سياسة عربية

هل تكون مفاوضات الكويت الجهود الأخيرة لإحلال السلام باليمن؟

من المقررة انطلاق مفاوضات الكويت بعد أربعة أيام- أ ف ب
من المقررة انطلاق مفاوضات الكويت بعد أربعة أيام- أ ف ب
يلف الغموض مصير محادثات السلام بين طرفي النزاع باليمن، والمقرر انطلاقها بعد أربعة أيام في دولة الكويت، في ظل استمرار خرق وقف إطلاق النار، من قبل المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، فهل ستكون جولة الكويت آخر الجهود السياسية الأخيرة لإحلال السلام بالبلاد؟

يأتي هذا، عقب تصريح لمندوب اليمن في الأمم المتحدة، خالد اليماني بأن "مفاوضات الكويت قد تكون آخر الفرص للسلام ببلاده".

آخر فرصة

من جهته، أكد رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب أن مفاوضات الكويت، تعد آخر فرصة تمنح للحوثيين، وأي تلاعب لن يؤدي إلا إلى حرب شاملة داخلية وخارجية، إضافة إلى بناء تحالفات أكثر حسما في الداخل لاستئصالها.

وأضاف غلاب في  تصريح خاص لـ"عربي21" أن هذه المفاوضات مهمة، لإنجاز المهام التي أقرها مجلس الأمن، بالتزامن مع توجه جاد لدول التحالف والمنظومة الدولية والحكومة الشرعية على إنجاز الجانب السياسي من إعادة الأمل، والمتمثل في استعادة الدولة ونزع السلاح، حسب قوله.

وأشار رئيس منتدى الجزيرة إلى أن الحوثيين لم يعودوا قادرين على القمار، بل اختاروا الإذعان والاستسلام كمحاولة لإنقاذهم، في ظل ضمانات لهم، باستمرار الشراكة معها، لكن بدون سلاح، وفق تعبيره.

جولة لا تختلف عن سابقاتها

من جانبه، بدا المحامي والسياسي اليمني، فيصل المجيدي، متشائما من الأجواء الحالية التي تسبق محادثات الكويت، وقال: "لا فرق بينها وبين جنيف 2 نهاية العام الماضي، سوى تودد الحوثيين للسعودية واستعدادهم لتقديم التنازلات الضامنة لبقائهم قوة مسيطرة على القرار اليمني".

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن الجبهة الداخلية مشتعلة على أعلى مستوى، والحرب على أشدها، إلا من الغطاء الجوي للتحالف، الذي وصفه بـ"الخجول" خلال اليوميين الماضيين"، معللا ذلك بأن "السعودية لديها رغبة في إنجاح هذه المفاوضات، بالتزامن مع المباحثات بينها وبين الحوثيين".

ولفت المجيدي إلى أنه في حال نجاح المحادثات المرتقبة، فلن تكون الكويت سوى محاولة لتوقيع ما توصل إليه الطرفان، واستدرك قائلا: "هناك إشكالية فيما يتعلق بضمانات تنفيذ الاتفاق، لاسيما أن موافقة الحوثيين على القرار 2216، مازالت مزاعم لا غير، ولم يصدر عنهم أي بيان مكتوب"، مؤكدا أن "تنصلهم قد يكون واردا".

حقائق مغايرة على الأرض

وفي هذا السياق، رأى الصحفي والناشط السياسي، همدان العليي، أن الحقائق على الأرض تشير إلى أن مفاوضات الكويت لن تختلف عن سابقاتها (جنيف 1 و2) التي جرت العام الماضي، نظرا لتصلب المتمردين الحوثيين في عدم الاعتراف بالحكومة الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقال في تصريح خاص لـ"عربي21" إن ثمة ضغطا كبيرا يمارس من قبل المجتمع الدولي على الشرعية والانقلابيين، للخروج بحل ينهي الحرب عبر مفاوضات الكويت.

وأوضح  العليي أن حديث جماعة الحوثيين عن تسليم السلاح مضيعة للوقت، فهي حركة طائفية، لن تقبل بهذا القرار، بل لا شك أنها ستضع كثيرا من العوائق والشروط التعجيزية أمام تنفيذه، في إشارة منه إلى سلاح الحوثي.
 
وقال الصحفي اليمني إن الحوثيين استسلموا للرياض، عبر إيقافهم المواجهات في الحدود، بغرض تحييد الطيران للتفرغ لعملية للبطش باليمنيين واستمرار حربها عليهم.

وتعد محادثات الكويت المرتقبة، الجولة الثالثة بين الحكومة المعترف بها دوليا، والحوثيين الذي يقودون تمردا عليها، منذ نهاية 2014، حيث سبقتها جولتان في جنيف، كلها باءت بالفشل.
التعليقات (0)