سياسة دولية

بان كي مون يدعو قادة أفريقيا إلى عدم "التمسك بالسلطة"

قال بان: "لا بد أن يحمي القادة شعوبهم وليس أنفسهم"- غوغل
قال بان: "لا بد أن يحمي القادة شعوبهم وليس أنفسهم"- غوغل
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قادة أفريقيا، السبت، إلى عدم استخدام ثغرات قانونية أو تعديلات دستورية غير ديمقراطية "للتمسك بالسلطة"، وطالبهم بضرورة احترام الفترات الرئاسية المحددة.

جاء ذلك في خطاب ألقاه "بان" في قمة الاتحاد الأفريقي التي تستمر يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ويحضرها قادة مضت عقود على وجودهم في الحكم، وقادة غيروا دساتير بلادهم للاستمرار في مناصبهم، وقادة توجه لهم أصابع الاتهام بالسعي لإلغاء القيود الدستورية على الفترات الرئاسية.

واكتسب النقاش حول التقيد بالفترات الرئاسية قوة دفع بعد أن وقعت اضطرابات بسبب محاولات تغييرها في دول مثل بوروندي وجمهورية الكونغو.

وقال "بان" مخاطبا المشاركين في القمة، وبينهم رئيس زيمبابوي المخضرم روبرت موجابي: "يجب ألا يستخدم القادة مطلقا التعديلات الدستورية غير الديمقراطية والثغرات القانونية للتمسك بالسلطة. لقد رأينا جميعا العواقب المأساوية التي تترتب على فعلهم ذلك".

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أدلى بتصريحات مماثلة في قاعة منظمة الاتحاد الأفريقي ذاتها أثناء زيارة لإثيوبيا في تموز/ يوليو.

وشن موجابي، الذي سيبلغ من العمر 91 عاما في شباط/ فبراير، والذي لم يعرف شعب زيمبابوي رئيسا غيره منذ عام 1980، هجوما جديدا على الدول الغربية التي قال إنها لا تزال لديها طموحات استعمارية، كما تحتكر السلطة في الأمم المتحدة.

وتساءل موجابي بعد أن ألقى "بان" خطابه: "هل نسمح لهذه المجموعة بأن تستمر... وأن تضايقنا حتى في دولنا المستقلة".

ومن بين القضايا المدرجة على جدول أعمال القمة، الأزمة في بوروندي التي تفجر فيها العنف بعد أن أعلن الرئيس بيير نكورونزيزا عزمه على الترشح لفترة رئاسية ثالثة قال معارضوه إنها غير قانونية.

وكسب نكورونزيزا بالفعل انتخابات رئاسية مثيرة للجدل في تموز/ يوليو، وقال مؤيدوه إن حكم محكمة سمح له بذلك.

وفي رواندا المجاورة، أتاح تعديل دستوري -أقر في استفتاء شعبي- للرئيس بول كاغامي الموجود في السلطة منذ عام 2000 بأن يخوض الانتخابات الرئاسية لفترة جديدة في 2017، مع إمكانية البقاء في الحكم حتى عام 2034 إذا أراد.

وانتقدت دول غربية كاغامي بسبب عدم تركه السلطة، وقالت إنه كان يتعين أن يضرب المثل لغيره.

وقال حلفاء أوغندا الغربيون إن الرئيس يوويري موسيفيني الموجود في الحكم منذ ثلاثة عقود والذي يسعى لفترة رئاسية جديدة في انتخابات ستجرى في شباط/ فبراير يجب أن يضرب المثل لغيره رغم أن دستور بلاده لا يحدد فترات الرئاسة.

وقال بان: "لا بد أن يحمي القادة شعوبهم وليس أنفسهم... أحيي أولئك القادة الذين التزموا بالتخلي عن الحكم واحترموا الفترات الرئاسية المنصوص عليها في الدساتير".

وترك الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي الحكم بعد فترتين رئاسيتين نص عليهما الدستور. ومع ذلك فاز بالرئاسة مرشح الحزب الذي يحكم البلاد منذ أكثر من نصف قرن.
التعليقات (0)