مقالات مختارة

ومن هما أردوغان وداود أوغلو؟!

أمين بازارجي
1300x600
1300x600
كتب أمين بازارجي: هذا الخبر احتل مكانة في جريدتنا بشكل دائم، يوميا وأسبوعيا حتى مثل نكتة السنة. المهرج الحقيقي لهذه النكتة، كانت وكالة هافينغتون الأمريكية للأنباء. ونحن قمنا فقط بنقل الخبر. هافينغتون ليست مجرد وكالة أنباء وإنما هي واحدة من أكثر وكالات الأنباء تأثيرا على الإعلام العالمي.
 
تم ترتيب "قادة الرأي" الأكثر تأثيرا عالميا..

واحتل الترتيب الرابع واحد منا، هل هو رئيس الجمهورية أردوغان؟ لا، بالتأكيد ليس كذلك، حتى إن أردوغان ليس له مكان في القائمة أصلا. قد تفكرون برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، لكنه ليس هو كذلك. لا تبحثوا عن كليشدار أوغلو وباهتشلي والسياسيين الآخرين، ليس لهم مكان في القائمة.
 
الشخصية الرابعة من تركيا في قائمة "قادة الرأي"، هي أورهانباموك! الأول، كان البابا فرانسيس والرابع كان أورهانباموك.
 
لم أقل كلمة "نكتة السنة" مزاحا. وليست أي نكتة وإنما "نكتة الحمار". أورهانباموك، أهم قائد رأي في تركيا، والرابع على القائمة عالميا ولا يوجد أي تركي آخر في القائمة.
 
هذا ما يطلقون عليه بلغة الموضة مؤخرا، "عملية تغيير الإدراك"!
 
قديما مثل هذه الأمور كان يطلق عليها "طلاء (تلميع) الذهب" أو "النفخ والتضخيم" أو "الدفع من الخلف". فقد أصبحت فعالة جدا بالطبع. لكنهم هذه المرة، أضاعوا أداة القياس تماما، فقط من أجل إضحاك الآخرين.
 
لا أستطيع نسيان هذا الأمر.. كمال درويش بعد أسبوع فقط من قدومه إلى تركيا قامت جريدتنا بوضع صورته وكتبوا تحتها بالخط العريض: "تركيا أحبت هذا الرجل جدا"..

أتذكر في ذلك الوقت، أنني تفاجأت جدا عندما رأيت هذا الخبر "الغريب" في الجريدة.
 
واليوم نحن في الوضعية نفسها...
 
لا يوجد أحد في القائمة يستطيع بكلمة واحدة تحريك القارات وجمع الملايين في الساحات. وإذا قال "احترقت يا أمي، أنقذوني"، فكم شخصا يحركه ذلك الأورهانباموك غير المعروف؟

بالتأكيد طبعا بعدما وقف على قدميه تذكرون ما قال؟ قال: "على هذه الأرض تم ذبح الأرمينيين".. وبالتأكيد فإن لهذه الكلمة الجزاء من الثناء والنفخ.

في الأيام الأخيرة، فإنه تجب متابعة وسائل الإعلام الغربية وبعض وسائل الإعلام التركية التي تدخل في كنفهم ومتابعة أخبارهم بهذه النظرة. انتبهوا! إنهم يقومون بهدم كل شيء وطني ومحلي. ويضخمون الأعمال التي تخدم مصالحهم ويرفعونها نحو السماء.
 
حزب العمال الكردستاني يهدم المساجد والمدارس، لكنهم لا يرون ذلك...
 
التقطوا بسرعة كلمة فيغان يوكسكداغ، عندما قالت بأن "هيلوكبتر الشرطة تقصف المسجد"، ووضعوا هذا الخبر في مقدمة أخبارهم.

يتناسون أن كليشدار أوغلو وباهتشلي، هما من المعارضة ويأخذون من كلماتهما فقط الأشياء التي تضع تركيا في مواقف محرجة.

المسائل التي تحدث أحيانا وتحتاج لمواقف وطنية، يتناسونها ولا يذكرونها بأي شكل.

يلقون بكلماتهم التي تؤدي إلى خروج الأكراد والشعب إلى الشوارع ويهاجمونهم علانية...

لا يتوقفون ولا يشبعون، ويأخذون نتائج هذه الأمور ويلقونها على كاهل الحكومة ومن ثم يتهمونها بأنها هي السبب في كل ما يحدث.
 
ليلحق الضرر بهذه الدولة وليحصل ما يحصل...
 
أحيانا يقومون بتعرية كلمات متحدث بشار الأسد. وأحيانا يرفعون أعلامهم لأوباما. وإذا لزم الأمر، وقفوا جنودا في صف بوتين.

طبعا، هؤلاء يأخذون كل هذه الزخارف ويغلفونها ويضعونها أمام المواطن. قلت لكم بلغة الموضة إنهم يحاولون القيام "بعملية تغيير الإدراك". الأكاديمي منهم، ليس أكاديميا، والصحفي منهم أبعد ما يكون عن صفة الصحفي!
 
لكن هذا لا يحدث الآن...

وبلغة العامة، فإن هذا الحديث "لا ينطلي" على الناس.. وهم أيضا يرفضونه رفضا قاطعا. انظروا، لقد بدأنا نرى هذا في حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية. كليشدار أوغلو وباهتشلي ومجموعاتهم الموجودة في مجلس الشعب، جميعها دعمت أردوغان وحكومته خلال التوتر الحاصل بين تركيا وروسيا.
 
ولو حاولوا أن يجعلوا من أورهانباموك رابع قائد للرأي في العالم ووضعوه أمام الشعب، فهل عمليات تغيير الإدراك هذه ستؤتي أكلها مع الشعب؟

لا، أبدا حتى إنها ستكون مضحكة للغاية.
 
كذب، تشويه، تحريض!... إلى متى؟

(عن صحيفة "أكشام" التركية- ترجمة خاصة لـ"عربي21")
0
التعليقات (0)