ملفات وتقارير

تشكيكات في تعهد نصرالله بضبط "مطلقي النيران" بلبنان

نصرالله تعهد باتخاذ إجراءات تنظيمية قاسية بحق مطلقي النار في الهواء من مناصريه- أرشيفية
نصرالله تعهد باتخاذ إجراءات تنظيمية قاسية بحق مطلقي النار في الهواء من مناصريه- أرشيفية
شكك مواطنون لبنانيون بجدية ملاحقة القادة السياسيين، ومنهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، لمطلقي النيران ابتهاجا خلال إلقاء كلمات هؤلاء القادة، ومعاقبتهم.

وتنتشر ظاهرة إطلاق النيران عند إطلالة الزعماء في عموم لبنان، لكنها تأخذ منحى آخر في بيروت وضاحيتها الجنوبية، فعند إطلالة حسن نصرالله؛ تخرج البنادق، وتطلق آلاف الرصاصات التي ينهمر عدد كبير منها على أملاك المواطنين، فيما تخترق رصاصات أكثر فتكا أجساد مدنيين؛ قتل عدد منهم، وجرح آخرون، من دون أن يدان القاتل، أو حتى يساءل على فعلته.

ومع حلول شهر حزيران/ يونيو؛ تمر ذكرى عام على مقتل منير حزينة، الطفل الفلسطيني اللاجئ من سوريا إلى لبنان، والذي توفي برصاصة في رأسه، أطلقت أثناء تشييع مقاتلين من "حزب الله" في منطقة قصقص. وتلا ذلك بفترة وجيزة، وفاةٌ أخرى برصاصة "طائشة" وضعت حدا لحياة الطفل محمد البقاعي، ابن السنوات السبع، أثناء تواجده في خيمة للنازحين السوريين في منطقة تعلبايا بالبقاع.

بيان.. تجربة قاسية

وخاضت الفتاة بيان البيبي، تجربة تلقي الرصاص الطائش قبل سنتين، عندما كانت تمر في شارع الحمراء ببيروت، بالتزامن مع كلمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فاخترقت رصاصة ظهرها لتستقر في صدرها، ليتم إدخالها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكتبت بيان على صفحتها في "فيسبوك": "الرصاصة لا تزال هناك، والجميع يقولون بأنني محظوظة".

وقالت البيبي لـ"عربي21" إن الآثار النفسية ما زالت حاضرة لديها، وهي تجد في ظاهرة إطلاق النيران وسيلة للقتل العمد"الذي تمارسه بعض المليشيات التابعة لأحزاب السلاح ولغة أمر الواقع".

وأضافت أن "الرئيس بري قام شخصيا بزيارتها، وتكفل بعلاجها، لكن الأمر لا يقف عند حدود المسؤولية المادية فحسب، بل يحتاج إلى معالجة انفلات السلاح، وسحبه من أيادي العابثين بأمن المواطنين".

وعن اتجاه بعض الأطراف إلى ضبط الوضع لجهة الحد من هذه الظاهرة؛ قالت البيبي: "ما زلت أشعر بالرعب حين أسمع أزيز الرصاص، ولا أعتقد أنهم جديون في معالجة الأمر.. لطالما سمعنا بذلك مرارا في السابق، لكن لا شيء تغير على أرض الواقع".

وناشدت البيبي "المسؤولين اللبنانيين كافة، بالعمل على اجتثاث ظاهرة انتشار السلاح، وخصوصا بين الشباب غير المدرك لعواقب إطلاقه النيران، وما قد يحدثه من آثار لا تقتصر على الضحية فقط، وإنما على الأهل والأقارب"، متسائلة: "ما ذنبهم أن يخطف أبناؤهم برصاص غدر طائش، يستشعر المتعة مع سلاحه، ويصدّر الألم والمعاناة إلى الأبرياء؟".

حسن: إنهم يستفزوننا

من جهته؛ قال الشاب محمد الحاج حسن، إن "إطلاق النار العشوائي أمر مرفوض"، لكنه دافع في الوقت ذاته عن "الانفعالات الصادقة التي تدفع الشبان إلى إطلاق النيران بكثافة، ما يسبب رعبا وأضرارا مختلفة".

وأضاف حسن الذي يقطن في الشياح بضاحية بيروت الجنوبية: "في البداية كان التحدي في إظهار منطق القوة للطرف الآخر، وهو 14 آذار وتيار المستقبل تحديدا، وبات الأمر حاليا عادة سيئة يجب ضبطها، كما قال الأمين العام (يقصد حسن نصرالله)".

واعتبر أن الاتهامات الموجهة لحزب الله وحركة أمل كفصيلين وحيدين يطلقان النار عشوائيا "اتهامات باطلة مردودة على قائلها، والدليل على ذلك هو إطلاق مناصري تيار المستقبل للنيران بكثافة فوق الضاحية، خلال كلمات رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ما كاد يتسبب بكارثة لو لم يتم ضبط الوضع في الضاحية".

وقال لـ"عربي21" إن "إطلاق النار في الضاحية من قبل مناصري تيار المستقبل؛ استفزاز وتهديد لنا كبيئة مناصرة لحزب الله وتحالفه المتين مع حركة أمل"، مشيرا إلى أن "العديد من المصابين بهذا الرصاص الطائش؛ كانوا من الطائفة الشيعية، ومن مناصري حزب الله أو حركة أمل تحديدا".

وقلل مراقبون من أهمية تعهد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، باتخاذ إجراءات تنظيمية قاسية بحق مطلقي النار في الهواء من مناصريه، حيث قال: "لا تستغربوا إن سمعتم يوما أنه قد جرى حلّ حزب الله في الشعبة الفلانية، وأُعلن ذلك على وسائل الإعلام، بسبب إطلاق النار".

وروجت وسائل إعلام تابعة لحزب الله لما قالت إنه استياء وغضب لنصرالله بسبب إطلاق النار في المناسبات، وخاصة في الأيام الأخيرة التي سقط فيها عدد من الضحايا نتيجة ذلك. وتناولت قناة المنار كلام نصرالله بالتحليل، وأفردت له مساحة من الثناء على تصريحاته من خلال محللين وشخصيات مقربة من حزبه.
التعليقات (1)
حمد
الخميس، 02-06-2016 06:55 م
انتهى زمن العهر ياسيدنا .