سياسة عربية

أزمة خبز من جديد.. ولا مياه للشرب بدير الزور السورية

يُحكم تنظيم الدولة حصاره على مناطق النظام في دير الزور - أرشيفية
يُحكم تنظيم الدولة حصاره على مناطق النظام في دير الزور - أرشيفية
ذكر مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور، شرق سوريا، توقف أفران الخبز في الأحياء التي يسيطر عليها النظام في المدينة بشكل كامل، وعزا المرصد ذلك إلى نقص المحروقات في المناطق التي يحاصرها تنظيم الدولة.

وقال مدير المرصد جلال الحمد، في حديث مع "عربي21"، إنه نتيجة للمعارك الأخيرة التي تشهدها غالبية الجبهات في المدينة، يذهب الوقود المتوفر في الأحياء المحاصرة؛ إلى آليات قوات النظام السوري، ما أدى إلى توقف الأفران.

وأوضح الحمد أن الأفران الثلاثة فقط التي كانت تعمل مؤخرا، هي الأفران المتبقية من أصل تسعة أفران، توقفت ستة منها سابقا في عموم الأحياء التي يسيطر عليها النظام، مشيرا إلى توفر المحروقات لدى النظام لكن بكميات قليلة، كما قال.

وحذر مدير مرصد العدالة من أجل دير الزور؛ من أزمة جوع قد تطال حوالي 183 ألف مدني يعيشون في المناطق المحاصرة، مؤكدا غياب مياه الشرب عن الأحياء منذ حوالي 12 يوما على الأقل.

وأوضح الحمد أنه نتيجة لغياب المحروقات أيضا؛ توقفت محطة المياه الوحيدة في حي الجورة، علما بأنها كانت تعمل بنصف طاقتها الاستيعابية، واصفا الوضع بأنه "مأساوي للغاية، والأفق مسدود".

من جانب، آخر تحدث الحمد عن استئناف الأمم المتحدة إسقاط المساعدات الإنسانية عبر الطائرات، الأحد، بعد توقف دام حوالي عشرة أيام بسبب المعارك المحتدمة منذ 14 أيار/مايو الجاري، بين قوات النظام وتنظيم الدولة، في أحياء البغيلية، والمطار، والرصافة، والرشدية.

وفي تقييمه لـ"المساعدات الإنسانية"، قال الحمد: "هذه المساعدات على أهميتها لا تكفي لسد حاجة الأهالي، ولهذا لا بد من تولي هيئات دولية لمهمة الإشراف على عمليات التوزيع"، متهما ما يعرف بـ"مليشيا الدفاع الوطني" بـ"السطو" على هذه المساعدات، ومن ثم بيعها بأسعار مرتفعة، فيما يتحدث ناشطون عن "ابتزاز" يمارسه النظام مع الأهالي قبل توزيع المساعدات عليهم.

ويتحدث الناشطون أيضا عن عمليات تجنيد قسري لأبناء المدينة، مقابل الحصول على القوت اليومي.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في 24 شباط/فبراير الماضي، عن تنفيذها أول عملية إسقاط من الجو للمساعدات الإنسانية، في محاولة من برنامج الأغذية العالمي للوصول إلى سكان تلك الأحياء المحاصرة.

إلى ذلك، يعاني سكان الأحياء المحاصرة من غياب للخدمة الصحية أيضا. وفي هذا السياق، يؤكد الصحفي محمد حسان، وهو واحد من أبناء المدينة، خروج مشفى الأسد (المشفى الوحيد) الذي يقع جنوب مدينة دير الزور عن الخدمة، جراء قصفه من قبل قوات النظام، عندما سيطر تنظيم الدولة عليه في 14 أيار/ مايو، وجراء قصفه لاحقاً من قبل تنظيم الدولة بعد استعادة سيطرة قوات النظام عليه بعد عدة ساعات فقط.

ويلفت حسان في حديث لـ"عربي21"، إلى أن النظام وعد الأهالي بمعاودة العمل بالمشفى قريبا، لكنه في الوقت ذاته، شكك بهذه الوعود، وأوضح أنه "لا أطباء في المدينة أصلاً، فمن أين سيأتي النظام بالأطباء؟".

ويشار إلى أن تنظيم الدولة يسيطر على كامل مساحة ريف دير الزور، وقسم كبير من أحياء مدينة دير الزور، فيما تخضع المناطق المتبقية في المدينة تحت سيطرة النظام لحصار كامل من التنظيم.
التعليقات (0)