سياسة عربية

سخرية من رفع سعر الكهرباء التي تنقطع 20 ساعة يوميا بسوريا

تم رفع أسعار الكهرباء والمحروقات عدة مرات خلال العامين الماضيين - تعبيرية
تم رفع أسعار الكهرباء والمحروقات عدة مرات خلال العامين الماضيين - تعبيرية
لم تمض سوى ساعات قليلة على إصدار رئيس حكومة النظام السوري وائل الحلقي جملة من قرارات رفع أسعار الكهرباء والنقل في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، حتى امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المؤيدين بالمنشورات الغاضبة والساخطة على تلك القرارات، رغم أن الكهرباء تنقطع في مناطق النظام لنحو 20 ساعة يوميا.

ودعا موالون للنظام للخروج بمظاهرات واعتصامات أمام مقر رئاسة الوزراء في حي كفرسوسة، للمطالبة برفع أجور العاملين والموظفين والعسكريين، حتى تتماشى مع ارتفاع الأسعار المستمر.

ونص القرار الذي صدر السبت، عرى رفع سعر الكهرباء للاستهلاك المنزلي بنسبة 100 في المئة، ليصبح ليرة سورية للواط الواحد بدلا من 50 قرشا، كما بلغت نسبة زيادة أسعار الاستهلاك الصناعي والزراعي 100 في المئة، والتجاري 200 في المئة، وفقا لوكالة الأنباء السورية "سانا".

ويقول المواطن سليم الشامي، المقيم في العاصمة دمشق، لـ"عربي21"، إن هذه القرارات المتزايدة في الآونة الأخيرة تهدف إلى شيء واحد فقط، هو زيادة الضغط على المدنيين المقيمين في مناطق سيطرة النظام؛ للهجرة خارج سوريا، وإفراغها من قاطنيها الأصليين، وفق تقديره.

ويتابع الشامي: "هناك فجوة كبيرة بين ارتفاع الأسعار المتزايد في كل المجالات وبين الدخل الشهري للأسر السورية، فسياسات الحكومة واضحة المغزى، وهي ترفض زيادة الرواتب بالتوازي مع هبوط سعر الليرة إلى أدنى مستوياتها، وتدفعنا جميعا للتفكير بمغادرة البلاد".

من جانبها، تعبّر المواطنة طفول البيرقدار، لـ"عربي21"، عن استهزائها بمثل هذه القرارات، في ظل انقطاع الكهرباء اليومي لمدة قد تصل إلى 20 ساعة يوميا.

وتؤكد البيرقدار، المقيمة في دمشق، أن سكان المناطق التي يسيطر عليها النظام ليسوا أفضل حالا من المناطق المحاصرة، لافتة إلى أن حالة التململ وصلت حدودها القصوى، وقد تنفجر الأوضاع وتخرج المظاهرات والاحتجاجات من قبل المؤيدين والموالين، قبل المعارضين، للخلاص من النظام وحكومته، على حد تعبيرها.

إلى ذلك، نشرت قناة سما الفضائية -الموالية للنظام السوري- تقريرا تلفزيونيا اعتبرت فيه أن قرار رفع أسعار الكهرباء يأتي في إطار سياسة العقلنة وتأمين موارد مالية للخزينة، والحد من مظاهر الهدر وترشيد استخدام الثروات الوطنية، بحسب ما جاء في التقرير.

ويشار إلى أن الاقتصاد السوري يعاني من انهيار؛ بسبب التكاليف الباهظة للعمليات العسكرية، ويحاول النظام بين الفترة والأخرى فرض الرسوم والضرائب ورفع الأسعار للحصول على الأموال.
التعليقات (0)