بورتريه

"النمر".. بديل للأسد أم أمل وحيد للطائفة العلوية؟ (بورتريه)

سهيل النمر بورتريه
سهيل النمر بورتريه
اشتهر سهيل الحسن بقسوته ووحشيته، باتباع سياسة "الأرض المحروقة" في المناطق التي يسيطر عليها جيش النظام السوري بعد استعادتها من المعارضة..

يصف نفسه بأنه "رجل قلبه من حجر، وعقله صاف وهادئ، مثل هدوء البحر"، فهو أمّن لجيش النظام السوري "انتصارات" على أرض المعركة، بفضل "التكتيكات القاسية" التي اعتمدها، وفق وصفه، وهي التي أمنت له، في حالات عدة، استسلام المقاتلين من التنظيمات المختلفة، التي توصف بأنها من أشد الفصائل المقاتلة في الساحة السورية، وفق روايته.

وتناقلت صفحات مؤيدة لدمشق خبر استلامه للعمليات العسكرية في حلب، نتيجة عدم تمكن القادة الذين سبقوه من استرجاع أي منطقة سيطرت عليها المعارضة.

ويعرف عنه في الإعلام أنه قائد لحملة "البراميل المتفجرة" على حلب، وتمكن من إنهاء الحصار على منطقة مطار "كويرس" العسكري في حلب، بعد حصار دام ثلاث سنوات، مع حاميته التي بلغ تعدادها 700 جندي.

استخدم "البراميل المتفجرة" المحظورة دوليا، بديلا عن النقص في ذخيرة سلاح الجو وتقلص مخزونه من الصواريخ منذ المراحل الأولى للحرب، كما أنه استخدم أيضا أساليب الحرب النفسية، من خلال تشغيل مكبرات الصوت الضخمة التي بثت رسائل التهديد وطالبت المسلحين بالاستسلام، وفق الروايات ذاتها.

ويقال إنه يتلقى أوامره بشكل مباشر من بشار الأسد.

وعاد الحسن مجددا إلى دائرة الأضواء، بعد غياب عن الإعلام دام لشهرين ونصف، بعد أن سرت أنباء صحفية عن قيام "حزب الله" بقتله.. بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في تقرير لها من مصادر خاصة، أفادت بأنه قُتل على أيدي عناصر "حزب الله"، الذين خافوا من أن يصبح جيش النظام قادرا على الاستغناء عن دور "حزب الله" وإيران، خصوصا بعد التدخل العسكري.

وأطل سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، أبرز ضباط المخابرات الجوية في سوريا، هذه المرة من داخل مدينة تدمر وسط البلاد، وكان آخر ظهور له في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، حينما "كرم" من قبل قائد القوات الروسية في اللاذقية.

الجدير بالذكر أن سهيل الحسن المولود في عام 1970، ينحدر من قرية "بيت عانا" في مدينة جبلة ذات الغالبية العلوية، التي تقع في المنطقة الساحلية الواقعة في محافظة اللاذقية، وتخرج "النمر" من الأكاديمية الحربية الجوية عام 1991.

و"النمر" حاصل على شهادات عدة في دورات قتالية هي الأكثر صعوبة في وحدات الدفاع الجوي، المخصصة بالطبع في غالبيتها لأبناء الأقلية العلوية. 

سافر سابقا للمشاركة في دورات عدة في روسيا وإيران، وفي عامي 2006 و2007 تمكن من القضاء على "خلايا تنظيم القاعدة" في سوريا آنذاك.

ويعدّ المسؤول الأول عن مجزرة "مساكن صيدا" الشهيرة في ريف درعا، في بداية الأحداث في سوريا عام 2011، التي قتل على إثرها العشرات من الشباب والأطفال الذين خرجوا نصرة لمدينة درعا المُحاصرة آنذاك من الجيش.

ويعدّ سهيل الحسن عسكريا "المهندس الأساسي في استراتيجية الجيش السوري" في ربيع 2013 ضد المعارضة.

ويعدّ أيضا من القادة الذين أنقذوا جيش النظام السوري من الانهيار.

وبحسب الصحفية السورية، هالة قضماني، في مقال نشرته جريدة "ليبراسيون" الفرنسية، فإنه "في تاريخ النظام السوري لم يسبق أن حازت شخصية علوية مثل مكانة النمر، من حيث الفاعلية والشعبية، وهو يمثل الأمل الوحيد لطائفته". كما أنه يحظى باهتمام غير مسبوق على صفحات التواصل الاجتماعي، تحديدا "فيسبوك"، حيث إنه بات يلقب بـ"بطل الفترة".

يعرف عن العقيد سهيل الحسن بين أنصار النظام، أنه صارم وملتزم تماما بنهجه العسكري، ومن الشخصيات التي تحارب أيضا التجاوزات وسط القوات التي تعمل تحت لوائه، وأنه يقوم بإعدام العسكريين المتهمين بـ"التعفيش"، وهو مصطلح سوري يشير إلى أعمال النهب التي يقوم بها بعض العسكريين، خلال اقتحام المنازل في المناطق التي تشهد قتالا، وفق رواية النظام.

وباتت شعبية "النمر" العسكرية تصل إلى درجة أن العسكريين السوريين يحلمون بالقتال تحت لوائه، وهو الذي بات يقود ما يطلق عليها "فرقة النصر المتجولة"، إلى درجة أن فرقته العسكرية باتت تضم 80 ألف جندي، كلهم يحظون براتب منتظم، وتدريب عال، وفقا لما قاله خبراء.

وتعدّ شعبية "النمر" وظهور هذا الكم الهائل من الفيديوهات "المبجلة" له والأغاني التي تنشد له من قبل الموالين للنظام السوري، كفيلة بزرع الريبة والشك لدى بشار الأسد، حول طموحات شخصية باتت المنافس له داخل مؤسسة الجيش. 

ونقلت وسائل إعلام في لندن، عن جنود فرقة الحسن العسكرية قولهم، إن "العقيد سهيل الحسن هو الخليفة المحتمل لرئيس النظام السوري بشار الأسد في حال قرر التكشير عن أنيابه يوما".

قوة "النمر" لا تنبع من الأسد وفقا لجنوده، بل من إيران، خصوصا أن هذا البلد الحليف لسوريا يثق في العقيد الحسن بشكل كامل، إلى جانب اهتمام من الطرف الروسي، لكن بين هذا وذاك، فإن "النمر لا يزال العسكري الوفي أيضا للدكتاتور السوري"، بحسب " ليبراسيون".

يتمتع كذلك "النمر" بصلاحيات مطلقة، فأوامره مطاعة من الجميع، ومن يخالفه سيلقى الموت المؤكد، بحسب ما يتداوله مؤيدو النظام، حتّى إنه لم يرد أبدا على دعوة الأسد لترقيته لرتبة عميد، وهذا ما جعل منه الرجل رقم "1" في أذهان المقاتلين، ولفترة طويلة.

الرجل الذي تحول إلى "أسطورة" لدى طائفته، تم إرساله إلى أكثر المناطق اشتعالا. تؤازره قوات "الشبيحة"، وهم من "بلطجية" النظام المعروفين "بنذالتهم"، ويدعوهم النظام "قوات الدفاع الوطني"، وفق الناشطين.

وفي حين أن النظام يرى في سهيل الحسن بطلا يقاتل ضد "الإرهاب"، فقد تم الإعلان عن اسمه من قبل "الاتحاد الأوروبي" بوصفه "مجرم حرب"، وتم حظر دخوله إلى مناطق "الاتحاد الأوروبي".

وقبل عامين، أنقذ "النمر" معقل الطائفة العلوية من هجوم خطير لجبهة النصرة، على معاقل تابعة للعلويين شمال اللاذقية.

يشار إلى أن الطائفة العلوية تحتفي بـ"أبطالها التاريخيين"، إذ إنها تقوم بإحياء ذكرى هؤلاء من خلال توثيق أعمالهم، وزيارة أماكن دفنهم، مثل الأمير مكزون السنجاري من العراق، الذي أنقذ العلويين من أعدائهم في بداية القرن الثالث عشر. 

وفي التاريخ الحديث، برز منهم الزعيم صالح العلي الذي قاوم الاحتلال الفرنسي عام 1920، والقائد المنقذ سليمان المرشد، الذي أتى بفترة صالح العلي، وأقام طائفة أخرى داخل الطائفة العلوية.

ولفت كثيرون إلى أن غالبية زعماء الطائفة العلوية يمارسون هواية كتابة الشعر. حتى إن سهيل الحسن الرجل الذي اشتهر بين جنوده بـ"المقاتل الشرس الذي يحارب بلا رحمة، وبكل ما لديه من قسوة"، عرف عنه ميوله لكتابة الشعر.

لا يعدّ الرجل في عرف الطائفة العلوية قائدا دينيا، لكنه حتما يعدّ "المنقذ والمخلص" لأبناء الطائفة من الخطر الحقيقي الذي يتربص بهم اليوم، مع تحوّل النظام في مدشق إلى بطة عرجاء، لا يستطيع السير دون وجود الطيران الروسي في الجو.

لكن الشريط الذي سرّب عن "النمر"، ويظهر فيه وهو يتكئ على عصا تساعده على الوقوف، يمثل حال جيش النظام السوري تماما في هذه المرحلة.

ويتساءل كثيرون: هل بات "النمر" أكثر من مجرد عسكري مفضل ومحبب وله حظوة كما تصفه وسائل الإعلام الموالية، ليتحول إلى تهديد مباشر وفعلي لعرين الأسد نفسه، كما يصفه إعلام المعارضة؟

قد يكون "النمر" قائدا عسكريا متمرسا وقاسيا لدرجة التوحش. ورغم أنه يبدو مخلصا لدمشق حد التطرف، فإنه لا أحد يستطيع التنبؤ باللحظة الحاسمة التي يقرر فيها تسلم السلطة، وإقصاء الأسد حماية للطائفة وللنظام القديم من السقوط.. فالعسكر هم الحكام الفعليون في الوطن العربي، والمفضلون للغرب، وللقوى الخارجية، وفق ما ذهب إليه معلقون وسياسيون.
التعليقات (1)
Rafat
الأحد، 03-04-2016 11:47 ص
لشعب السوري السني بدوا يشنق هذا المعتوه ورئيسه الأهبل أبو نص لسان اللذان باعا سوريا للفرس أولاد المتعة والروس مصدري الدعارة