ملفات وتقارير

هل تقود مصر حملة للإطاحة بمحمود عباس؟

من قصد عباس بهجومه الأخير؟ - أرشيفية
من قصد عباس بهجومه الأخير؟ - أرشيفية
بين الحين والآخر تظهر على السطح التقارير التي تشير إلى وجود خلافات بين مؤسسة الرئاسة الفلسطينية مصر، لا سيما بسبب القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، ولكن كثيرا ما يتم نفيها وتكذيبها في الحال.

انفجار الأزمة

وكان تلفزيون فلسطين الرسمي قد بث يوم الأحد في 4 أيلول/ سبتمبر الجاري؛ مقطعا من كلمة للرئيس محمود عباس، أبدى فيها تحديه لبعض الدول العربية من دون أن يسميها، بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي قائلا: "لا أحد يملي علينا موقفا".

وأضاف بلهجة غاضبة خلال لقائه وفدا من ذوي الاحتياجات الخاصة من محافظات الضفة الغربية في مقر الرئاسة في رام الله: "لنتكلم كفلسطينيين وكفى من الامتدادات من هنا وهناك (..) الذي له خيوط من هنا وهناك الأفضل له أن يقطعها، وإذا لم يقطعها فنحن سنقطعها".

وأردف: "علاقتنا مع الجميع يجب أن تكون طيبة وجيدة، ونحن أصحاب القرار، ونحن الذين نقرر ونحن الذين ننفذ، وليس لأحد سلطة علينا".

وكان موقع فلسطيني قد كشف في الأيام القليلة الماضية النقاب عن تحرك مصري أردني سعودي إماراتي تجاه حل القضايا العالقة في الداخل الفلسطيني، خاصة داخل حركة فتح. ونقل الموقع عن مصدر عربي رفيع المستوى أن اجتماعات مكثفة عقدت في الآونة الأخيرة لبحث إتمام المصالحة بين عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان؛ الذي تراه أطراف عربية الأجدر بتولي زمام الأمور في الفترة القادمة.

موقف القاهرة 

ووصلت أصداء خطاب عباس إلى القاهرة بشكل سريع، حيث نشرت جريدة "اليوم السابع"، الموالية للنظام المصري والمقربة من دحلان، مقالا للكاتب المصري يوسف أيوب، سخر فيه من عباس، وقال إنه أصابه "خرف سياسي"، وأنه "فقد عقله"، و"يواصل هواية الرقص على أجساد الفلسطينيين"، ويحتمي بالتصريحات "العنترية لينفرد بالمال والقرار"، وفق المقال.

 من جانبه سارع المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إلى التأكيد على متانة العلاقة الفلسطينية المصرية، وقال إنها "على قدر كبير جدا من التنسيق والتعاون".

ووصف أبو زيد، في مقابلة مع تلفزيون فلسطين السبت الماضي، أن "العلاقات المصرية الفلسطينية تربطها العلاقات التاريخية". وقال: "تتميز بقدر كبير جدا من التنسيق والتعاون، والالتزام المصري تجاه القضية الفلسطينية تاريخي وثابت، والتنسيق دائم مع السلطة الفلسطينية بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس"، بحسب قوله.

وحاولت "عربي21" التواصل مع مسؤولين الرئاسة الفلسطينية، ولكنهم رفضوا التعليق على هذا الموضوع.

استدراك الموقف

من جهته، أثنى أمين مقبول، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والمقرب من عباس، "على متانة العلاقات المصرية مع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس عباس، نافيا وجود أي خلافات بين الجانبين"، مشيرا إلى أن "الحركة لديها كامل الثقة في القيادة المصرية بدعم الشرعية الممثلة بالرئيس أبو مازن"، كما قال.

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن "ما تداوله الإعلام في الفترة الماضية فُهم بشكل خاطئ من قبل المندسين والمخربين من خارج الصف الوطني"، على حد وصفه.

أما السفير الفلسطيني في مصر، جمال الشوبكي، فقد نفى وجود أي خلافات بين عباس مازن ومصر، حيث اعتبر في مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الفلسطينية بالقاهرة في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري "أن هناك اجتزاء للتصريحات، وتأويلا خبيثا لخدمة أغراض خبيثة ليست في صالح القضية الفلسطينية ولا الأمة العربية"، وفق تعبيره.

وقال الشوبكي إن عباس لا يخطئ في استراتيجية العلاقة مع مصر، فهو يعتبر القاهرة "الراعي الوحيد" للقضية الفلسطينية، مضيفا: "حديث أبو مازن عن الضغوط والتمويل لا يمت لمصر بأي صلة، وكان شيئا مستغربا لنا أن يتناوله الإعلام المصري بهذه الصورة من دون التثبت والتدقيق".

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني من غزة، طلال عوكل، أن "ردة فعل القيادة الفلسطينية على الموقف المصري قد تم بشكل "همجي"، وستتحمل حركة فتح والرئاسة الفلسطينية تبعات هذا المواقف في الأيام القادمة؛ لأن الجانب المصري يتمتع بنفوذ واسع مع القيادي الآخر من الحركة محمد دحلان".

ورأى لـ"عربي21" أن "الرئيس عباس يعيش أيامه الأخيرة على رأس القيادة الفلسطينية"؛ لأن اللجنة الرباعية العربية الممثلة، مصر والأردن والإمارات والسعودية، "بدأت بتطبيق خارطة طريق جديدة ستكشف الأيام القادمة عنها"، والتي من الممكن أن يكون تنحي عباس هو "كبش الفداء" في هذه الخارطة، وفق تقديره.
التعليقات (2)
فلسطيني
الجمعة، 16-09-2016 09:24 م
هذا ما تستحقه يا عباس يا من هللت لانقلاب السيسي أنت واتباعك من الفتحاويين ذوقوا ما كسبت أيديكم ومن فشل إلى فشل ومن خزي إلى خزي..وأما الرباعية العربية فهم ....... بيب
جمال الجمال
الجمعة، 16-09-2016 06:16 م
عباس في منتهى السوء وهو منتهي الصلاحية , ومن سيخلفه سيكون أسوأ منه وهذا هو المطلوب عربيا وغربياً .