حقوق وحريات

عائلة البلبول: أب شهيد وأولاده أسرى

نوران البلبول
نوران البلبول
"من لم يدعمنا رسميا وشعبيا ووقف إلى جانبنا وأشقائي مضربون عن الطعام في سجون الاحتلال، لن نسقبله في بيت العزاء إذا أصبحوا شهداء"، هذا ما قالته الأسيرة المحررة من سجون الاحتلال الإسرائيلي، الطفلة نوران أحمد البلبول 15 عاما.

هي ابنة أحد قادة المقاومة الفلسطينية الذي اغتالته قوات الاحتلال هو وثلاثة من رفاقه عام 2008 في بيت لحم.

طفلة في التحقيق

لم تنته قصة الاحتلال مع هذه العائلة باستشهاد الوالد، بل عاد إليها من خلال أولاده، وبدأت بأصغرهم نوران، عندما اتهمتها بداية عام 2016 بمحاولة تنفيذ عملية طعن عند أحد الحواجز المحيطة ببيت لحم، القريبة من القدس المحتلة، ليتم اعتقالها، ونقلها إلى التحقيق.

وصفت نوران في حديثها مع "عربي21" بداية التحقيق بأنها تجربة مرعبة لطفلة.

وقالت البلبول: "بعد ان أدركوا عدم استجابتي لهم، حاولوا عرض مقطع مصور يُظهر كيف تم تصفية أبي، ليوصلوا رسالة مفادها أنهم يستطيعون الوصول لأي فلسطيني في أي زمان ومكان، وأنه مهما طالت المطاردة والملاحقة فإن النتيجة هي القتل، ما اعتبرتُه نوعا من التهديد الذي لم أكترث به، فأنا ابنة ذلك الشهيد الذي لم ينكسر لهم".

رسائل من الأسيرات

لا تريد نوران الحديث أكثر عن تجربتها الشخصية، وإنما أرادت من خلال الإعلام نقل رسائل الأسيرات في سجون الاحتلال، وقالت: "أنا محملة بأمانة الكشف عن هذه المعاناة، فتخيل أن طفلة عمرها 13 عاما فقط، تنتظر المحاكمة، وأخرى أصغر منها تنتظر تثبيت حكما بالسجن لثلاثة أعوام".

وكشفت نوران عن مأساة نقل الأسرى من سجن إلى آخر أو إلى المحكمة: " الضائقة الكبرى هي في نقل الأسيرات إلى المحاكم، عبر ما تسمى بـ "البوسطة"، فالصورة هي أطفال مكلبشين في زنزانة وحافلة من حديد، لا يمكن أن تصفها إلا أنها "حافلة للموت"، أما غرفة الانتظار للمحكمة، فساعاتها الطويلة هي أقرب من وضعك في ثلاجة للموتى، ولكن بعذاب طويل الأمد".

وتكمل الطفلة نوران: "إن الأملَ فقط، بالحرية هو عبر صفقات التبادل المختلفة، فالحياة في السجن لا يمكن أن تتوقع وقعها عليك، خاصة في المناسبات كرمضان والعيد والأفراح خارج السجن".

شقيقان أسيران مضربان عن الطعام

لا تستطيع نوران أن تنسى أنه بعد أن حُكم عليها بالسجن لأربعة أشهر وقبيل تحررها، استهدف الاحتلال شقيقها طبيب الأسنان محمد، وشقيقها الآخر الضابط في الشرطة الفلسطينية محمود، في بداية العشرينيات من عمرهما، وحولهما الاحتلال للاعتقال الإداري الذي يُسجن الأسير بموجبه دون تهمة.

بهذا أصبح كل أبناء الشهيد أحمد البلبول في الأسر، ولكنهم لم يستسلموا للاعتقال الإداري، وإنما بدأ الشقيقان البلبول بإضراب مفتوح عن الطعام منذ بداية تموز الماضي من أجل إنهاء اعتقالهما، وأصبحت والدتهم سناء البلبول، وحيدة في منزلها، قبل تحرر نوران.

 وأكدت نوران أن شقيقيها محمد ومحمود، فقدا من وزنهما 40 كيلوغراما، ويزداد وضعهما الصحي سوءا، فمحمد دخل في فقد الوعي أكثر من مرة، ومحمود فقد البصر بشكل جزئي، وهناك تحذيرات طبية بأن يدخلوا في حالة شلل تام، لأنهما لا يتناولان المدعمات الطبية، حتى إن شرب الماء أصبح صعبا عليهما، إلا أن أملها كبير بالله، وبنصرة شعبهما الفلسطيني، فالهدف بسيط، هو الحرية!".

تفاعل رسمي باهت

وأشارت الطفلة المحررة نوران البلبول إلى أنه: "اليوم للأسف الشديد هناك تقصير رسمي واضح في قضية الأسرى المضربين الذين يموتون يوميا من أجل حريتهم، ولو أن حفلة لمطرب ما، عُقدت هنا أو هناك، فإن الآلاف من الناس سيتابعونها، ويحضرون من أجله، ولكن هذا التفاعل للأسف الشديد قليل جدا مع أُناس يضحون بحياتهم من أجل كرامتهم".

وتنهي نوران حديثها لـ "عربي21": "بالتأكيد قضية الأسرى لم ولن تنتهي، إلا بتحررهم جميعا، فأي أسير يتحرر لا يشعر بذلك، إلا إذا تحرر كل أشقائه وشقيقاته من خلفه في سجون المحتل الصهيوني".



شقيقا نوران المضربان عن الطعام
 




التعليقات (0)