صحافة دولية

كيف علقت مجلة "إيكونومست" على برامج "التوك شو" المصرية؟

إيكونوميست: البرامج الحوارية المصرية عبثية وأبواق سخيفة للسيسي - أرشيفية
إيكونوميست: البرامج الحوارية المصرية عبثية وأبواق سخيفة للسيسي - أرشيفية
علقت مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير على مقدمي البرامج التلفزيونية المصريين، وكتبت تقريرا تحت عنوان "الأبواق المرغية للسيسي"، في تعليق منها على سخافة البرامج الحوارية المصرية.

وتقول المجلة، معلقة على كلام أحمد موسى، وهو أحد مقدمي البرامج المعروفين، وهو يتحدث عن القصف الروسي لمواقع تنظيم الدولة: "شوفتوا الدقة، عربية أهي، أهو صاروخ، مفيش حد يهرب منه"، إن موسى بدا مثل ولد صغير يلعب على الحاسوب عندما عرض صورا فضائية لروسيا، وهي تشن غارات جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا الخريف الماضي، 

وتضيف المجلة: "هذا في الحقيقة؛ لأن موسى كان يعرض لقطات من لعبة فيديو، وقال موسى: (مش جايبين حاجة من عندنا، أهي صور الأقمار الصناعية قدامك) حيث قدم الشريط، وكان هذا في برنامجه المعروف (على مسؤوليتي)، الذي يجسد سخافة البرامج الحوارية المصرية الشعبية، ففي شباط/ فبراير، تم تعليق عمل مقدم برنامج اسمه خيري رمضان، بعد أن زعم أن نساء الصعيد غير مخلصات، وتم  الحكم على مقدمة برامج أخرى اسمها ريهام سعيد لمدة ستة أشهر، بعد أن بثت صورا لتحرش جنسي (والمتهمة هي نفسها بالهجوم)".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21" إلى أن "مقدمي البرامج لا يدعمون الحكومة فقط، بل يأخذون الأوامر منها، لاقنا إلى أن صحيفة "الغارديان" نقلت عن موسى قوله: "أعتقد أن كل ما يطلب مني الجيش قوله، فأنا أقوله من منطلق الواجب واحتراما لهذه المؤسسة"، فيما يمزج الآخرون نظريات المؤامرة بالتنبؤات، ومن هؤلاء عمرو أديب القلق "من الأجهزة الاستخباراتية، التي تريد تدمير البلد"، وقد تقوم باغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتبين المجلة أن "السيسي يطالب بدعمه أو الصمت، لكن البعض لم يسكت، فقد سجنت مصر صحفيين أكثر من أي بلد، باستثناء الصين، وأغلقت المؤسسات الإعلامية التي دعمت الإخوان المسلمين، وعادة ما يميل مديرو الشبكات الإعلامية لممارسة الرقابة الذاتية، وكلهم تقريبا يدعم النظام الذي يحمي مصالحهم التجارية، ولهذا تم وقف برامج نقاد، مثل مقدم البرامج الساخرة باسم يوسف".

ويلفت التقرير إلى أنه عندما يزعم السيسي أن مصر "هدف للكثير من المؤامرات"، فإن مقدمي البرامج يقومون بتفصيل هذه المؤامرات، ففي تشرين الأول/ أكتوبر، قابل مقدم البرامج تامر أمين النائب السابق لوزير الدفاع حسام سويلم، وزعم الأخير أن الأمريكيين هم الذين يقفون وراء ثورة عام 2011، ويتحكمون الآن بالمناخ، واستعان بكلمات أغاني "هيب هوب" لتأكيد صحة زعمه. 

وتنوه المجلة إلى أن المؤامرات تختلف، لكنها تضم أمريكا وإيران وإسرائيل، وأحيانا كلها تعمل معا. وقال موسى إنه يتمنى رؤية الرئيس الأمريكي باراك أوباما معلقا على "الخازوق".

ويذكر التقرير أن نسبة مشاهدة هذه البرامج عادة ما تكون قليلة ولا تذكر، لكن مقدمي البرامج يؤثرون على الرأي العام المصري، حيث تصل نسبة الأمية بين المصريين إلى الربع.

وتعلق المجلة بالقول: "لحسن الحظ إن بعض مقدمي البرامج بدأوا بشد ظهورهم في الفترة الأخيرة وانتقاد الحكومة على أدائها الفقير في مجال الاقتصاد من بين أمور أخرى، كما أن اغتيال الطالب الإيطالي الشاب دفع الكثيرين للتساؤل، وإن بطريقة مواربة، إن كانت الدولة متورطة كما تشير الأدلة".

وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالقول: "ربما شعر السيسي بهذا التحول، حيث حذر المصريين بألا يستمعوا لشخص غيره في خطابه الأخير".
التعليقات (0)

خبر عاجل