ملفات وتقارير

مدارس حلب.. من أبنية قائمة إلى ملاجئ تحت الأرض

مدرّس بحلب: القصف الروسي يستهدف المدارس وسط تقاعس دولي وصمت عربي - أرشيفية
مدرّس بحلب: القصف الروسي يستهدف المدارس وسط تقاعس دولي وصمت عربي - أرشيفية
أصدرت مديرية التربية والتعليم في مدينة حلب السورية المحررة، قرارا إداريا بإيقاف الدوام في المباني الحكومية للمدارس، ونقل الطلاب إلى مدارس ميدانية آمنة، حرصا على سلامة المعلمين والطلاب من قصف الطائرات الروسية والأسدية.

ووفقا لما جاء في القرار الصادر بالتنسيق مع جهات تربوية وثورية وقضائية، ومنظمات ومؤسسات تعليمية؛ فقد تقرر إيقاف الدوام في المباني الحكومية للمدارس في مدينة حلب خلال العام الدراسي 2015- 2016، باستثناء الأقبية والطوابق المدشمة الجدران، بشرط عدم تجميع الطلاب في باحة المدرسة لأي سبب كان، وعدم السماح لهم باللعب في الباحة أثناء الفرص أو دروس الرياضة، إضافة إلى نقل الطلاب من المدارس غير الآمنة إلى أقبية أو ملاجئ أو مدارس ميدانية آمنة لمتابعة دراستهم.

وقال رئيس الحكومة المؤقتة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، إن "القرار الصادر عن وزارة التربية قرار صائب، كونه يسعى للحفاظ على أرواح الأطفال الأبرياء من قصف طائرات الأسد والقوات الروسية، إضافة إلى الحفاظ على الكادر التدريسي الذي دفع أعضاؤه العديد من الأرواح أثناء تدريسهم للتلاميذ".

وأضاف لـ"عربي21": "أنا على تواصل مستمر مع الوزارة لمعرفة آخر المستجدات على الساحة الميدانية للتصرف على ضوئها، باعتبار أن القرار مؤقت وليس دائما".

استهداف المدارس

وقال المعلم في مدارس المناطق المحررة، عمار العامري، إن "النظام يستهدف كل شيء، ويقضي على كل ما هو كائن طبيعي، فهو يستهدف البشر والشجر والحجر، وخاصة المدارس والبيوت والأسواق".

وأضاف لـ"عربي21": "هذا قبل الاحتلال الروسي للأرض السورية، أما بعده فقد استهدف الطيران الروسي المدارس ودور التعليم، وسط تقاعس دولي وصمت عربي مقيت".

وأكد أن "كافة المدارس لا يوجد فيها أقبية، ويواجه طلبة المدارس فيها خطر الموت، خاصة أن أغلب المدارس تقوم في مناطق عشوائيات".

وذهب العامري إلى أن "المشكلة ليست منحصرة في ضراوة القصف الهمجي من قبل العدوان الروسي والأسدي، فهذا العدوان قائم منذ بداية الثورة، والأهالي تعودوا على تدشيم الصفوف بأكياس رمل، لكن المشكلة في قلة دعم المنظمات للعملية التعليمية"، مشيرا إلى "تقليص رواتب المعلمين، حيث كان المعلم يتقاضى 150 دولارا أمريكيا، لينخفض راتبه هذا العام إلى 100 دولار".
 
وقال الناشط الإعلامي في حلب، عمر عرب، لـ"عربي21" إن "هذا القرار لم يؤثر على إقبال الطلبة على المدارس، رغم وجود الطيران في سماء المدينة، بل إنه على العكس؛ يلاحظ دوام الطلاب بالمدارس كالمعتاد، وتواجدهم في الباحات، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المعلمين".

يشار إلى أن عدد الطلبة في حلب بلغ هذا العام حوالي 40 ألفا، وتتوفر في المدينة حوالي 140 مدرسة، بين مدارس أهلية وجوامع ومدارس حكومية، على الرغم من قلة الدعم المقدم من قبل المنظمات، كون أغلبها ليس لديها ميزانية، بالإضافة إلى أن مديرية التربية تعاني من نقص في التمويل، وفقا لعدد من المدرسين.

التعليقات (0)

خبر عاجل