فوائد صحية للأطعمة الحارة.. أثبتتها الدراسات العلمية ♨️

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأدلة العلمية التي تؤكد أن الأطعمة الحارة مثل الفلفل والتوابل يمكن أن تساعدك على إنقاص الوزن ومحاربة الخلايا السرطانية ومكافحة الالتهابات والعيش لفترة أطول.


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الكثير من الأبحاث أثبتت الفوائد التي توفرها التوابل (وليس فقط الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار)، حيث تقدم أطعمة مثل الكاري والزنجبيل والكركم العديد من الفوائد الصحية.

إذا لم تكن ممن يحب هذا النوع من الأطعمة، إليك خمسة أسباب مقنعة لإعادة النظر وإضافة القليل من التوابل إلى وجباتك اليومية.


طول العمر

كان الطعام الحار ولا يزال جزءا لا يتجزأ من ثقافات الطهي في جميع أنحاء العالم وله تاريخ استخدامات طويل في تتبيل وتلوين وحفظ الطعام، وكذلك لأغراض طبية. ويعد استخدام للتوابل لإعطاء نكهات مختلفة للطعام اتجاها رئيسيا للطبخ في جميع أنحاء العالم خلال السنوات الماضية. في الصين على سبيل المثال، يعد الفلفل الحار أحد أكثر الأطعمة استهلاكا في جميع أنحاء البلاد.

وقد رصدت الأبحاث العلمية منذ فترة طويلة الآثار المفيدة للتوابل ومكوناتها النشطة بيولوجيا، مثل الكابسيسين. وفي 2015، نشرت جامعة هارفارد بالتعاون مع المركز الوطني الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، دراسة في "المجلة الطبية البريطانية"، وكانت عبارة عن مشروع تعاوني بين قسم صحة السكان في نافيلد وجامعة أكسفورد والمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والأكاديمية الصينية للعلوم الطبية.

اظهار أخبار متعلقة

شملت الدراسة مشاركين من 10 مناطق متنوعة جغرافيا في الصين بين سنتي 2004 و2008. وتكشف البيانات أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل ستة أو سبعة أيام في الأسبوع، ولو مرة واحدة في اليوم، قلّص من معدل الوفيات بنسبة 14 بالمئة.

وفقا لمؤلفي الدراسة، فإن "الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالتوابل مرتبط بخفض الوفيات لأسباب محددة، بصرف النظر عن عوامل الخطر الأخرى المسببة للوفاة".

تسريع عملية التمثيل الغذائي

تشير العديد من الدراسات إلى أن بعض التوابل، مثل الكمون والقرفة والكركم، إضافة إلى الفلفل الحلو والفلفل الحار، يمكن أن تزيد من معدل الراحة الأيضية وتخفض الشهية.

وقد وجدت دراسة أُجريت على الفئران أن الكركم يثبط نمو الأنسجة الدهنية. في هذا السياق، قامت مارتا باردو لاسالا، من جامعة ألكالا (مدريد)، بجمع بيانات عن مادة الكابسيسين وتأثيراتها على السمنة ومرض السكري في مراجعة بين سنتي 2006 و 2016، وأثبتت أن "الكابسيسين له تأثير على مستويات السمنة وفقا للعديد من الدراسات".

اظهار أخبار متعلقة

كما أن هذه المادة لها تأثيرها الإيجابي المباشر ضد مرض السكري، بالإضافة إلى تأثيرها غير المباشر من خلال الحد من السمنة التي تسبب مرض السكري من النوع الثاني.

مقاومة الالتهابات

تفيد الأبحاث العلمية أن الكركمين، وهو مركب موجود في الكركم (على غرار الكابسيسين)، يمكن أن يقلل من الالتهابات. في طب الأيورفيدا (وهو نوع من الطب التقليدي نشأ في شبه القارة الهندية)، تم الاستفادة من الخصائص المضادة للالتهابات للزنجبيل والثوم لعدة قرون لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك التهاب المفاصل واضطرابات المناعة الذاتية وحتى الصداع والغثيان.

مقاومة السرطان

ثبت علميا أن الكابسيسين، وهو مكون نشط في الفلفل الحار، يقتل الخلايا السرطانية ويحدّ من انتشارها. وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ونُشرت في مجلة "أبحاث السرطان"، أن الكابسيسين يثبط نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الفئران.

مضاد للجراثيم

تضيف الصحيفة أن الكركم والكمون لهما خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات. أظهرت الاختبارات أن الزيت الموجود فيهما فعال ضد البكتيريا الإشريكية القولونية والمكورات العنقودية الذهبية وجرثومة إنتيركوكس فيكالس.

لا يجب الإفراط في تناول الطعام الحار

من المهم أن تتذكر أن الإكثار من تناول الأطعمة الحارة يمكن أن يسبب بعض المشاكل مثل الارتجاع أو التهاب المعدة، وقد يسبب الكابسيسين أعراضا حادة قصيرة المدى مثل آلام المعدة والإسهال والقيء لدى أولئك الذين يستهلكون كميات كبيرة منه. تحدث هذه المشاكل بسبب التحفيز المفرط للجهاز العصبي، لكن الخبر السار هو أنه لا يوجد ضرر دائم لبطانة الأمعاء.

وتشير الصحيفة أنه كان يُعتقد سابقا أن الأطعمة الغنية بالتوابل تسبب القرحة، إلا أن الأدلة الحالية تؤكد أن الكابسيسين يوفر الحماية ضد مسببات القرحة الملوية البوابية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الكابسيسين كمسكن للألم عند استخدامه موضعيا أو عند تناوله. مع ذلك، إذا لم تكن معتادا على تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، فقم بإضافتها إلى نظامك الغذائي تدريجيا لتقليل الأعراض غير المرغوب بها.