سياسة عربية

التجويع يدفع معضمية الشام إلى إعادة رفع علم النظام

سلاح التجويع الذي يمتلكه النظام السوري أجبرت المدينة على الهدنة ـ أرشيفية
سلاح التجويع الذي يمتلكه النظام السوري أجبرت المدينة على الهدنة ـ أرشيفية
"رفعناه خرقة ملونة فوق بناء بلدية المدينة بدلا من أن نرفع جثامين أطفالنا أو بقايا هياكلهم الجائعة، ونحن نستجدي عطف العالم الأصم" هي كلمات قالتها "أم همام" 27 عاما، قضت خمس سنوات منها تحت نيران الحرب والحصار في معضمية الشام، والتي رأت في بدء تطبيق هدنة جديدة ضمن مدينتها التي تضم آلاف الأطفال، نوعا من أنواع الفرج.

تقص "أم همام" وهي أم لأربعة أطفال، تفاصيل يوم أطفالها الجوعى، وتقول: "يرفض ابني الصغير ذو الثلاث أعوام ترك الملعقة التي باتت مرافقته حتى في الفراش، وهي نفسها من يطمئنّ على وجودها بجواره عند كل صباح، ليتأكد أنه سوف يتمكن من الأكل كلما رأى شيئا يملأ معدته الخاوية، ويبكي صغيري بمرارة، عندما أحاول نزع الملعقة من بين يديه لتنظيفها، ظنا منه أنه قد يضيّع فرصة الأكل بينما أنظف له تلك الملعقة".

وتضيف السيدة: "أما ابني همام، فهو يظن أننا قد متنا منذ يوم المجزرة، حينما كنا في ملجأ البيت مع عشرات الشبان والأطفال والنساء من أهالي الحي، ودخلت علينا قوات النظام، وذبحت العشرات أمام أعين الأهالي والأطفال، وفاحت روائح الجثث والدماء بكل الشوارع، ويردد دائما: نحن الآن في حلم، أرواحنا تتحرك، أما في الحقيقة فنحن متنا منذ يوم المجزرة".

وذهب عضو المركز الإعلامي لمدينة معضمية الشام "محمود أبو علي" إلى أن تجديد الهدنة ورفع علم النظام السوري فوق بلدية المدينة وردم الخنادق ضمنها، وإزالة السواتر الترابية، كلها شروط أرغمت عليها الفصائل المسلحة والأهالي، بعد حرمان المدنيين من الخبز لأكثر من خمسة أشهر، حتى بات رغيف الخبز حلماً عند الصغير والكبير.

وأضاف المتحدث: "سلاح التجويع الذي يمتلكه النظام السوري، وسياسة تفريغ المناطق السنية، لإنشاء طوق أمني حول العاصمة دمشق أو في أماكن نفوذه، طرق باتت معروفة في كل المناطق المحررة والخارجة عن سيطرته".

وحول سريان شروط التهدئة قال المتحدث: "قامت لجنة المصالحة والوسطاء بشراء وإدخال 3500 ربطة خبز إلى المدينة، على أن يتم سداد ثمن شراء هذه الكمية لاحقا من قبل المجلس المحلي، الذين بدورهم قاموا بالإشراف على عملية التوزيع حيث استفاد من الكمية التي تم إدخالها 7500 عائلة من أهالي المعضمية، و1300 عائلة من أهلنا من مدينة داريا النازحين إلى المعضمية، ليكون إجمال العائلات التي استفادت من المخبز هو 8800 عائلة.

وأتت الموافقة على شروط المصالحة بعد درجة الحصار والجوع الذي آل إليه وضع المدينة من جهة، والفوضى التي عاشتها من سرقة المستودعات وللتهجم على بعض المنازل.

وسيتم بموجب الاتفاق الجديد إدخال 5000 ربطة خبز يوميا بالإضافة إلى 2000 كيلو لبن، فيما أكد المتحدث على عدم دخول قوات النظام السوري إلى المدينة المحاصرة بموجب الاتفاق.
التعليقات (0)