سياسة عربية

سليم الجبوري: لن نسمح لأعداء العراق بـ "اختطاف الإصلاح"

الجبوري دعا الكتل السياسية وجميع العقلاء لإدامة الحوار- أ ف ب
الجبوري دعا الكتل السياسية وجميع العقلاء لإدامة الحوار- أ ف ب
قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، السبت، "لقد مضينا معا لتحقيق الإصلاح الذي اتفقنا عليه وتعاهدنا على انجازه، ولن نسمح لأعداء العراق باختطاف هذا الإجماع الوطني من خلال زعزعة الثقة بين الفعاليات السياسية والشعبية ومحاولة البحث عن فرصة لتمرير المشاريع الخارجية التي تضر بالعراق ومستقبله".

وفي كلمة له أضاف الجبوري، قائلا: "رأيت أن أؤجل جلسات المجلس بشكل رسمي وأدعو كافة الكتل السياسية والحكماء الحريصين على مستقبل العملية السياسية، الذي هو مستقبل العراق إلى إدامة الحوار خلال الأيام المقبلة والتوصل إلى حلول تخرج البلاد من هذا الاختناق".

وتابع رئيس البرلمان: "وحينها سوف لن يكون هناك منهج نشاز يتحدث عن برلمانين أو جهتين أو خندقين، بل هو البرلمان العراقي الأوحد الذي يمثل السلطة التشريعية والدستورية في البلاد، والذي لا نرغب بانعقاده إلا إذا كنّا معا على كلمة سواء، متمنيا على الجميع تحمل المسؤولية الوطنية العليا".

وأغلقت القوات الأمنية العراقية، السبت، مداخل المنطقة الخضراء، التي تضم مقري البرلمان والحكومة، تزامنا مع عقد جلسة حاسمة للبرلمان دعا إليها سليم الجبوري، بعدما صوت نواب معتصمون على قرار إقالته، فيما أعربت واشنطن عن رفضها للقرار.

وقالت مصادر لـ"عربي21" إن "القوات الأمنية أغلقت جسر السنك والطرق المؤدية إلى مداخل المنطقة الخضراء وسط بغداد، في إجراءات أمنية الغرض منها تأمين عقد جلسة البرلمان التي دعا إليها الجبوري".

وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، قد وصف الخميس، قرار إقالته بـ"غير الدستوري"، وأشار في مؤتمر صحافي إلى أن البرلمان سيلتئم في جلسة السبت، مؤكدا أن "ما حصل ممارسة يشوبها الكثير من الأخطاء القانونية والدستورية، ولم تؤثر على سير عمل المجلس".

وأشار إلى أنه "لا مانع من النقاش في جلسة السبت، حول إقالة رئيس البرلمان أو نائبيه، وفي الوقت نفسه ينبغي أن لا تصل رسالة سلبية إلى الشارع العراقي".

إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها إزاء الحياة السياسية في العراق، مؤكدة أن استقرار البلاد يساعدها في الحصول على الدعم الدولي المطلوب.

وقال مكتب الرئيس العراقي، في بيان له، اليوم السبت، إن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، التقى مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماكغورك، والسفير الأمريكي لدى العراق ستيوارت جونز، مبينا أن الطرفين ناقشا التطورات السياسية الراهنة في البلاد.

وأشار البيان، إلى قلق الوفد الأمريكي، على الحياة السياسية في البلاد، وذكر عمل واشنطن وبغداد مع الجهات الدولية المانحة، لتأمين الدعم والمساعدات اللازمة للعراق، وأوضح أن الاستقرار يساعد كثيرا في الحصول على هذا الدعم.

ومن جهته، أعلن نائب الرئيس العراقي السابق أسامة النجيفي، الليلة الماضية، أن وفدا أمريكيا، أبلغه برفض واشنطن إقالة سليم الجبوري، من رئاسة البرلمان.

وفي سياق متصل، فقد عبرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، عن قلقها إزاء الأزمة السياسية المستمرة في العراق، داعية القيادات السياسية إلى الانخراط في حوار بناء، لحل خلافاتهم.

وحذر رئيس البعثة جورج أوستن، في بيان له السبت، من ترجمة الخلافات السياسية على نحو طائفي، مؤكدا استعداد المنظمة الدولية لتقديم المساعدة في توحيد الصفوف، للوصول إلى حل.

وأشار إلى أن الأزمة الحالية تهدد بشل مؤسسات الدولة، وإضعاف روح الوحدة الوطنية، لافتا إلى أن الطرف الوحيد المستفيد من الانقسامات والفوضى السياسية، هو تنظيم "داعش".

وشدد على أنه "من المهم أن ينخرط أعضاء البرلمان العراقي المنتخبون، والقيادات السياسية، في عملية حوار، تهدف لإيجاد حلول تستند إلى مبادئ الديمقراطية الشرعية"، مبينا أن العراقيين لا يمكن أن ينتصروا إلا من خلال الوحدة.
التعليقات (0)