مقالات مختارة

المعركة المقبلة ضد حماس

سمير الحجاوي
1300x600
1300x600
لا يمل الكيان الإسرائيلي من السعي للقضاء على المقاومة الفلسطينية، خاصة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ولكن هذه المرة في إطار تحالف إسرائيلي مع بعض الأطراف العربية، التي لا تخفي رغبتها بإلغاء وجود أقوى مظهر مسلح "للعناد العربي والفلسطيني" في المنطقة، الذي تمثله حماس والجهاد والفصائل الفلسطينية المسلحة اليسارية والوطنية.

الملاحظ أن المعركة الكلامية ضد حماس في حالة تصاعد، خاصة من أطراف عربية وضعتها في سلة واحدة مع إيران، واعتبرتها إحدى أدوات طهران لإثارة الفوضى في المنطقة، إلى جانب أنظمة أخرى مستعدة لتغطية تكاليف الحرب ضد حماس؛ للتخلص من آخر "المسامير القوية" للإخوان المسلمين في المنطقة، برضا ورغبة من سلطة رام الله، التي تقاسم الكيان الإسرائيلي عداوته للمقاومة الإسلامية.

التقارير الواردة من العدو الإسرائيلي كشفت أن جيش الاحتلال يستعد من أجل معركة أخرى يمكن أن تلعب فيها أطراف عربية دورا مهما، لأن كل هذه الأطراف مهتمة بـ"حسم المعركة" للتخلص من "وجع الرأس والشر المطلق". وهي رغبة جامحة لوزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان.

مبررات قادة الكيان الإسرائيلي وحلفائه من الأنظمة العربية أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لإسقاط حماس، بعد أن فشلت سنوات الحصار العشر على غزة في التأثير عليها، وأن محاولة تأليب سكان غزة على حماس قد فشلت، رغم محاولات الترويج الإعلامية أن سكان غزة غاضبون على حماس، وإدراكهم أن أي عملية تمرد داخلية محكوم عليها بالفشل، وأن حماس قادرة على سحق أي تمرد مهما كان لأي جهة داخل القطاع.

قيادة العدو الإسرائيلي تعول على "الحلفاء العرب والفلسطينيين" بشن حرب نفسية مركزة ضد حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة، بهدف دفع 2 مليون فلسطيني في غزة إلى حالة من اليأس، ومن جهة أخرى الترويج بأن الحصار سيرفع في حال تخلت غزة عن حماس وعادت إلى أحضان سلطة رام الله.

الجديد على الساحة الفلسطينية هو أن العدو الإسرائيلي وسلطة رام الله وأنظمة عربية تعتبر حماس "عدوا مشتركا"، وأن العمل الجماعي من أجل التخلص منه ضروري، بعد أن أبدت هذه الأطراف موافقتها ورغبتها بالتخلص من هذا العدو، وأن هذا الأمر يجب أن يحسم خلال عام واحد. خاصة أن الطائرات الإسرائيلية تشارك في حرب نظام السيسي في سيناء.

من الناحية العملية يرى التحالف "الإسرائيلي- العربي" أن حماس مكشوفة عربية، وأنها بلا حلفاء، وأن تركيا غير قادرة على فعل شيء عملي من أجل حماية حماس؛ بسبب كثرة المشاكل في الدول المحيطة بها، وبالتالي لا يبقى من حليف حقيقي إلى جانب حماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية إلا إيران، المستعدة لتقديم دعهما بكل ما لديها من إمكانات مادية وتسليحية، وأن طهران سوف تتجاوز "خلافاتها" مع حماس؛ من أجل مد نفوذها إلى فلسطين بشكل غير مباشر، وتكسب ورقة مهمة في المنطقة بدعم قوة عسكرية غير شيعية، ما يضع الرأي العام العربي كله في حالة بلبلة.

الطرف المستهدف، أي حماس، له حساباته المختلفة عن الجميع، وقادة حماس يضعون أصابعهم على الزناد دائما، ويأخذون "الأشقاء الأعداء" بعين الاعتبار إلى جانب العدو الإسرائيلي التاريخي، وهذا ما عبر عنه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل عندما هدد بعض الأطراف العربية "بقطع يدها" إذا مدتها للعبث في فلسطين، كما قطعت يد العدو الإسرائيلي الذي حاول صناعة واقع جديد في قطاع غزة.

العدو الإسرائيلي يدق طبول الحرب، وأصابع كتائب القسام والفصائل الفلسطينية على الزناد، والسؤال هو: متى تبدأ الحرب الجديدة؟

عن صحيفة الشرق القطرية
0
التعليقات (0)