سياسة عربية

نشاط واسع لجماعة "شهود يهوه" المسيحية بين لاجئي ألمانيا

بعض المنشورات التي توزعها الجماعة باللغة العربية على اللاجئين
بعض المنشورات التي توزعها الجماعة باللغة العربية على اللاجئين
"كنا خمسة شباب نجلس في حديقة مركز تجمع اللاجئين في كولن عندما جاء رجل ألماني من بعيد تبدو عليه حلة أنيقة، تقدم نحونا وتحدث بعربية لا بأس بها مع إنكليزية ركيكة ليعرف من أين نحن، وكم مضى على مكوثنا في ألمانيا، حتى سرقنا الحديث واستمر ما يزيد عن الساعة".

هكذا استهل مازن حديثه مع "عربي21"، حول نشاط مجموعات تبشيرية بين اللاجئين في ألمانيا، متابعا حديثه عن ذلك الرجل: "عندما قام يودعنا أهدى إلينا بعض الكتب، وطلب منا قراءتها، ووعدنا بأن يأتي مرة أخرى لمقابلتنا، لكنه ما إن انصرف حتى وجدنا أن الكتب مطبوعة باللغة العربية، وهي كتب تبشيرية تتحدث عن جماعة تسمى "شهود يهوه".

ويقول مازن إنه عندما استلم هذه المنشورات والكتب ظن في البداية أنها كتب تعود لجماعات يهودية، نظرا للعبارات التي تطرقت لها والصور التي حملتها، لكن أشد ما تفاجأ به أنها كتبت بلغة عربية متينة. وعندما قام بعرضها على أحد أصدقائه، أخبره أن هذه المنشورات هي لجماعة "شهود يهوه" المسيحية، وهي ليست المرة الأولى التي تقوم هذه الجماعات بزيارة مراكز تجمع اللاجئين، حيث ترى أن بعضهم قد ينجذب لها ولأسلوبها فعلا.

وجماعة "شهود يهوه" هي إحدى طوائف المسيحية، لكنها لا تعترف بالطوائف الأخرى، كما أن الطوائف الأخرى من المسيحية لا تعترف بها؛ لأن أتباعها لا يؤمنون بألوهية المسيح، وقد جاء اسم يهوه عندهم من الله. ويتميزون أيضا عن باقي الطوائف المسيحية بأنهم لا يؤمنون بالصليب، ولا بأن المسيح قد صلب، بل إنه مات فوق عمود خشبي، ومن أجل هذا لا يعلقون الصلبان على صدورهم، ولا يرفعونه في تجمعاتهم، وهم أيضا لا يرفعون التماثيل حتى لا يتشبهوا بقوم موسى.

وبحسب ما يروي لاجئون، فإنهم يتميزون بأخلاق رفيعة جدا، وكل أحاديثهم تدور عن الحب والإخاء، ويرفضون أن يؤذوا أحدا، حتى إنهم لا يجبرون أحدا على اعتناق مذهبهم، ويبتعدون عن السياسة بشكل مطلق.

وتنتشر هذه الجماعات بشكل خاص في ألمانيا والنمسا، وازداد نشاطها في الفترة الأخيرة مع قدوم أعداد كبيرة من اللاجئين. ولا يقتصر الأمر على اللاجئين السوريين، بل يتحدثون أيضا إلى الألبان والأفغان والصرب، حيث يقدمون الكتب لكل هؤلاء بحسب لغتهم.

ويقول هشام الذي يقيم في ولاية ميونخ، حول تجربته مع هذه الجماعة: "نعيش كشبان في منزل مشترك أعطتنا إياه الحكومة الألمانية، وفي يوم من الأيام طرق بابنا شابان من هذه الجماعة، وعرفا عن نفسيهما وسمحنا لهما بالدخول، وبتنا نتناقش في الأمور الحياتية، وصارا يتحدثان عن الحب والحياة والسلام ورفضهم الحروب والشر والمجاعات، وعملهم الدؤوب للرقي بالإنسان، وعن كرههم المطلق للسياسة التي لم تجلب إلا الخراب".

ويضيف لـ"عربي21": "في الحقيقة أعجبنا كثيرا بمنطقهم، حتى أننا تفاجأنا بكونهم يتحدثون العربية، وإن كانت بشكل ركيك. وقبل أن يهموا بالذهاب، سألونا: "هل تعرفون شيئا عن المسيحية وعن شهود يهوه"؟، كانت المفاجأة كبيرة لنا وأحرجنا من الإجابة وقلنا: "لم نسمع بهذه الجماعة"، فأعطونا بعض الكتيبات والمنشورات وأخبرونا أنهم سيترددون علينا في المرات القادمة لأخذنا إلى ندواتهم التي تقام عادة في القاعات الكبيرة أو الصالات الرياضية، وسيؤمنون لنا ما نحتاج ليومنا".

يتابع هشام: "في الحقيقة حاولنا التهرب منهم، وتذرعنا بحجج كثيرة رفضا للذهاب، حتى نسوا أمرنا فعلا".

لكن هشام يلفتالقول إلى أن "صديقا لي، وهو أستاذ في التاريخ، بات يتابعهم ويتردد على جلساتهم، وهم كانوا يعلون من شأنه بشكل كبير، حتى باتوا ينصبونه ليلقي الكلمات الافتتاحية في جلساتهم ويصغون لحديثه بشكل كبير، وكان يتحدث عن أخلاقهم وسموهم وعن إعجابه بهم، ومرت الأشهر حتى تفاجأت بأن هذا الصديق حول معتقداته فعلا إلى مذهبهم، وبات جزءا من مجموعتهم"، بحسب قول هشام.

ولا يقتصر حضور هذه الجماعات على مراكز تجمع أو بيوت اللاجئين، فقد يصادفك أحد منهم في الحافلات العامة، حيث يروي حمزة عن جلوسه وزوجته المحجبة ذات يوم في إحدى الحافلات في مدينة كالسروه في ألمانيا، وكانت أمامهم عجوز ألمانية، عرفت عن نفسها بأنها تابعة لهذه الجماعة وترغب بزيارتهم في بيتهم لتعرفهم عنها أكثر، لكنهم في ذلك الوقت لم يكونوا يملكون عنوانا خاصا للسكن، فلم تأت هذه المرأة إليهم.

يرى الكثيرون ممن صادفوا أو قابلوا هذه الجماعة، أنها جماعة ودودة جدا، وأن قرار اتباعهم يكون نابعا من الشخص نفسه. ويضيف آخرون أن التعدد الديني والثقافي في ألمانيا يفرض على الجميع أن يتقبلوا كافة الجماعات، وأن هؤلاء يمارسون حريتهم الدينية كغيرهم من الجماعات ما داموا لا يؤذون أحدا. لكن تصر فئة أخرى، ومن بينهم مسيحيون، على اتهام هذه الجماعة باستغلال "الفئات الضعيفة" لتنشر معتقداتها بينهم.
التعليقات (18)
فراس
الأحد، 24-02-2019 01:18 ص
لو طلبت بيت او عمل حتى ان تتزوج لكانوا قدموا كل هذا لاي شخص يود الانضمام اليهم ولكن السؤال لماذا كل هذا الدعم ما هو المطلوب من بعد الانضمام من هذا الشخص؟ هم منظمة قوية ماديا وسياسيا وليس فقط في المانيا انما في اغلب البلدان الاوروبية وانما هي ممنوعة في سوريا او لبنان، الحوار معهم هو حوار عادي ولكن ان لم يؤدي الى هدف يحولون مرة اخرى، انا تجربتي معهم انتهت من اول لقاء كونهم لم يستطيعوا بالاجابة على العديد من الأسئلة طبعا هذا بامور الدين فكيف بالحياة الاجتماعية فهم يرفضون التبرع بالدم او اخد الدم من الاخرين في حالة الاسعاف او اجراء العملية الجراحية، قالوا لي نساعدك قلت لهم مثلي كمثل كل اللاجيئن بالنهاية سوف نعمل وكلن حسب دينه وعلاقته مع الله.
Safa gazal
الثلاثاء، 02-10-2018 02:58 م
هل معتقداهم صحيحة وقريبة من الإسلام وهل لديهم عقيدة قوية
بادي
الثلاثاء، 12-06-2018 10:30 ص
طلب للأنضمام
بادي
الإثنين، 04-06-2018 05:30 م
الانضمام لشهود يهوه
Badi assaf
الإثنين، 04-06-2018 11:44 ص
الأنضمام لشهود يهوه مكان الاقامة سار بروكن