سياسة عربية

تشييع هيكل.. غياب الفقراء ولميس تعانق العربي (فيديو)

شارك في تشييع الجثمان عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية من التيار الناصري - تويتر
شارك في تشييع الجثمان عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية من التيار الناصري - تويتر
شهد تشييع جثمان "عراب الانقلابات"، الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، مساء الأربعاء، بمسجد "الحسين" بحي الأزهر، عددا من المفارقات أبرزها تدني عدد مشيعي الجنازة، إذ قدر بالمئات فقط وليس بالآلاف، رغم أن توصية هيكل بتشييع جثمانه بـ"الحسين"، عزز فرضية مشاركة الآلاف من فقراء المصريين، ممن يكتظ الحي الشعبي بهم، وقد وُلد هيكل به، في تشييع الجثمان، وهو ما لم يحدث.



وتلقى نجل هيكل "حسن" العزاء على مقبرة الأسرة، في أول ظهور له، منذ غادر مصر إلى خارج البلاد، هربا من تنفيذ أمر ضبط وإحضار صادر بحقه من قبل النائب العام.



ولوحظ ضعف التمثيل الرسمي الذي اقتصر على محافظ القاهرة، ويبدو أن رفض أسرة هيكل تنظيم جنازة عسكرية له بحسب وصيته، رغم أن فكرة الجنازة العسكرية هي من بنات أفكار رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، قد تسبب في ضعف مشاركة كبار المسؤولين بتشييع الجثمان، وتلقي العزاء، علما بأن السيسي شارك من قبل في جنازة النائب العام السابق هشام بركات، وكانت جنازته عسكرية، كما قرر تنظيم جنازة عسكرية لوزير الخارجية المصري الأسبق بطرس غالي.



وربما تعمد هيكل حرمان السيسي من أن يظهر ضمن مودعيه، في ظل ترتيبات دقيقة وضعها لما بعد وفاته، إذ نص عليها في وصيته، وأطلع عليها أبناءه، وأحفاده، وأصدقاءه، مشددا على ضرورة أن تتم الصلاة عليه في مسجد الحسين، وألا تكون هناك جنازة عسكرية.  

وكان هيكل ولد في الحسين، في 23 أيلول/ سبتمبر 1923، في بيت جده لأمه بمنطقة الحسين، في بيت أقيم على أنقاضه مستشفى الحسين الجامعي، مكوّن من ثلاثة طوابق، مغلق لسكن عائلة جد هيكل لأمه، تاجر الحبوب والغلال بالحسين، بحسب كتاب "هيكل.. الحرب.. الحياة"، لعادل حمودة.

وقد شددت الأجهزة الأمنية من إجراءاتها في تأمين طقوس الجنازة، وبدا أن نظام السيسي لا يريدها جنازة شعبية، لا سيما بعد أن خاض هيكل مؤخرا بشكل غير مريح للسيسي في تشريح سياساته، وأوضح للشعب أنه بلا رؤية، وأن البلاد تتخبط في عهده.

واقتصر غالبية المشاركين في تشييع الجثمان على شلة هيكل من الكتاب الذين لازموه في الأيام الأخيرة، ممن ينتمون للتيار الناصري، ولوحظ غياب أي تمثيل للإسلاميين، باستثناء مشاركة القيادي الإخواني محمد عبد القدوس، فيما غاب أنصار حزب "النور" عن تشييع وعزاء "هيكل".

كنز تتوارثه الأجيال

وتم نقل جثمان هيكل من "الحسين" إلى مقابر العائلة بمصر الجديدة.

وألقى عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور عبد الله محمود النجار، كلمة خلال تشييع الجثمان، قال فيها: "سيظل هذا الرجل كنزا تتوارثه الأجيال".



لميس تعانق أمين العرب

وفي مشهد لا تحتمله هيبة الموقف، عانقت الإعلامية لميس الحديدي أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، بعد تشييع جثمان الكاتب الراحل.



حمدين صباحي ينعى هيكل

وبكلمات مضخمة نعى المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، هيكل، قائلا إنه برحيله فقد العقل العربي أحد أهم مصادر تنويره.

وأضاف - عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" -: "الرجل الظاهرة كان حصادا غنيا للقاء نادر بين موهبة أصيلة متوهجة وجهد شاق مثابر وظرف تاريخي استثنائي كانت مصر تعيد صوغ مشروعها الوطني في قلب أمتها العربية وعالمها النامي بقيادة جمال عبد الناصر، وكان هيكل معه في قلب التجربة صديقا وشريكا وشاهدا".

واستطرد: "برحيل هيكل تفقد مصر وأمتها العربية ألمع وأقوى رجل على قيد الحياة يجسد قوتها الناعمة".



إيرانيون في تشييع الجنازة

وذكر مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة أن البعثة الإيرانية بمصر شاركت في مراسم تشييع جنازة هيكل.

وأوضح المكتب - في بيان أصدره وأرفق به صورة لهيكل مع رئيس البعثة الإيرانية محمد محموديان – أنه "تم إيفاد وفد من أعضاء البعثة الإيرانية بمصر للمشاركة في مراسم تشييع الجنازة".

ارتباك مروري تزامنا مع الجنازة

وشهد منزل هيكل بحي الدقي إجراءات أمنية مشددة، في وقت شهد فيه شارع الأزهر ارتباكا مروريا، أمام حركة السيارات، تزامنا مع تشييع الجنازة المتوجهة من مسجد الحسين إلى المدافن بمصر الجديدة.

واصطف عدد كبير من السيارات الخاصة بمن حضروا إلى المسجد لتشييع جثمان هيكل، من الإعلاميين والصحفيين والشخصيات العامة.



سيلفي في الجنازة


وكان غريبا أنه في أثناء الجنازة حرص عدد من الشباب على التقاط صور "سيلفي" لأنفسهم في مشهد أثار دهشة من حضر لتشييع الجنازة.

شلة هيكل تتقدم المشيعين

وشارك في تشييع الجثمان عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية وكبار الصحفيين لا سيما من التيار الناصري، ممن التفوا حول هيكل، واستفادوا من وجودهم إلى جواره، منذ حدوث الانقلاب الدموي، فحازوا مناصب صحفية وإعلامية كبيرة.

ومن أبرز من شارك في تشييع الجنازة، محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد، والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وعضو لجنة الخمسين لإعداد الدستور محمد سلماوي، والإعلاميون: شريف عامر، وجابر القرموطي، ونقيب الصحفيين يحيى قلاش، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد عبد القدوس، وعبد الله السناوي، وعبد الحكيم جمال عبد الناصر.

كما شارك رئيس نادي الزمالك الأسبق، ممدوح عباس، والدكتور مصطفى حجازي، وعميد كلية الحقوق الدكتور محمود كبيش، والدكتور مصطفى الفقي، والإعلامي حسين عبد الغني، والدكتور عمرو الشوبكي، والإعلامي محمود سعد، والكاتب الصحفي جمال فهمي.

كما حضر رجل الأعمال صلاح دياب، وعصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة الشروق، عماد الدين حسين، وجلال عارف، نقيب الصحفيين السابق، والنائب مصطفي بكري، وإبراهيم منصور، رئيس تحرير جريدة التحرير، وياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير أخبار اليوم، والكاتب محمد سلماوي، واللواء خالد عبد العال مدير الأمن، وغيرهم. 


التعليقات (2)
خالد
الخميس، 18-02-2016 07:28 م
يامن تشمتون بالميت تذكروا انكم ستكونون يوما ما في نفس موقفه هذا وان كل نفس ذائقة الموت وان الميت لاتجوز عليه إلا الرحمة اما ان تتشفوا بالرجل وهي بين يدي ربه فلايمكننيا القول إلا (تبت يداكم)
جيمي
الخميس، 18-02-2016 05:25 م
يا فرجة نار جهنم لقد جاءها وقود كانت في انتطاره