مقالات مختارة

ثقة تركيا تدفع لتراجع اقتصادي مذل لروسيا

حمود الخطاب
1300x600
1300x600
تتصرف تركيا، وهي في وضع لا تحسد عليه من الاضطرابات والحروب على حدودها ووسط مؤامرات الأعداء عليها ومن يزعم أنهم أصدقاء وهم عدو متربص؛ نقول تتصرف وسط كل هذا كالبهلوان الذي يسير بدقة ومرونة وبثقة واقتدار فوق حبل طويل وتحته هوة عميقة، بل إن تحته حقيقة بركان ثائر متوهج مليء بالحمم البركانية والنار.

وقد نجحت تركيا حتى الآن من خلال حكمة وخبرات قياداتها السياسية والعسكرية في تجنب الوقوع في الهاوية المحفورة اسفل منها وببركان النار المستعر تحت مسيرتها النهضوية، وسارت فوق حبال البهلوان المعلقة في السماء مواصلة مشوارا عظيما من الإنجازات المذهلة الأشبه بالمعجزات ومن التنمية التي تمشي واثق الخطوة ملكا.

وبسبب ثقة تركيا بقدراتها وثقتها بحقها الشرعي في الدفاع عن نفسها حين أسقطت «السوخوي» الروسية رمز قوة روسيا الحربية فأردتها في الهاوية السحيقة بطلقة من طائراتها حين اخترقت تلك الحمقاء الروسية الأجواء التركية المهيبة قبل أسابيع. بهذا السبب فقد واجهت تركيا العالم المتربص بها كله والذي توقع انزلاقها في حرب مدمرة مع المنجل والمطرقة الروسيتين، ولكن تركيا فوتت الفرصة تلك ،كما فوتت غيرها والتي جاءت من حليفة روسيا العراق لاحقا وفوتت غيرها وغيرها سابقا ومن جهات داخلية وخارجية ،مما أشعل جنون روسيا ووضعها ومنذ القرصة اللاذعة التركية الأولى وضعها في وضع العربدة والتهور في كل تصرفاتها اللاحقة في الاستفزازات الصبيانية والحركات القرعاء ومن بينها حركات مضحكة مثل حركة الجندي الروسي الذي رفع مدفعا صاروخيا تجاه تركيا أثناء عبور سفينته بحر مرمرة؛ كان ذلك مضحكا حقا من المصارع الروسي عديم الثقة بنفسه.

ومن ذلك إلغاء لقاء بوتين أردوغان في أكثر من مناسبة ماضية ومستقبلة، ومن ذلك الطيش والتهور في فرض مقاطعة اقتصادية روسية على تركيا قلنا إنها ستضر روسيا وبشكل كبير ولن تضر تركيا.

تركيا وقفت وقفة العملاق المارد الجبار أمام كل التحديات وأثبتت قوتها وصلابة رجالها ما دفع روسيا للركوع أمام قراراتها الانفعالية الطائشة، وها هي روسيا بوتين غير المتوازن تتراجع بذل أمام تركيا منكسرة أمام حاجتها الملحة وتعود لاستيراد قطع غيار السيارات التركية التي تستوردها روسيا لهذه السيارات من تركيا البلد المصنع للسيارات وقطع غيارها، والحبل على الجرار في التراجعات، وانكسرت المطرقة الروسية والمنجل أمام نسمة هواء من الجانب التركي. وهكذا هي مواقف الرجال. وإن التشبه بالرجال فلاحُ.

 عن صحيفة السياسة الكويتية
0
التعليقات (0)