هل تشعر الحشرات بالألم؟ 🐛

حشرات- cc0
من غير الواضح ما إذا كانت الحشرات تشعر بالألم أم أن البشر لا يكترثون لذل CC0
  • عربي21- شافية محمدي
  • السبت، 31-07-2021
  • 08:52 ص
نشرت مجلة "لا منتي إس مرفيوسا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الفرضية القائلة إن الحشرات تشعر بالألم تماما مثل الإنسان.



وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن معرفة ما إذا كانت الحشرات تشعر حقا بالألم أمر صعب بسبب المسافة البيولوجية بين البشر واللافقاريات ولكنه ليس مستحيلا. ومن خلال مراقبة سلوك الحشرات في المواقف المتطرفة، يمكن جمع أدلة واضحة حول ما تشعر به. 

وأوضحت المجلة أنه للألم وظيفة تكيفية مرتبطة ارتباطا مباشرًا بغريزة البقاء. وهذا يجعلنا نعتقد أن أي حيوان يكافح من أجل العيش هو في الواقع يشعر بألم يدفعه إلى تجنبه في المقام الأول.

وحسب المصطلحات العلمية، من الضروري دراسة الجهاز العصبي للافقاريات لأنه لا يمكن أن نسقط الإحساس بالألم الذي نشعر به على إدراك الحشرات.

ما هو الألم؟

إن الألم استجابة فسيولوجية تميّز جميع الكائنات الحية التي لديها جهاز عصبي مركزي. ولهذه الاستجابة علاقة بالجانب النفسي، حيث يحاول الفرد تجنب سبب الألم ما يولد لديه ردود فعل عاطفية سلبية تجاهه مثل الخوف.

وتتمثل وظيفة الألم، بشكل عام، في تفعيل مجموعة من الآليات العصبية الفسيولوجية التي تبدأ عملها عند تحفيز مستقبلات الألم، وتمر الإشارات العصبية عبر المهاد والقشرة المخية لتعود في شكل دفاع مثل الهروب أو التجنب.

هل للحشرات جهاز عصبي مركزي؟
مع أنها ليست معقدة مثل الحيوانات الكبيرة الأخرى، إلا أن الحشرات تمتلك أيضا جهازا عصبيا مركزيا يتكون من الدماغ وعقدة تحت المريء وسلسلة بطنية من الأعصاب التي تتفرع لتصل إلى بقية الجسم.

ولكن النقطة الرئيسية التي لا تزال محل نقاش بشأن ما إذا كانت الحشرات تشعر بالألم هو مستقبلات الألم.

فقد تبين أن معظم الحشرات تفتقر إلى مستقبلات الألم المسؤولة عن إرسال إشارات إلى الأعصاب. لهذا السبب، يفصل العلماء نظريا الاستجابة العصبية عن التجربة الحسية للألم.

هل تشعر الحشرات بالألم؟
رغم الاكتشافات الحالية حول النظام العصبي لدى الحشرات، إلا أنه من المستحيل الإجابة عن سؤال ما إذا كانت الحشرات تشعر بالألم فعلا. يختلط العلم والفلسفة والخبرة الفردية لمحاولة تقديم إجابة قطعية عن هذا السؤال.

وتشير دراسات مختلفة إلى أن الحشرات تظهر ردود فعل تجاه المنبهات المؤلمة بطريقة مشابهة للثدييات، بيد أن آلياتها العصبية أبسط بكثير.



وهذا يعني أن الحشرات قادرة على التفاعل مع مسببات الألم من خلال الآليات التطورية ولكن ليس لديها استجابة عاطفية.

الجانب الفلسفي
نظرا لعدم قدرة العلم حاليا على الإجابة عن هذا السؤال بشكل دقيق، حاولت الفلسفة أن تتعمق في حيثياته.

تقوم المناقشة العامة على ملاحظات حول سلوك الحشرات في اللحظات المؤلمة ومقارنتها بالبشر. وحتى بوجود حقيقة أن بعض الحشرات قادرة على تشويه ذاتها أو حتى أكل أجزاء من أجسامها، إلا أنه لا يمكن استنتاج أن تجربتها للألم غير موجودة، ومن الواضح أنها لا ترى العالم من المنظور البشري.

الألم وسوء المعاملة
من غير الواضح ما إذا كانت الحشرات تشعر بالألم أم أن البشر لا يكترثون لذلك. من الناحية الفلسفية، يُقال إن الأخلاق المتسقة والقائمة على الاحترام لا ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت الحشرة التي سُحقت تحت نعل الحذاء قد عانت، مع أن قتل الأبرياء أمر خاطئ.

ولا شك أن اللافقاريات تستحق الاحترام مثل باقي الكائنات الحية على هذا الكوكب. وحتى لو تبين أن الألم لا يلعب دورا في بقائها على قيد الحياة، فإن ذلك لا يبرر أبدا قتلها لمجرد التسلية.
شارك
التعليقات