ملفات وتقارير

لماذا تسعى الصين لزيادة دورها العسكري في سوريا؟

السفير الصيني في دمشق وانغ كي جان يتلقى تكريما من شخصيات موالية لنظام الأسد - أرشيفية
السفير الصيني في دمشق وانغ كي جان يتلقى تكريما من شخصيات موالية لنظام الأسد - أرشيفية
ذكرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري؛ أن الصين أرسلت خبراء عسكريين ومدربين جددا إلى سوريا، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر أن الصين توسع نفوذها العسكري بهدف مواجهة زيادة قوة "الحزب التركستاني"، الذي كان له دور في معارك فك الحصار عن مدينة حلب، فيما رأى ناشطون أن دولة كبرى لن تزيد دعمها لمواجهة 500 مقاتل فقط، بل لمصالح أبعد من ذلك.

وقال المجند عصام الأحمد، المنشق عن قوات النظام، إنّ تواجد الخبراء العسكريين الصينيين في سوريا ليس جديدا، "ففي عام 2012 كنت أشاهد يومياً خبراء عسكريين صينيين في منطقة المزة (مساكن الفرقة الرابعة – الزهريات)، وهي منطقة يشرف عليها مكتب الأمن في الفرقة الرابعة، بقيادة العميد غسان بلال (مدير مكتب الأمن بالفرقة الرابعة)".

ويتابع عصام لـ"عربي21": "تؤوي هذه المساكن عائلات لقيادات أمنية وعسكرية عالية، بالإضافة إلى عائلات لخبراء عسكريين صينيين، ويبلغ عددها حوالي 50 عائلة"، مضيفا: "كنا نشاهد بعض الخبراء العسكريين الصينيين يخرجون من هذه المساكن بسيارات رباعية الدفع، مجهزة تقنياً للعمل العسكري، برفقة ضباط من الجيش السوري، ويعودون إلى المساكن مساء، فيما يبدو كمهمة عسكرية رسمية يومية"، كما قال.

وتؤكد هذه الأقوال معلومات سابقة عن وجود خبراء عسكريين صينيين في دمشق بدأ منذ عام 2012، وأنّ الصين ساعدت النظام السوري عسكرياً بالرغم من دعوتها إلى الحل السياسي في سوريا.

وكانت الوكالة الصينية الرسمية "شيخوا"؛ قد أعلنت الأسبوع الماضي عن زيارة عدد من المسؤولين العسكريين الصينيين برئاسة الأميرال غوان يوفي، مدير قسم التعاون الدولي في اللجنة العسكرية المركزية الصينية، إلى دمشق.

ورأى محللون أنّ الصين قد توسع نفوذها العسكري في سوريا بحجة مواجهة زيادة القوة العسكرية للحزب التركستاني في سوريا، حيث كان للحزب الذي يضم مقاتلين من منطقة تركستان الشرقية الصينية؛ دور في معارك فك الحصار عن مدينة حلب.

وأعلن الحزب الإسلامي التركستاني عن تواجده العلني في حزيران/ يونيو 2014، خلال معارك سيطرة جيش الفتح  على إدلب.

ويقع إقليم تركستان الشرقية شمال غرب الصين. وكان الحزب التركستاني يُعرف في باكستان وغرب الصين بـ"حركة شرق تركستان الإسلامية" أو "الحركة الإيغورية المسلحة".

بدوره، يقول الناشط الإعلامي محمد عادل؛ إن "الصين تنتهج خطوات روسيا، وتسعى لتأخذ قسماً من الكعكة في توازنات الشرق الأوسط، على حساب الشعب السوري ودمائه، بحجج واهية وادعاءات كاذبة كمن سبقها من الدول الداعمة لنظام الأسد في قتل السوريين"، بحسب تعبيره.

وتابع في حديث لـ"عربي21": "الصين متورطة عسكرياً مع النظام السوري منذ فترة طويلة، بالرغم من دعوتها للحل السياسي، لكن لا أحد يصدق أنّ الصين التي يتكون جيشها من مليوني جندي، تريد دعم النظام السوري لأجل 500 مقاتل تركستاني في سوريا، فهي تريد دعم الأسد لمصالح دولية كبيرة في الشرق الأوسط وعلى ساحل المتوسط، على حساب شعب طالب بالحرية والكرامة".

وكانت أنباء ترددت عن نية الصين زيادة الدعم العسكري للنظام السوري، بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بقواته في جنوب غرب حلب، وذلك بعد سيطرة الفصائل المقاتلة على كليات المدفعية والراموسة والتسليح، وفك الحصار عن أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة الثوار، حيث فشلت خطة النظام السوري لحصار المدينة، والتي يعمل عليها منذ ثلاث سنوات ضمن معركة أطلق عليها "دبيب النمل".
التعليقات (0)