات يورو.
 
وأعلن مدير إدارة الخدمات الطبية في القوات المسلحة، اللواء مصطفى أبو حطب، في تصريحات صحفية في تموز/ يوليو الماضي أن "الهدف الرئيسي من مشاركتها في المناقصة الموحدة لأدوية الأورام ومن بعدها مستلزمات الأجهزة الطبية، هو ضمان الجودة والحصول على الكميات المطلوبة بأقل الأسعار عمّا كان يحصل عليه الوكلاء المحليون".

وجدد الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء؛ مطالبته "بزيادة ميزانية الصحة من أجل تقديم خدمة صحية جيدة، فالحكومة خالفت الدستور بعدم تخصيص نسبة 3 في المئة من الناتج القومي الإجمالي للإنفاق على الصحة، فهي لم تتجاوز في موزانة 2016/2017 نصف هذه النسبة، أي نحو 48 مليار جنيه فقط".

تدخل الجيش مشروط

من جهته، رهن رئيس لجنة الدفاع عن الحق بوزارة الصحة (لجنة رسمية)، محمد حسن خليل، تدخل القوات المسلحة في قطاع الصحة بـ"وجود ضرورات، ويزول دورها بزوالها"، بحسب تعبيره.

وقال لـ"عربي21: "تدخل الجيش في قطاع مثل الصحة لا يرضي أحدا، كما أن الفساد والإهمال لا يرضي أحدا، وينبغي أن يكون دوره مرهونا بحل أزمة، والقطاع المدني لم يترك لنا فرصة للدفاع عنه".

وانتقد "مبالغة الوكلاء التجاريين للمستلزمات والأدوات الطبية، والأدوية في جني أرباح طائلة من المناقصات التي يحصلون عليها من وزارة الصحة، وباقي القطاعات الطبية".

ولكنه أكد في الوقت نفسه؛ أن الجيش "لن يستطيع إدارة الهيكل الصحي للمنظومة الصحية في مصر"، مطالبا "بفصل قطاع الخدمة المدنية بالقوات المسلحة عن الجيش، وأن يوضع تحت رقابة الأجهزة الرقابية مثله مثل باقي الشركات؛ فما يقوم به ليس نشاطا سريا كالإنفاق العسكري".

"الصحة أطعمت المصريين لحم الحمير"

على الجانب الآخر، أشاد رئيس شعبة المستلزمات الطبية، محمد إسماعيل، بدور الجيش في التعامل مع الأزمات. وقال لـ"عربي21": "لا توجد هيئة منظمة مثل الجيش.. في ظل فساد وزارة الصحة أكلنا لحم حمير، ومبيدات مسرطنة، أتمنى أن يقوم الجيش بهذا العمل".

وأكد أن "تورط عدد من المسؤولين في وزارة الصحة في قضايا فساد بالملايين في قضية واحدة يكشف مدى اهتراء المنظومة الصحية"، لافتا إلى أن "إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة التابعة لهيئة الإمداد والتموين بالجيش تدخلت وطالبت مستشفيات وزارة الصحة والجامعات بالإشراف على نفقاتها"، كما قال.
التعليقات (1)
مصري
الأحد، 20-11-2016 07:54 ص
العسكر يسعون للسيطره علي كل مايمس حياة المصري من تعليم و غذاء أبرزها رغيف العيش ، وعلاج وأيضا الملبس ، لن يتركوا شئ إلا وسوف يحتكروه ، سوف تصبح رقبة المصري وأنفاسه في يد العسكر ، كي يسبح المصريون هؤلاء المرتزقه بكرا وأصيلا ومن لا يفعل فقطع الأنفاس هو الرد الوحيد علي تمرده ، لقد صدق السيسي وهو الكذوب الأشر في وعده عندما وعد المصريون بأنهم سوف يرون أياما سوداء ، قبل أن يحل محل الطرطور عدلي منصور ، أم أن المصريون قد نسوا سريعا وعده بأن من يتكلم في المحمول سوف يدفع ثمن المكالمه المتحدث والمستمع علي حد سواء ، ولسه هاتشوفوا مصر كمان وكمان ، ولا تنسوا أن الله لايظلم عباده ولكن هم من يظلمون أنفسهم بسوء أعمالهم الظالمه .