قضايا وآراء

الأهرامات سُرقت.. وقطر لا حول لها ولا قوة..!!

سامي كمال الدين
1300x600
1300x600
ليس هناك أنكى من تخابر محمد مرسي مع قطر إلا شراء أو استئجار قطر لأهرامات الجيزة، لكن المدهش أن الأهرامات سُرقت منها عدة قطع حجرية، وتداول الرأي العام والإعلام القضية، ودولة قطر لم تحرك ساكنا، ولا أرسلت لجنة للمعاينة، ولا حتى لجنة للتحقيق.

جلنا يعرف أن قطر اشترت الأهرامات من محمد مرسي وجماعة الإخوان منذ ثلاثة أعوام، "سحيح" لم نر عقد البيع، ولا صك الاستلام، ولا شاهدنا أمير قطر يذهب لافتتاح مثل هذا المشروع العالمي، لكننا لم ننكر ولا نكذب، فالنظام العسكري بأذرعه الإعلامية إذا قال صدق، وهو نظام لا يخرج العيب من فيه.. حتى إني قلت على قناة الجزيرة بأني مضطر إلى رفع قضية دولية أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة ضد قطر؛ لأني أعيش في قطر منذ أكثر من عام، ظللت فيه أبحث عن الأهرامات لزيارتها، لكن القطريين أخفوها عني..!

للأسف، لم يسجل السيسي بيع الأهرامات إلى قطر في سجل إنجازاته العريقة بجوار جهاز الكفتة العظيم لصاحب براءة الاختراع الدكتور عبد العاطي، ولا الـ"مليون وحدة سكنية"، ولا قناة السويس الجديدة، التي جعلت أرباحها من المواطن المصري الأعلى دخلا في العالم..!

نحن أمام رئيس يحلم دائما لمصر، لكن يبدو أن مشروعاته وطموحاته تنتهي عند حدود أحلامه، ما إن يفيق من نومه حتى يظن أن كل كوابيسه واقع تحقق، لذا حين يخرج ليخطب -خطاب البرلمان مثالا- لا يتحدث عن أزمات ولا مشاكل، ولا جريمة قتل الطالب الإيطالي، ولا انهيار اقتصاد، فقد حقق طفرة اقتصادية في الحلم، وضرب مشروع سد النهضة بالقنابل، لدرجة أن سريره امتلأ بالماء..!

إنه عبد الفتاح السيسي الأسطورة، الرجل الحلم الذي لا يأتي سوى مرة واحدة كل مئة عام، حسب قول العالم النابغة سعد الهلالي -قدس الله سره- في حديث أثنى عليه الساكن إلى جواره في شاشة القاهرة اليوم، عمرو أديب.

لم يكذب السيسي وهو يذكر قومه بالحب والحنان "إنتوا ناسيين إن إنتو نور عينينا ولا إيه"..

إنه العالم الافتراضي الذي صنعه الرجل لنفسه منذ تولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس محمد مرسي، فهو الذي لا يترك فرضا في الصلاة والصيام، لكنه في ذات الوقت يطلب من مرسي أن يوافقه على إعدام شباب حركة تمرد في ميدان عام، لأنهم يسيئون إلى شخص الرئيس، ومرسي الطيب -يا عيني- يصدق، ويكر أحاديث التحريم على آذان السيسي..!

وكان الأكثر إدهاشا ذات يوم دخول السيسي على مرسي حاملا مجموعة "سيديهات"، منافسا بذلك مرتضى منصور، قائلا: سيادة الرئيس هنا أشياء مخجلة عن محمد البرادعي وعدد من أعضاء جبهة الإنقاذ، اسمح لنا بنشرها وفضحهم أمام الرأي العام، فإذا بمرسي يقرأ الآيات القرآنية في التحريم..!

وزير الدفاع المؤمن خطط جيدا بعد أن خبر مرسي وطبيعته، لدرجة طمأنته لمرسي قبيل 30 يونيو 2013 بـ48 ساعة بأن: الجيش تحت أمرك يا سيادة الرئيس وينحاز إلى الشرعية ويحميها ويحافظ عليها.

نيّم السيسي مرسي والإخوان في العسل، وهو ذنب كبير يحاسبون عليه، ثم أكمل تمثيليته على الشعب المصري، وظن أن الشعب سيصبر؛ لأنه يأكل من نور عينيه ويشرب من النيل، فلما أدرك الشعب أن النيل في طريقة إلى الجفاف، نصح الحاكم الشعب بتحلية مياه الصرف الصحي للشرب منها.

إنها النتيجة الحتمية لانقلابات الأوغاد على ثورات الربيع العربي، التي حولت وطن عظيم بحجم مصر إلى دولة في آخر الصف في كل شيء أو حسب نزار قباني:
هل أتتك الأخبار يا متنبي
كافور فكك الأهراما

أو حسب قول القائد: صبح على مصر.. فهل صبحت على مصر اليوم؟!
التعليقات (1)
محمد عبدالله - قطر
الأربعاء، 09-03-2016 06:25 ص
احييك على المقال الرائع . اكتب وانتقد في سببل تحربر مصر العظيمه من براثن العسكر