مقالات مختارة

كيف فاز حزب العدالة والتنمية؟

أحمد هاكان
1300x600
1300x600
كتب أحمد هاكان: في السابع من حزيران.. شعبنا الذي قام بإعطاء 60 بالمائة من الأصوات للأحزاب المعارضة، قام هذه المرة بالاتجاه لحزب العدالة والتنمية من جديد قائلا للمعارضة: "لقد أعطيناكم 60 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الماضية وكان كل شيء في أيديكم ولكنكم لم تستطيعوا تشكيل حكومة".

* لقد سيطرت الفكرة القائلة إنهم "لم يستطيعوا تشكيل حكومة، كل شيء يتجه للأسوأ، الفوضى تعم كل مكان"، على عواطف شعبنا وأثرت عليه بشكل كبير فقام باختيار العدالة والتنمية.

* الخطاب الوطني لحزب العدالة والتنمية، وفشل حزب الحركة القومية (MHP) في التعبير عن نفسه بشكل صادق وصريح أثّر كثيرا على أصوات الشعب التي انتقلت لصالح العدالة والتنمية.

* وكما جرت العادة، فإن الأصوات المتوقع ذهابها للتحالف بين حزب السعادة وحزب الوحدة الكبرى ذهبت إلى حزب العدالة والتنمية. بالإضافة إلى أن الدعاية الدينية التي روّج لها العدالة والتنمية كانت مؤثرة جداً.

* لجوء حزب العمال الكردستاني إلى أسلوب العنف بعد السابع من حزيران وعدم إعلان حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) عن إدانته لهذا العدوان بشكل حازم وصريح وعدم اعتراضه على هذه الفوضى، أدى إلى رحيل جزء من أصواته إلى صالح حزب العدالة والتنمية.

* أحزاب المعارضة بدت عاجزة وكسولة للغاية أمام نشاط حزب العدالة والتنمية وعمله الدائم، فقد عمل أحمد داود اوغلو مثل النحلة في الوقت الذي كان كل من كمال كلجدار أوغلو وصلاح الدين دميرطاش، ودولت باهشلي نائمين.

* لم يخرج رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان إلى الميادين كما حدث قبل السابع من حزيران، ولم يفتح مواضيع "الأربعمائة نائب" و"نظام الحكم الرئاسي"، وبالتالي فقد استفاد حزب العدالة والتنمية من هذا الأمر بشكل كبير.

* كل من أراد أن لا يخسر عمله ومشاريعه، وكل من كان قلقا من تدهور الأوضاع الاقتصادية أكثر، وكل من ارتعب من ارتفاع الدولار الملحوظ، فقد اختار "الاستقرار" وتمسك به.

* قام حزب العدالة والتنمية بتفعيل آلته الإعلامية الضخمة بشكل خال من العيوب، وبطريقة مثالية، وبهذا اتجه الشعب إلى اختيار من أثر فيه، واختار حزب العدالة والتنمية.

* لا أردوغان ولا أحمد داود أوغلو كان يتوقع ما حصل.

هل أقول لكم شيئاً؟ بصراحة لم ينتظر أحد أن يحصل حزب العدالة والتنمية على هذه النسبة؛ لا أردوغان ولا داود أوغلو، ولا الباحثون والمحللون، ولا الإعلام والصحافة، ولا حتى أنصار العدالة والتنمية. الكل كان ينتظر نسبة لا تتجاوز الـ43 بالمائة وربما الـ44 بالمائة، وكان الكثيرون يشككون في قدرة العدالة والتنمية على الحصول على عدد من الأصوات يؤهلها لإنشاء حكومة بمفردها. ولم ينتظر أحد حصولها على نسبة 50 بالمائة.

* ماذا يمكن أن يحدث الآن؟

- يمكننا أن ننتظر إعادة فتح ملف نظام الحكم الرئاسي من جديد.

- ننتظر أن يعود أحمد داود أوغلو واثقاً من نفسه بشكل أكبر كقائد لهذا الميدان.

- ننتظر صدمة وكوارث في حزب الحركة القومية (MHP).

- ننتظر اختلافات داخلية في حزب الشعوب الديمقراطي (HDP).

- ننتظر رياح التغيير التي ستهب داخل حزب الشعب الجمهوري (CHP).

* هناك تغييرات جذرية..

من الآن فصاعداً، أعتقد أنه سيكون هناك تغييرات حاسمة، فأنا أتوقع أن:

- أن يخرج رئيس حزب الحركة القومية (MHP) دولت باهشتلي ويقول: "أنا لم أنجح"، ثم يعلن استقالته.

- أن يخرج رئيس حزب الشعب الجمهوري (CHP) كمال كلجدار أوغلو ويقول: "إنني لا استطيع رفع عدد الأصوات لهذا الحزب"، ثم يعلن استقالته.

- أن يخرج كل من رئيسي حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) دميرطاش ويوكسك داغ ويقولا: "نحن خسرنا الأصوات التي كسبناها من قبل".. ثم يتركا هذه اللعبة.

* باختصار: على الفاشلين الذهاب وعلى الناجحين البقاء في الميدان..

الفائزون هم:

- أحمد داود أوغلو.

- رجب طيب أردوغان.

- عاطفة "الاستقرار".

- منظومة الدولة.

الخاسرون هم:

- دولت باهشتلي.

- دميرطاش ويوكسك داغ.

- كمال كلجدار أوغلو.

- شركات الأبحاث والتوقعات.

(عن صحيفة "حريت" التركية- ترجمة خاصة لـ"عربي21")
التعليقات (0)