ملفات وتقارير

صحفي إيراني يرد بحدة على سليماني.. هذا ما فعلته بإيران

انتقد الصحفي خطاب سليماني الأخير الذي نفى فيه عزلة إيران - أرشيفية
انتقد الصحفي خطاب سليماني الأخير الذي نفى فيه عزلة إيران - أرشيفية
نشر موقع "سحام نيوز" المقرب من الزعيم الإصلاحي الإيراني مهدي كروبي مقالا تحت عنوان "أوصلوها إلى الجنرال سليماني" للصحفي الإيراني بابك داد، ينتقد فيه قائد فيلق قدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني وسياساته التي أدت إلى انزواء إيران في المنطقة.

وقال بابك داد: "قال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، في تصريحاته الأخيرة كلاما مثيرا للدهشة، ووضعت أمرين مهمين مما قاله تحت المجهر، حيث قال إن البعض يروج للشعب الإيراني في الداخل أن إيران تعيش حالة من الإنزواء والعزلة بين جيرانها في المنطقة، وإذا كان ذلك صحيحا وإيران معزولة، لماذا يريد أعداؤنا أن يكون لهم علاقات وثيقة معنا؟!"

وفند بابك داد كلام سليماني قائلا: "يا جنرال: حكومة أحمدي نجاد دمرت البلاد، وحجم العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران لم تترك لنا سوى العزلة في المنطقة، لماذا نخفي ذلك؟!".

وأضاف: "إيران بعد توقيع الاتفاق النووي حصلت على ثقة العديد من دول العالم لبناء علاقات متينة معها، وهذه الجهود التي نشاهدها الآن تثبت أن إيران كانت تعيش في ذروة عزلتها الإقليمية والدولية وأن قلب الحقائق لا يمكن أن يحل عقدة مشاكلنا".

وتابع داد منتقدا سليماني بالقول: "بحسب تصريح سليماني فإن النفوذ والتأثير الإيراني في المنطقة توسع بشكل أكبر من أي وقت مضى، ولكن يا جنرال سليماني: ما قيمة هذا النفوذ الإيراني في المنطقة وبأي ثمن كان ذلك؟ ألا تعتقد أن تدخل الحرس الثوري في سوريا واتباع التوجيهات المهينة من قبل روسيا العظمى، لن يجلب لك شيئا سوى العار ولعنة الشعب السوري؟".

وأضاف: "عن أي عمق استراتيجي ونفوذ تتحدث؟ عندما تكون نظرة شعوب المنطقة والعالم عن التدخل الإيراني في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان على أنه يثير الفتنة ويشعل النار في هذه البلدان؟".

وحمّل الصحفي الإيراني بلاده مسؤولية تقارب بعض الدول العربية مع إسرائيل، وقال بصورة ساخرة: "يا جنرال: ما هذا النفوذ والتأثير الإيراني الذي جعل العرب وإسرائيل يصطفون في اتجاه واحد، متعاطفين فيما بينهم لمواجهة التهديدات الإيرانية، هذا هو نتيجة نجاح نفوذكم بالمنطقة".

وطلب داد الذي نشر مقاله في أبرز موقع تابع للتيار الإصلاحي.. طلب من الجنرال سليماني أن يوضح للشعب الإيراني النتائج الإيجابية التي حصلت عليها إيران من تدخل فيلق القدس في المنطقة قائلا: "أرجو أن يوضح الجنرال قاسم سليماني بالضبط ماذا أنتج فيلق قدس الإيراني غير الكراهية و"إيران فوبيا" للبلاد في المنطقة؟!".

واعتبر داد بأن سياسة سليماني أرهقت الحكومة الإيرانية قائلا: "هل تعرف بأن تدخلات فيلق قدس الباهظة والمكلفة بالمنطقة، والاعتقالات التعسفية التي تتم بحق مزدوجي الجنسية من الإيرانيين، سلبت كل الطاقة الدبلوماسية للحكومة الإيرانية؟".

وتابع: "يا جنرال أنت من جانب تقول بأنك جندي تابع لهذا النظام، وفي الممارسة والعمل تتحرك بهيئة "حكومة ظل" داخل إيران وتعرقل المسائل والقضايا الداخلية في البلد. وفي الخارج بالحرب السورية تؤدي دور قوات المشاة الروسية، وضحيت بأكثر من 500 عسكري من القوات الإيرانية من أجل بقاء بشار الأسد في السلطة".

واختتم الصحفي الإيراني مناصحا سليماني قائلا: "يا جنرال، لا يوجد أي تردد بأنه في حال استمرار هذه المغامرات المخربة، فإن إيران ستظل معزولة في المنطقة، ومن مصلحة إيران أن تترك بعض الوقت قضية العمق والنفوذ الإيراني في المناطق البعيدة، وأن تسمح لهؤلاء الناس (الشعب الإيراني) بأن يتنفسوا الصعداء بعد سنوات طويلة من فرض العقوبات الاقتصادية على البلاد". 

يذكر أنه في الآونة الأخيرة انتقدت بعض المواقع والصحف الإيرانية سياسة الجنرال قاسم سليماني والحرس الثوري بالمنطقة.

وآخر انتقاد وُجه للجنرال سليماني، كان في الأيام الماضية من قبل الناشط السياسي البارز الدكتور مهدي خزعلي، الذي أثارت تصريحاته ضجة كبيرة في الأوساط الداخلية الإيرانية.

ويرى مراقبون للشأن الإيراني من الداخل تتواصل معهم "عربي21"، أن مواصلة انتقاد سياسة الحرس الثوري الإيراني الخارجية من قبل الصحف والمواقع والشخصيات الإيرانية، يؤكد تخوف شريحة كبيرة من الإيرانيين من انتقال الأزمة التي تشهدها المنطقة إلى العمق الإيراني بسبب التناقضات العرقية والمذهبية داخلها.
التعليقات (1)
مُواكب
الثلاثاء، 27-09-2016 04:04 ص
ليس فقط أن تتحول قُوَّات وميليشيات قاسم سليماني إلى جيش مُشاة للروس، بل أن تأتي إنجازات هذا الجيش لتحقيق أهداف بوتين حصرا. وهذا ما تخوف منه مُستشار خامنئي العسكري قبل أيًّام. المعروف عن بوتين كراهيته العميقة للمسلمين، السنة والشيعة على حد سواء، وعلى عكس ذلك محبته لدرجة التقديس لليهود الذين يدين لهم بمنصبه الحالي. وخلال لقائه مع نتنياهو تحدث مُبتسماً أن بشار أسد كلمَّه عن رغبته بأن يكون رئيسا لسورية على أن لا يتجاوز عدد سكانها سبعة ملايين، وعن أن الشيعة هم أغبياء مُفيدين. وطبيعي أن بوتين ونتنياهو مُتفاهمين ومُتجانسين ولا أحد يستطيع أن يُشكك بذلك، انظروا إلى هؤلاء الطغاة: المقبور حافظ أسد معروف بعمالته للمخابرات البريطانية، ابنه بشار للمخابرات الروسية، السيسي عميل الموساد. فلأي مخابرات غربية أو شرقية يعمل طاغية الشرق الأوسط، خامنئي ايران؟