ملفات وتقارير

هل يمكن أن يتخلى الجيش المصري عن السيسي؟

مؤسس "غد الثورة" أيمن نور: السيسي حوّل الجيش إلى أداة لتحقيق طموحاته الشخصية- أرشيفية
مؤسس "غد الثورة" أيمن نور: السيسي حوّل الجيش إلى أداة لتحقيق طموحاته الشخصية- أرشيفية
لم يستبعد سياسيون ومراقبون أن تُطرح في أروقة النظام الانقلابي بمصر، أسماء بديلة عن عبد الفتاح السيسي؛ للقيام بمهمة رئاسة البلاد، بعدما أصبح هذا الأخير عبئا على الجيش والشرطة والقضاء ورجال الأعمال والدين، على حد تعبيرهم.

ويرى مؤسس حزب "غد الثورة" أيمن نور، أن "السيسي تحول من رافعة لمشروع الدولة العميقة ومؤسسة الجيش؛ إلى منحدر خطير يحمل هذه الأطراف على التفكير بضرورة عدم استمراره في الحكم".

تخطي السيسي

وقال نور لـ"عربي21" إن "الجيش فقد كثيرا من مصداقيته وتأثيره المعنوي؛ بسبب مغامرات السيسي، ورغبته في الحكم، وشهوة السيطرة التي لديه"، مؤكدا أن قائد الانقلاب "أضر بالجيش في أعز ما كان يملكه، وهو تقدير واحترام الشعب له".

وأضاف أن "السيسي في موقف صعب، والزمرة الحاكمة في مصر لا بد أن تفكر جيدا في ضرورة التعامل بشكل مختلف مع الأحداث، وأنها تستطيع أن تتخطى هذا الرجل وخطاياه وأخطاءه، وأن تنحاز مرة أخرى للشعب المصري، وأن يعود الجيش بعد ذلك إلى دوره الطبيعي".

ولفت نور إلى أن "السيسي حوّل الجيش إلى أداة لتحقيق طموحاته الشخصية؛ هو وزملاؤه في المجلس العسكري، وذلك من خلال تحويل الجيش إلى مؤسسة شبه ربحية"، مطالبا الجيش بضرورة إدراك وتفهم "أن المعركة مع شخص السيسي والأشخاص المحيطين به، وليست مع المؤسسة العسكرية".

اختلال قائمة مؤيدي السيسي

من جهته؛ رأى رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية، صفي الدين حامد، أن "بقاء السيسي على سدة الحكم؛ لا يزال يخدم الجيش والقضاء والشرطة".

وقال لـ"عربي21" إن "عددا كبيرا من رجال الأعمال خرجوا من المعادلة، بسبب تضررهم من سياسات السيسي الاقتصادية، وتغوله على أدوارهم"، مؤكدا أن "لديهم استعدادا للتخلص منه، للخلاص من سطوته على أعمالهم".

وتابع: "أما العنصر الأخير والأهم؛ فهو الشعب المصري الذي يرفض في معظمه استمرار السيسي، ويتمنى رحيله، ولكن هل هناك استعداد للتضحية والمواجهة؟ هذا هو ما ستفصح عنه الأيام القادمة"، مشددا على ضرورة أن يعي الشعب أنه "لا نصر بدون مواجهة".

مركب مصر و"مركب رشيد"

بدوره قال أستاذ السدود بجامعات ماليزيا، محمد حافظ، إن "اتجاه السيسي في خطاباته للشعب من الوعد إلى الوعيد؛ يُبرز ملامح الوجه الحقيقي لنهجه في الحكم".

وأضاف لـ"عربي21": "عندما يهدد رئيس دولة شعبه بأن الجيش مستعد للانتشار في سويعات في حال حدوث مظاهرات؛ فهذا دليل على إفلاسه على المستوى السياسي والاقتصادي".

وأشار إلى أن "أخطر ما في الأمر أن السيسي يسعي حثيثا في توريط الجيش معه؛ بحيث إذا انهار هو انهار الجيش معه"، مستدركا بأن "بعض قيادات الصف الثاني والثالث من الجيش؛ أدركوا أن مركب مصر ليست أفضل من (مركب رشيد)، وأن الكل سيغرق بسبب طوفان الغضب المنتظر اشتعاله في أية لحظة".

وحذر حافظ من "تخطي قيمة الدولار الأمريكي لأكثر من 25 جنيها؛ لأن ذلك سينعكس سلبا بقوة على الغني قبل الفقير"، لافتا إلى أن "رفع الدعم عن الفقراء؛ تسبب في سقوط العديد من الدكتاتوريات في العالم، فالفقراء قد يتسامحون في سفك دماء أبناء الوطن في رابعة والنهضة وماسبيرو، ولكنهم لا يتسامحون في مس رغيف الخبز".

سنوات كاشفة

من جهته؛ قال الناطق باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية، إسلام الغمري، إن "سنوات حكم قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي كانت كاشفة لزيف ما حاول السيسي عبر أذرعه الإعلامية تسويقه، وهو أنه سيجعل مصر تحيا في جنة حكمه".

وأضاف لـ"عربي21": "أصبحت جنة السيسي الموعودة سرابا، وقد ظهر ذلك واضحا في التسجيلات الصادقة الصادرة عن بعض المواطنين البسطاء، والذين عبروا فيها بكل وضوح عن الواقع الأليم الذي يعاني منه المصريون، ما ينذر بمقدمات ثورة شعبية توشك أن تندلع في أية لحظة".

البحث عن بديل

أما الكاتب الصحفي، محمد جمال عرفة؛ فأعرب عن اعتقاده بأن "هناك إجماعا داخليا بين الأجهزة المؤثرة في الدولة، وإجماعا خارجيا بين القوى الإقليمية والدولية؛ على أن السيسي بات عقبة أمام استقرار مصر؛ بسبب سياساته الأمنية القمعية، وتلك الاقتصادية الفاشلة التي تنذر ببوادر غضبة شعبية".

وأضاف لـ"عربي21" أن "هذا الإجماع المتصور يصب في خانة البحث عن حل؛ إما بالاكتفاء بفترة رئاسة السيسي الحالية حتى 2018 في حال استمرت الأوضاع مستقرة نسبيا، أو إجراء انتخابات جديدة عاجلة؛ يتم الدفع فيها بمرشح عسكري جديد؛ يكون أقل صداما مع التيارات السياسية المختلفة، بما يسمح بفترة هدوء يستعيد فيها الاقتصاد عافيته نسبيا، ويتم تلافي ثورة شعبية".

وعرج جمال على دراسة نشرها مدير مكتب العالم العربي وتركيا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ستيفن كوك، في موقع مجلة "فورين أفيرز" العريقة، في عدد تشرين الثاني/ نوفمبر- كانون الأول/ ديسمبر 2016، توقع فيها أنه في حال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة؛ فإنها ستضغط بشدة على العسكر والإخوان المسلمين "لتقاسم السلطة"، بالرغم من المواقف العلنية الرافضة للحوار من قبل الجانبين، بحسب قوله.
التعليقات (3)
سمير
الإثنين، 24-10-2016 02:36 ص
محمد مرسي سيعود
مصرى اصيل
الإثنين، 24-10-2016 02:16 ص
مع السيسى مصر إفضل
الاسم عباس النابلسي خريج القاهره من الاْردن
الأحد، 23-10-2016 04:56 م
انني الوم الحكومه المصريه على ترك أمثال ايمن نور ترك البلد لمهاجمه الرجل الفاضل سامحكم الله ان موقفكم من اصحاب الاقلام الهدامه غير صحيحه