قضايا وآراء

هل خرج الجيش من معادلة القمع مؤقتا؟ وكيف يمكن الاستفادة من ذلك؟

أحمد نصار
1300x600
1300x600
أهم مكتسبات مظاهرة 25 أبريل أنها أثبتت أن عدم اشتباك الجيش مع المتظاهرين بشكل مباشر، وترك هذه المهمة للداخلية، لم يكن استثناء لجمعة الأرض في 15 أبريل، وجمعة 22 أبريل كذلك، وإنما كان تدشينا لمرحلة جديدة، ربما نواجه فيها الداخلية والبلطجية فقط!

فالجيش يجد نفسه في موقف في غاية السوء، ويريد أن ينأى بنفسه عن قمع المتظاهرين! ليس رحمة ولا رأفة منهم، ولا وطنية تفجرت في عسكر كامب ديفيد فجأة، ولكن لأسباب مادية بحتة!

فالجيش لا يريد أن يظهر الأمر وكأن السيسي باع الأرض، فنزل شباب وبنات طاهرون يعترضون على ذلك، فقمعهم الجيش وقتلهم واعتقلهم، وهو المنوط به أصلا حماية الأرض! وصار من المفارقات أمس أن من يحمل علم السعودية يمر ومن يحمل علم مصر يعتقل!!

لذلك فإن ما أكدته مظاهرة 25 أبريل أن السيسي يريد أن يعتمد على الداخلية كخط دفاع أول وأخير، لأنه لا يضمن إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة، وكُسرت الداخلية كما حدث في 2011، أن يتدخل الجيش وينقذه، وألا يخذله كما خذل مبارك.

لذلك فمن المهم أن نحشد بقوة قريبا، وخاصة في القاهرة، قبل أن تهدأ قضية تيران وصنافير ويزول السبب الذي قد يجعل من تدخل الجيش في المشهد محرجا! يجب أن يقوم الثوار بمزيد من الحشد مستغلين أن أيام الجمعة والسبت والأحد والاثنين إجازة؛ لأن السبب الذي قد يجعل الجيش مترددا في التدخل الآن قد يزول بعد فترة وترجع ريمة لعادتها القديمة!
التعليقات (4)
لمياء أسماعيل
الخميس، 28-04-2016 07:49 ص
تفسير حضرتك لعدم اشتباك الجيش مع المتظاهرين منطقى جدا ..?ن مش من يوم وليلة الجيش هايصبح الحمل الوديع ، ? ?زم نفكر شوية ....ومافتكرشى حضرتك إن ريمة ممكن ترجع لعادتها القديمة ابدا ...الوضع بقى سيئ جدا ...بجد الناس مش لقيه تاكل ......
عبد الله المهاجر
الأربعاء، 27-04-2016 11:12 م
كثيراً ما أقدر آراء د. أحمد نصار، ولكنني أراه الآن قد جانبه الصواب. فالجيش لم يبتعد عن ساحة القمع كما يظن، بل هو لو طالع تصريح صدقي صبحي اليوم فسيكتشف أن الجيش - حسب قوله- يقف خلف جميع قرارات السيسي. أخطر ما يواجهه الثوار في مواجهة الانقلاب الفاشي هو أن ينخدعوا بالمظاهر، كما انخدعوا من قبل في اختيار وزير دفاع من اشد أعداء الثورة لينقلب عليهم. إذ أدت سياسة القمع والقتل والوحشية في معاملة المتظاهرين بعد الانقلاب والزج بهم في المعتقلات لسنوات بقضايا ملفقة من قضاء فاسد وشرطة قاتلة فاشية إلى خوف الناس من المشاركة في المظاهرات والاحتجاجات، ومن ثم فلا حاجة لأن يزج الجيش بنفسه في مواجهة المتظاهرين إذا كانت قوات القمع والبلطجة التابعة للشرطة تؤدي مهامها بكل بطش! أما إذا احتدمت المظاهرات والاحتجاجات رغم ذلك فسرعان ما سنجد الجيش يتدخل بكل شراسة ضد المتظاهرين مثلما حدث أثناء انتفاضة 25 يناير ضد مبارك وقمعه وفساده. الملاحظ أن العسكريين يتصرفون بغريزة القطيع الذي يسير خلف "قائده" دون تفكير وبعقلية قبلية، إذا جاز استخدام كلمة "عقلية" لأن العقل غائب عنهم تماماً. والمطلوب هو الحذر منهم والتيقظ لهم بعد اتنظار النصر من الله تعالى.