سياسة عربية

حكومة تونس تفرض حظر التجول بكل البلاد مع تواصل الاحتجاجات

تشهد تونس أشد احتجاجات في البلاد منذ اندلاع الربيع العربي قبل خمسة أعوام - أرشيفية
تشهد تونس أشد احتجاجات في البلاد منذ اندلاع الربيع العربي قبل خمسة أعوام - أرشيفية
قالت وزارة الداخلية التونسية الجمعة إنها قررت فرض حظر التجول الليلي في كامل البلاد، بعد موجة احتجاجات عنيفة اجتاحت عدة مدن تونسية منذ أربعة أيام؛ للمطالبة بتوفير فرص عمل في أشد احتجاجات منذ انتفاضة 2011.

وقال بيان الوزراة إنه بعد التعدي على الممتلكات العامة والخاصة، تقرر فرض حظر التجول الذي يبدأ من الساعة الثامنة ليلا ويستمر حتى الخامسة صباحا اعتبارا من الجمعة.

وبعد أيام من الاحتجاجات الهادئة تحولت الاحتجاجات الخميس إلى أعمال عنف، واشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب.

وأحرق محتجون مراكز للشرطة في عدة مدن، وفي العاصمة تونس هاجم عشرات محلات تجارية وبنوكا، وسجلت عمليات نهب وتدمير.

وقتل شرطي واحد على الأقل في واحدة من أسوأ الاحتجاجات التي تشهدها تونس منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحكم زين العابدين بن علي، وكانت شرارة البدء لانتفاضات "الربيع العربي" في المنطقة.

واليوم في العاصمة تونس أغلق محتجون في شارع كبير بالمنيهلة الطريق المؤدية لأكبر مركز تجاري في تونس، وأحرقوا إطارات السيارات.

وقال مسؤول أمني إن الشرطة اعتقلت الجمعة ما لايقل عن 19 شخصا متورطين في أعمال شغب.

واضطرت قوات الأمن لتفريق المحتجين بقنابل الغاز، بينما اقتحم أيضا محتجون محافظتي القصرين وسيدي بوزيد.

وبدأت هذا الأسبوع الاحتجاجات ضد البطالة والتهميش في مدينة القصرين، عقب انتحار شاب محبط إثر رفض قيد اسمه بسجل المترشحين لوظيفة، قبل أن تنتقل بوتيرة سريعة إلى أرجاء البلاد حيث هاجم آلاف المقرات الحكومية، ورفعوا شعارات مثل "شغل حرية كرامة وطنية".

وقالت الحكومة إنها تتفهم مطالب المحتجين المشروعة، ولكنها حذرت من مندسين ومتطرفين إسلاميين قد يستغلون الوضع لتشويه التحركات، والتسلل للمدن وربما التجهيز لبعض الهجمات.

وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة "الربيع العربي" بتونس عام 2011 التي اندلعت بعدما أحرق محمد البوعزيزي نفسه، في كانون الأول/ ديسمبر 2010، وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي على الفرار، وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي.

وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 بالمئة في عام 2015 مقارنة مع 12 بالمئة في 2010، بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات إلى جانب ارتفاع أعداد خريجي الجامعات، الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس.

وفي استجابة للاحتجاجات الأخيرة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الحبيب الصيد إنه سيعود للبلاد من زيارة لسويسرا، حيث يحضر اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي ويعقد اجتماعا طارئا للحكومة.

وقال خالد شوكات، المتحدث باسم الحكومة إن السلطات ستسعى لتوظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين، وتبدأ في تنفيذ مشروعات. 

التعليقات (0)