سياسة عربية

ناشطة معتقلة بمصر: أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض

استذكرت ماهينور زميلتها شيماء صباغ - أرشيفية
استذكرت ماهينور زميلتها شيماء صباغ - أرشيفية
تداول النشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، عشية الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير في مصر، رسالة للناشطة السياسية المعتقلة، ماهينور المصري، والتي وجهت خلالها عدة رسائل "ودروس" للثوار.

وقالت المحامية وعضوة حركة الاشتراكيين الثوريين ماهينور في رسالتها التي نشرتها أولا صفحة "الحرية لماهينور": "ها هوالعام الخامس للثورة يأتي، أكاد لا أصدق أنه مرت 5 أعوام على هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" و"عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية"، ربما لأني حتى وأنا في زنزانتي ممتلئة بالحلم، بالحرية وبالأمل".

وأضافت: "البعض يرى بعد انقضاء تلك السنوات أن الثورة هزمت، آخرون يرون أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، أما النظام فيرى أنه انتصر، ولكن هل تلك الاجابات صحيحة وحاسمة؟ هل انهزمنا وهل انتهت الثورة؟ وهل أننا طوال الوقت كنا ضحايا فقط؟ وهل ثبتت السلطوية أقدامها بالقوة والاستبداد أغلب الوقت، ومعسول الكلام في وقت آخر؟".

وأردفت ماهينور المصري: "ربما لأنني من المؤمنين بالحلم ومن المقتنعين أننا لسنا فقط نواجه السلطوية والاستبداد داخليا، ولكننا نواجه نظاما عالميا لا إنسانيا، لا يساوي عنده البشر شيء، بقدر ما تساوي الأرباح والنفط. لذا، فأرى أننا لا زلنا في الرحلة لبناء مجتمع إنساني عادل. أخطأنا أحيانا، وانهزمنا أحيانا، تكبرنا أحيانا، ويئسنا أحيانا، ولكننا لا زلنا في حلبة الصراع.. ولكن التمجيد هو آفة الأغبياء، والبكاء على الأطلال آفة الجبناء واليائسين".

وتناولت المصري ما أسمتها بـ"الدروس" التي أدركتها خلال فترة اعتقالها، فقالت: "أول تلك الدروس: هو أنه لا خلاص فردي، أن اليأس ومحاولة الهروب للخارج أو الداخل لن تساعدنا على جعل يومنا أفضل، وأننا عندما نظرنا فقط لأنفسنا وأصبحنا نطالب بالحرية لمن نعرفهم فقط، ولم نتحرك من أجل حرية الشعب ككل (مثلا في السجون هناك ليس فقط آلاف السياسيين المظلومين، ولكن آلاف المواطنين تم تلفيق قضايا لهم أو أصبحوا غارمين أو كواحيل بسبب النظام الاقتصادي للدولة، وقضايا أخرى كثيرة)، وأنه هكذا أعطينا فرصة للنظام لفصلنا عن الشارع وعن أهدافنا، فحقق في آخر جولات انتصارا".

وأضافت: "ثانيها: أننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض.. أن الثورة إنسانية في طبيعتها، فلا تجعلنا نقبل أي ظلم يقع حتى على من يخالفوننا بالرأي، وحتى على من أرادوا أن يمحونا، وأن قبول الظلم لشخص سيجعل الظلم يطولنا جميعا".

أما ثالث هذه الدروس، فهي أنه "لا يكفينا شرف المحاولة، فيجب ألا نظل ندور في نفس الدائرة. يجب أن نبلور أهداف الثورة في تحركات ومبادرات ونبدأ في تنظيم أنفسنا، فإذا كانت مصالح الثورة المضادة توحدهم، فيجب أن توحدنا (نحن المؤمنين بالحرية والذين نقف ضد كل أشكال السلطوية والرجعية) غريزة البقاء".

وفي رابع الدروس التي تحدثت عنها المصري؛ "أن النظام الخائف هو من يعتقل الآلاف، وهو من يلغي الانتخابات (انتخابات اتحاد الطلبة كمثال) وهو من يرتعد من ذكرى يوم، على الرغم من أن للظلم عام بطوله، وهو الذي يساوي بين من يطالب بالحياة ومن يطالب بالموت، وأن البطش لم يهم يوما، وإنما عمّق الاحساس بالظلم فقوى المقاومة... فالشعب الذي تحرك لمدة يومين في 18 و19 يناير 1977 ولم يمس رأس النظام استوعب الدرس وحاول محاولة الإطاحة برأس النظام في 2011 ولكنها لم تكتمل بعد".

وفي ختام تلك الدروس وخامسها، قالت المصري: "الثورة دائمة دوام الحياة والحلم، وأن الثورة لا تقف على أشخاص، وأنه آجلا أم عاجلا في حياتنا أو في حياة من بعدنا، ستكتمل الثورة لأن البشر يستحقون الأفضل"، بحسب تعبيرها.

واختتمت رسالتها بخطاب وجهته إلى زميلتها في الحزب شيماء الصباغ التي قتلت في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، فقالت: "يا شيماء.. في ذكراكي الأولى بلغي سلامنا لملائكتنا الشهداء.. وقولي لهم إننا لا زلنا مملوئين بالأمل، ولم يزدنا سجنهم وظلمهم إلا تمسكا بحلمنا وثورتنا".

وقد لاقت رسالة ماهينور ردود واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تداولها النشطاء عبر اقتباسات متعددة من الرسالة ، كما عبر العديد من النشطاء بإعجابهم وتأييدهم لمحتوى رسالة ماهينورز وقال أحدهم: "اعترافك بأننا أخطأنا وتكبرنا يدل على صدق نيتك تجاه بلدك ونفسك، سعداء أننا كنا أحيانا بجانبك في الميدان.. يا أرجل بنات الثورة".
التعليقات (1)
قابل للتكرار
الثلاثاء، 26-01-2016 01:25 ص
مع تقديرنا لمعاناتكم جميعا سواء اخطا المرء ام لم يخطئ عند وقوفه مع الانقلاب او ضده, لكن كل ما اخشاه على المصريين ويؤرقني حقا هو انه حتى وان سقط هذا النظام وعلى راسه السيسي نفسه, فان المصريين (ورغم هذه الفتنة والمعاناة والابتلاء من جراء هذا الانقلاب الملعون),لن يكونوا قد تعلموا شيئا من هذه المحنة والابتلاء, وسيكفرون حتما عند اول نعمة سينعمها الله عليهم. القصد: اذا سقط الانقلاب واجريت انتخابات وفاز فلان او علان اسلامي كان (كمرسي) او غير اسلامي (كمرزوقي تونس العلماني) فان المصريين (وفي مقدمتهم الشباب, اي والله الشباب قبل الشيوخ!) سيضعون ايديهم من جديد وللمرة الاف في يد اول عسكري يحضر من جديد للانقلاب على ذلك الرئيس الديموقراطي النزيه. وكانك يا ابو زيد ما غزيت. ينتابني احساس ان المصيرين (واسمحوا لي على هذا التعميم الغير المقصود) مش اولي نعمة. ما جري في 30 يونيو و3 يوليو 2013 من طرف الشباب الذين كفروا بنعمة مرسي وهللوا لطاغية قيد النشئ والطبخ, قابل للتكرار في ارض الكنانة ولمرات عديدة. واسمحوا لي على هذا التشاؤم المفرط!

خبر عاجل