حقوق وحريات

قوات النظام تحاصر سجن حماة.. وتخوفات من ارتكابها مجازر

عصيان السجناء في سجن حماة المركزي مستمر ومطالبات بإيصال الدواء والغذاء لهم- أرشيفية
عصيان السجناء في سجن حماة المركزي مستمر ومطالبات بإيصال الدواء والغذاء لهم- أرشيفية
أمر النظام السوري المعتقلين داخل سجن حماة المركزي، الجمعة، بفض اعتصامهم وعصيانهم طوعا مهددا إياهم بفضه بالقوة إن لم يستجيبوا، وهو الأمر الذي يثير تخوفات الناشطين والحوقيين السوريين من ارتكاب قوات النظام مجازر بحق السجناء.

وتأتي هذه المهلة في حين ما زالت قوات عسكرية تابعة للنظام السوري تحتشد على أبواب السجن، من بينها كتيبة المهام الخاصة المتواجدة قربه، وعناصر من فرع المخابرات الجوية المتواجد في مطار حماة العسكري، وسط صمت حقوقي دولي. 

وبحسب ما نقله الناشط السوري حسن العمري لـ"عربي21"، فإن القوات لم تقم حتى الآن بمحاولة اقتحام السجن. وأكد أن حياة نحو 875 معتقلا على المحك.

وترتفع احتمالات قيام النظام بعمليات تصفية للسجناء، بالاستناد إلى محاكمات صورية تجريها محكمة الميدان العسكرية التي قد تصدر حكما بالإعدام بعد جلسة واحدة. 

وكان عدد من السجناء عرضوا على هذه المحكمة، وصدرت أحكام بالإعدام بحقهم، وهو السبب الرئيس للعصيان الذي ينفذه السجناء في سجن حماة حاليا.

وكشف الناشط السوري الذي هو على اتصال مباشر بالسجناء، لـ"عربي21" أنهم تحدثوا مع نائب وزير داخلية النظام، وأنه قال لهم: "إذا لم تتخلوا عن العصيان؛ فعليكم أن تتحملوا الخيارات المفتوحة من قبل القوات العسكرية".

اقرأ أيضا: نشطاء يفضحون بفيديو مسرحية محافظ حماة في سجنها (شاهد)

وأكد أن مفاوضات المعتقلين مع النظام السوري، وصلت إلى طريق مسدود، وأن قوات النظام قامت باعتقال أحد المفاوضين من السجناء.

وأضاف أن المعتقلين يشتكون داخل السجن من ظروف غير إنسانية، فهم يعانون في معتقلهم دون ماء أو كهرباء جراء قطعها عليهم من النظام منذ خمسة أيام، إلى جانب هذا فإنه لا يتوفر الحد الأدنى من الشروط الصحية في مراكز الاعتقال في سوريا، إضافة إلى التعذيب، ما يتسبب بموت العشرات يوميا.

وأفاد بأن السجن يحوي العديد من المرضى، منهم من يعاني من السكري والربو.
 
وكانت قوات النظام حاولت مسبقا اقتحام السجن وإنهاء العصيان، وأطلقت الرصاص الحي، وأصابت أحد السجناء الذي يعاني حاليا من الإصابة إلى جانب إصابة آخرين، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع، إلا أن محاولتها باءت بالفشل.



ويتخوف المعتقلون بحسب العمري، من استمرار قطع الكهرباء عليهم، ما يعني نفاد بطاريات هواتفهم التي يتصلون عن طريقها بخارج السجن، وهي وسيلتهم الوحيدة للاتصال مع العالم، مبينا أنهم تمكنوا من التواصل مع الأمم المتحدة وشرح الأوضاع غير الإنسانية التي يعانون منها، وأنهم نقلوا مطالبهم إليها، ومناشدتهم بإيصال الدواء والغذاء والماء للسجن.

وأطلق معتقلو سجن حماة في وقت سابق بيانا مصورا من داخل المعتقل، طالبوا فيه المفاوضين في محادثات جنيف بالعمل على وقف جميع محاكمات المعتقلين التي تتم أمام جميع المحاكم، ووقف تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق المعتقلين.

وطالبوا بدخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى السجن لمنع تنفيذ مجزرة بحق المعتقلين، وهو الأمر الذي يرفضه النظام.

وسرب المعتقلون فيديو من السجن خلال الساعات الماضية، يظهر تحشيد النظام عشرات من مقاتليه في باحة السجن.


من جهتهم، أطلق ناشطون حقوقيون وإعلاميون سوريون نداء استغاثة تداولوه على مواقع التواصل، إلى "جميع المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية ومنظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر"، طالبوا فيه "بمد العون لمعتقلي الرأي في سجن حماة المركزي، بعد أن نفذوا عصيانهم، احتجاجا على المحاكمات التعسفية التي يتعرض لها المعتقلون في السجن، التي نتج عنها عزم النظام السوري تنفيد حكم الإعدام بالعديد منهم"، وفق قولهم.
التعليقات (0)