سياسة عربية

تحذير من تصعيد روسي بحلب وموسكو تمدد هدنتها لـ3 ساعات

اعتبرت الأمم المتحدة الهدنة الروسية غير كافية- الأناضول
اعتبرت الأمم المتحدة الهدنة الروسية غير كافية- الأناضول
دخلت الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية الأربعاء، يومها الثاني من دون أن تتعرض لغارات عشية هدنة إنسانية أعلنت عنها روسيا بهدف إجلاء مدنيين ومقاتلين من المنطقة المحاصرة، فيما تعالت مطالب دولية بتمديدها، في وقت اكتفت فيه موسكو بتمديدها لثلاث ساعات فقط.

وتوقفت غارات الطيران الروسي والسوري منذ صباح الثلاثاء بقرار من موسكو للسماح للمدنيين بالاستعداد لمغادرة شرق حلب عبر ستة ممرات انسانية.

تحذير من هجوم

قال دبلوماسي كبير في حلف شمال الأطلسي اليوم الأربعاء نقلا عن معلومات لأجهزة مخابرات غربية، إن السفن الحربية الروسية قبالة ساحل النرويج تحمل قاذفات مقاتلة من المرجح استخدامها لتعزيز هجوم نهائي على شرق حلب المحاصر في سوريا خلال أسبوعين.

وقال الدبلوماسي مشترطا عدم الكشف عن اسمه: "ينشرون كل أسطول الشمال وجزءا كبيرا من أسطول البلطيق في أكبر انتشار بحري منذ نهاية الحرب الباردة".

وأضاف: "هذه ليست زيارة ودية. فخلال أسبوعين سنرى تصعيدا في الهجمات الجوية على حلب في إطار استراتيجية روسيا لإعلان النصر هناك".

"غير كافية"

اعتبرت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، هدنة الثماني ساعات المقررة الخميس لوقف المعارك في حلب لنقل المساعدات إلى المدنيين المحاصرين غير كافية وطلبت ضمانات أمنية من كافة أطراف النزاع في سوريا.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية جينس لارك خلال مؤتمر صحافي في جنيف: "قبل أن نفعل أي شيء معقول (...) نحتاج إلى ضمانات من كافة الأطراف".

وأضاف أن وقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ، الخميس، في الساعة الثامنة (5,00 ت غ) "أعلنه الروس من جانب واحد (...) ولم يصدر أي إعلان عن الحكومة السورية".

وأكد أن الفرق المكلفة بنقل المساعدات الإنسانية إلى حلب بحاجة "إلى 48 ساعة على الأقل".

وتتزامن المبادرة الروسية التي لا يعرف ما إذا كانت ستلقى صدى في أوساط سكان الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، مع تواصل الجهود الدبلوماسية حول سوريا، إذ يعقد قادة ألمانيا وروسيا وفرنسا اجتماعا الأربعاء في برلين.

إذ وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الأربعاء، ببذل كل الجهود بالتعاون مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "لتمديد" الهدنة في مدينة حلب السورية وذلك خلال لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء في برلين. لكن المستشارة الألمانية قالت إنها لا تتوقع تحقيق "معجزة" خلال اللقاء.

وقال الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه إلى جانب ممثلين عن "الخوذ البيضاء" في حلب: "سأبذل كل الجهود بالتعاون مع المستشارة ميركل لكي يمكن تمديد هذه الهدنة"، مضيفا أن "فرنسا ستمارس كل ما بوسعها من ضغوط وخصوصا على الجهات الداعمة للنظام، أي الروس، لكي يمكن تمديد الهدنة".

موسكو تمدد الهدنة لـ3 ساعات

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، إن موسكو تستبعد وقف القصف في حلب السورية من جانب واحد.

وأضاف أن بلاده لا ترى بعد أي مغزى لاجتماع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن سوريا.

في حين قال سيرجي رودسكوي المسؤول بالجيش الروسي إن الجيش أعلن، الأربعاء، أنه سيمدد هدنة إنسانية في مدينة حلب السورية ثلاث ساعات حتى الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي غدا الخميس.

وأضاف رودسكوي: "ذلك سيتيح لممثلي الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري القيام بكل ما يلزم للتأكد من إجلاء المرضى والجرحى إضافة إلى الموجودين والسكان المدنيين من المدينة".

هدوء في حلب

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني أو "الخوذ البيضاء" إبراهيم أبو الليث: "الحمد لله ليس هناك طيران حاليا، ولكن هناك قذائف وراجمات صواريخ"، مضيفا: "السكان لا يزالون خائفين لأنهم لا يثقون بالنظام وروسيا".

ورغم وقف الغارات، تستمر الاشتباكات على محاور عدة في المدينة وخصوصا المدينة القديمة، وفق المرصد.

وخلال زيارة إلى باريس الثلاثاء، قال نائب رئيس "الخوذ البيضاء" عبد الرحمن المواس: "منذ مطلع العام أعلن وقف لإطلاق النار ثلاث مرات ولم يفض إلى شيء. ولا أي نتيجة. لم نعد نؤمن بذلك".

ويعيش 250 ألف شخص في شرق حلب في ظروف إنسانية صعبة في ظل الغارات والحصار وتعذر إدخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ ثلاثة أشهر.

واستغل السكان الثلاثاء توقف الغارات للخروج من منازلهم وشراء المواد الغذائية التي لا تنفك تتضاءل كمياتها في السوق.

أزمة بين بلجيكا وروسيا

على صعيد آخر، اتهمت وزارة الخارجية الروسية في بيان الأربعاء سلاح الجو البلجيكي المشارك في التحالف الدولي بقيادة واشنطن بقتل ستة مدنيين وإصابة أربعة آخرين بجروح إثر "عملية قصف أدت إلى تدمير منزلين" ليل الاثنين الثلاثاء في منطقة حساجك في حلب.

لكن وزارة الدفاع البلجيكية نفت الاتهامات الروسية الأربعاء، واستدعت سفيرها. وقالت المتحدثة باسم الوزارة لورانس مورتييه "لم نكن في المنطقة، لا علاقة لنا بالهجوم المذكور".

وقال ديدييه فاندرهاسلت متحدثا باسم وزارة الخارجية البلجيكية: "نحن على اتصال مع السفير الروسي بهدف استدعائه خلال النهار".

"الفصل بين مقاتلي الفصائل والجهاديين"

في جنيف، يبحث عسكريون روس وأمريكيون وسعوديون وقطريون وأتراك، الأربعاء، في سبيل تحديد مواقع الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام وفصلها عن جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة).

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اعتبر أن وقف الغارات الجوية على حلب قد يساعد في نجاح محادثات تتمحور حول "الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين" في المدينة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه اتفق مع نظيره الروسي فلادمير بوتين خلال مكالمة هاتفية بينهما على انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام من حلب.
التعليقات (0)