وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن هناك الكثير من الناس تعوّدوا على ابتلاع الطعام بشكل سريع، لكن ذلك يعدّ من عادات الأكل السيئة.
وتؤكد أخصائية الغدد الصماء بالجمعية الإسبانية للغدد الصماء والتغذية، كلارا خواكيم، وأخصائية التغذية في الجمعية الإسبانية لدراسة السمنة، باتريشيا فيلكا، أن من المهم جدا تناول الطعام ببطء حتى لا نعرض صحتنا للخطر.
وفقا لخواكيم، "لا يعتمد النظام الغذائي الصحي على نوعية الأطعمة فحسب، بل يعتمد أيضا على الوقت الذي نستغرقه في تناولها وكيفية قيامنا بذلك".
الأكل السريع والأكل البطيء
بمجرد أن نختار أفضل الأطعمة التي نستهلكها يوميا، علينا أن نضع في اعتبارنا أن الأكل يبدأ بالمضغ، والذي يتمثل في طحن الطعام إلى أن يصبح سهل البلع. تقول فيلكا في هذا السياق: "أثناء المضغ، تسهّل الإنزيمات الموجودة في اللعاب عملية بلع الطعام، مما يساعد على الهضم بشكل عام".
اظهار أخبار متعلقة
أما عند تناول الطعام بسرعة، لا يتم مضغ الطعام جيدا في غالب الأحيان، مما يتسبب في بلع قطع كبيرة، وهو ما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم وعدم الحصول على جميع فوائد الطعام، كما هو الحال بالنسبة للحبوب التي تُستهلك في شكل حبات كاملة، والتي يتخلص منها الجسم عن طريق البراز.
بهذه الطريقة، يمكن أن يؤدي تناول الطعام بسرعة إلى زيادة وقت الهضم ويؤدي إلى تكثيف العمل الذي يجب على المعدة والبنكرياس القيام به.
الأكل بكميات صغيرة
تؤكد فيلكا أنه "بالإضافة إلى تناول الطعام ببطء، من المهم جدا تناول كميات صغيرة. إذا قمنا، بالإضافة إلى الأكل السريع، بتناول كميات كبيرة، سيكون المضغ أكثر صعوبة وقد نتعرض لخطر الاختناق".
مشاكل الهضم
تشير خواكيم إلى أن "عدم المضغ بشكل صحيح يمكن أن يؤدي إلى بلع الهواء، وهي ظاهرة تسبب الانتفاخ والتجشؤ والغازات وحتى الآلام. إذا لم يتم امتصاص الأطعمة التي تحتوي على السكريات، مثل المعكرونة أو الأرز أو الفاكهة، بشكل صحيح، يمكن أن تسبب سوء الهضم".
وتوضح خواكيم أن هذه المتلازمة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني. وأكد باحثون في دراسة يابانية شملت أكثر من 1000 شخص لمدة خمس سنوات أن 11.6 بالمئة من المشاركين الذين تناولوا الطعام بسرعة عانوا من متلازمة التمثيل الغذائي، مقارنة بنحو 2.3 بالمئة ممن أكلوا ببطء.
مخاطر بدانة
يؤكد الخبراء أن الأكل السريع يؤدي في الغالب إلى زيادة الوزن، حيث أن بلع الطعام دون تذوقه يؤدي إلى اختيار الأطعمة التي تحتوي على المزيد من الدهون والملح والسكر.
ولكن بغض النظر عن نوع الطعام، سواء كان صحيا أم لا، فإن هرمون اللبتين المسؤول عن إخبار الدماغ بالشبع، يستغرق بعض الوقت لبدء العمل. من المحتمل جدا أن يجعلنا ذلك نأكل أكثر من اللازم حتى ندرك أننا قد شبعنا.
اظهار أخبار متعلقة
في هذا السياق، تقول خواكيم إنه "ثبت علميا أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى من غيرهم".
تأثير التوتر والقلق
إذا كان تناول الطعام بسرعة يجعلنا نأكل أكثر، فإن الأكل ببطء يجعلنا نأكل أقل. وتشير فيلكا في هذا السياق إلى أننا "بحاجة إلى الاسترخاء والتركيز على تذوق الطعام ومضغه جيدا. بهذه الطريقة تصل إشارات الشبع في الوقت المحدد وتنخفض كمية الطعام الذي نتناوله ومقدار الطاقة المستهلكة، وهو أمر مهم للحفاظ على وزن صحي. هناك العديد من العوامل التي تجعلنا نتناول الطعام بسرعة، مثل التوتر والقلق".
نصائح لتناول الطعام ببطء
الأكل ببطء ومضغ الطعام جيدا له عدة فوائد صحية، وتؤكد خواكيم أن "الأكل ببطء ليس بالأمر السهل إذا اكتسبت عادة الأكل بسرعة، حيث يتطلب الأمر بعض المجهود لتحقيق ذلك". ومن بين النصائح التي يمكن تطبيقها:
خذ وقتك في الأكل. يجب مضغ الطعام قبل ابتلاعه.
سيساعدك تناول قضمات صغيرة على المضغ بشكل أفضل.
لا تستخدم أطباقا كبيرة. سيساعدك ذلك على تناول حصص أصغر.
يمكن أن يساعدك استخدام عيدان الطعام في تناول كميات أقل.
تجنب الحديث أثناء الأكل لأنه قد يسبب التوتر.
لا تدع وقتا طويلا يمر دون أن تأكل شيئا لتجنب الشعور بالجوع الشديد، لأن ذلك سيجعلك تأكل بشكل أسرع.
تجنب الكلام أثناء الأكل.
تجنب مشاهدة التلفاز والهاتف المحمول لأن ذلك يشتت الذهن.