قضايا وآراء

الخروج الطوعي للإخوان المسلمين من المنافسة على السلطة

إبراهيم الزعفراني
1300x600
1300x600
الأوقات الصعبة تحتاج لقرارات صعبة من شخصيات قوية تتجاوز العواطف وحجم من الخسائر.

في ظل ما أوردته من حوار مع د. أسامة الباز من انسداد للأفق السياسي فى وجه الإخوان واستمرار الوضع المتأزم، بل تفاقمه بعد الانقلاب، من استهداف شرس للجماعة ووقوفها عاجزة بين تربص المتربصين وخوف المتخوفين.

أرى أن الجماعة في أمّس الحاجة لقرار جماعي جريء بالخروج الطوعي من المنافسة على السلطة، تاركة المجال لحزب الحرية والعدالة وغيرها من الأحزاب المحافظة تتنافس وتتعاون مع الأحزاب الأخرى الشريفة والوطنية التي تسعى لاستنقاذ البلاد من الانقلابيين المستبدين الفسدة، ويتبنى مبادئ الحرية والعدالة بشقيها العامة والاجتماعية والكرامة الإنسانية.. وتضع الحلول الجادة والفاعلة للمشاكل التي تعيشها بلدنا وشعبنا، وتقوم الجماعة في هذا المجال بدور الداعم وإعداد الحاضنة الشعبية لهذه القوى والأحزاب، لتتفرغ الجماعة لدورها الدعوي التربوي التوعوي لمجتمعها بأفراده وأسره، وأن تكون حاضنة تربوية واجتماعية لأعضائها وأسرهم، متحملة كافة التضحيات في حال التعنت في إعطائها الاعتراف القانوني.

ويمكن أن تحدد أهدافها المستمدة من ركن العمل في رسالة التعاليم (للإمام البنا) في قسمين:

أولاً: قيامها بنفسها بالعمل فى مجالات..

1- بناء الفرد المسلم على تعاليم وأخلاقيات الإسلام، وتخريج مواطنين صالحين، ينتشرون في مؤسسات المجتمع المختلفة ومختلف مجالات الحياة كل حسب تخصصه.

2- بناء الأسر المسلمة في سلوكها وتعاملاتها، فهي اللبنة الأساسية في المجتمع لإنتاج جيل المستقبل القويم القوى القادر على حمل أمانة الوطن والمنافسة العالمية.

3- نشر المبادئ الإسلامية داخل المجتمع وتوعيته بحقوقة وواجباته وإحياء روح الإيجابية وحب العمل والتفاني فيه، وتبني قضايا وطنه ومناصرة قضايا المظلومين والمستضعفين في كل مكان.

ثانيا: قيامها بدور الداعم والمساند في مجالات..

1-  قبول الأستاذ حسن البنا التنازل عن الترشيح للانتخابات عام 1942 مقابل مكاسب دعوية، بإلغاء البغاء وغلق بيوت الدعارة وجعلها عملا مجرّما، وتحريم الخمر.. والذي فعلته الحكومة اقتصر على المناسبات الدينية، وإصدار قانون بوجوب التعامل باللغة العربية في جميع المؤسسات، والسماح للإخوان بفتح شعبهم في جميع أنحاء مصر وإعطائهم الحرية في الدعوة.

2- دعم ومساندة لكل من يدعو أو يعمل على التقارب والتعاون أو تحقيق الوحدة الكونفدرالية بين الدول الإسلامية.

3- تقديم الدعم والمساندة لكل من يدعو أو يعمل على تقدم الأمة المسلمة واحتلال مكانتها الرائدة بين الأمم، والدفع بالموهوبين والنابهين والمتفوقين من أبناء الأمة الإسلامية ومساعدتم في تبوؤ الأماكن المرموقة في العلم محتفظين بهويتهم معتزين بدينهم.

أرى أن تتخذ الجماعة مجتمعة بقياداتها هذا القرار حتى لا يترك القرار لمجموعة من الجماعة قادرة على أخذ هذا القرار بنفسها، لتكوين نواة لجماعة دعوية تربوية توعوية تسد هذا الفراغ وتحمل هذا الواجب.

- وبهذا القرار تتحقق عدة فوائد:

1- سد فراغ كبير فى خدمة المجتمع دعويا وتربويا وتوعويا، والذي حدث بغياب الجماعة وانشغالها بالعمل الحزبي، والمساعدة في تخريج مواطن صالح في المجتمع يخدم شعبه ووطنه أياً كان موقعه.

2- الوقوف من الأحزاب على مسافات تقترب أو تتباعد حسب قرب وبعد هذه الأحزاب بمبادئها ومواقفها من المبادئ الإسلامية وغيرها من المبادئ السامية، وإيجاد سند شعبي لكل القوى والأحزاب العاملة على نهضة البلاد وتقدمها، مع الاحتفاظ بقيمها ومبادئها وعقائدها.

3- زوال تخوف القوى والأحزاب الوطنية الشريفة من الإخوان، وإيجاد مساحات من التعاون لما فيه خير الوطن.

4- التقليل من حنق وحرب المتربصين والحاقدين على الجماعة.. هذه الحرب التي كانت تنسحب بالتبعية على كل ما هو إسلامي.

5- تخفيف حدة التنازع على السلطة داخل الإخوان، حيث أن غياب الكاميرات والشهرة والكراسي والمكاسب الدنيوية عن أفرادها سيُزهد كثيرين في مواقع القيادة، ستغيب الرتب والألقاب. فجماعة الإخوان في أصلها جماعة دعوية ومن الأدلة على ذلك:

- قبول الأستاذ حسن البنا التنازل عن الترشيح في الانتخابات عاما، مقابل مكاسب دعوية بإلغاء البغاء والسماح للإخوان بفتح شعبهم في جميع المناطق المصرية وحريتهم في الدعوة.

- العرض على الشيخ القرضاوي منصب المرشد مرة بعد وفاة الأستاذ عمر التلمساني والثانية بطلب من المستشار محمد المأمون الهضيبي أثناء فترة توليه منصب المرشد، وما يحمل من دلالة على فهم هذا الجيل لأصل هذه الجماعة وحرصهم أن يكون على رأسها أحد علماء الإسلام البارزين، كذلك في فهم الشيخ القرضاوى حين اقترح على الإخوان في عرضهم الأول عليه فضيلة الشيخ محمد الغزالى لتولي هذا المنصب، وهو أيضا عالم إسلامي شهير.

- لقد مرت الجماعة فى أواخر عام 1948 بمثل ما تمر به الجماعة الآن من ظروف، وكان الإمام المؤسس يعتزم اتخاذ مثل هذا القرار، ولكن أعداء الجماعة عاجلوه بالقتل قبل تنفيذ هذا القرار.
التعليقات (1)
أبو أسامة
الإثنين، 26-09-2016 02:03 م
قال تعالى " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " هل سمعت خطاب أوباما الأخير - يجب علينا أن نرضى بالعيش فى ظل الديكتاتوريات الموجودة وأن الخطر يكمن فى الاسلام كدين - معنى كلامه - وقد سبقك بها عكاشة - تركيا - وهم يحاربونها ولن يسمحوا بتكرار هذا النموذج وأرى أن الغرب لن يسمح بحياة حزبية ليس لها سقف وأرى أن الله تبارك وتعالى يصنع جيل الريادة على عينه وأرى أن محطات الخلافة الراشدة قد وصلت الى نهاية الملك الجبرى بقوة الله وبحوله سبحانه وأذكرك بكلمات الشيخ سيد قطب " لابد لكل ميلاد من مخاض وكل مخاض يتبعه آلام وهذا ما نعيش فيه وسنة التدافع تعمل عملها فى هذه الأيام وهذه المرحلة وأرجو مراجعة مقال الأستاذة / آيات عرابى - ان الله مبتليكم بنهر - " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .