صحافة دولية

إندبندنت: أب سوري لاجئ رفض الحرية وينتظر عائلته

إندبندنت: سلطات الهجرة ليست لديها القدرات لمتابعة الحالات المفقودة - أ ف ب
إندبندنت: سلطات الهجرة ليست لديها القدرات لمتابعة الحالات المفقودة - أ ف ب
يروي مراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية روبرت صمويلز، قصة السوري يوسف مجيد، حيث كان القطار جاهزا لنقله إلى المكان الذي يشعر فيه بالأمان، لكنه لم يعد مهتما بالبحث عن ملجأ. 

ويشير التقرير إلى أن كل ما كان يفعله مجيد هو انتظار عائلته التي اختفت، ويجلس طوال الوقت في محطة القطار في بلدة كليتاي في العاصمة الهنغارية بودابست، ويلف حول لحيته البيضاء كوفية، وإلى جانبه كيس من التفاح، لكنه لم يستطع دفع نفسه لأكل واحدة منه. 

وتقول الصحيفة إن قصة مجيد بدأت من سوريا، التي غادرها مع عائلته المكونة من خمسة أفراد، وفقد منهم حتى الآن ثلاثة. وظلت القطارات من النمسا إلى هنغاريا تصل وتغادر محملة باللاجئين الحالمين بالذهاب إلى ألمانيا، لكنه قرر ألا يركب أيا منها.

وينقل عنه الكاتب قوله: "أحيانا أشعر بالبرد، وأتساءل إن كان أفراد عائلتي يشعرون بالبرد، وأشعر بالنار تحترق في داخلي". ويضيف مجيد إنه لم يستطع العثور على زوجته وابنته الوحيدة وعمرها 13 عاما، وابنه الأصغر وعمره 5 سنوات.

ويذكر التقرير أن صديقا طرق قبل أسبوعين باب بيت مجيد وحذره، وهو ما أعطاه تنبيها بأنه أصبح وعائلته في خطر من النظام السوري، فقد أصبحت الهجمات على المدنيين عادية في سوريا. وعندها قرر مغادرة العاصمة مع عائلته. 

ويقول للصحيفة: "كيف أبدأ حياتي دونهم، أشعر بالخجل". وأصبح مجيد واحدا من اللاجئين الذي يحتمون تحت الممر الأرضي المؤدي للمحطة . 

ويلفت صمويلز  إلى أن محاولات المتطوعين جلب نوع من المرح على اللاجئين لم تغير من بؤسهم، حيث أحضر هؤلاء المتطوعون موسيقيين وأقلام تلوين ليرسم الأطفال أحلامهم.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن من بين الوجوه أؤلئك الذين تغيرت أحلامهم. وأصبح همهم العثور على عائلاتهم، التي افترقوا عنها بعد أن خدعهم المهربون، أو عندما هربوا من الشرطة الشرسة التي كانت تلاحقهم..

وتبين الصحيقة أن هناك من غادروا أرض المجهول إلى واقع مجهول. وفي كل مرة يصل فيها قطار، عليهم الاختيار بين حريتهم أو عائلاتهم المفقودة، بين البقاء أو مواصلة الرحيل.

ويورد الكاتب أن الشرطة على الحدود لا تعرف عدد العائلات التي افترق أفرادها عن بعضهم البعض. ولم يكشفوا أيضا عن الجهود التي فعلوها من أجل لم شمل العائلات. 

وينقل التقرير عن مسؤولة في قسم مساعدة اللاحئين، قولها: "لا نعرف أين ذهبوا"، مشيرة إلى أن سلطات الهجرة ليست لديها القدرات لمتابعة الحالات المفقودة؛ بسبب ضخامة عدد اللاجئين.

وتنوه الصحيفة إلى أن قصة مجيد قد انتهت نهاية سعيدة، فبعد أربعة أيام من فقده عائلته، قرأت متطوعة في محطة "كليتاي" اسمها لبنى الجابي، على صفحة "فيس بوك" إعلانا تحت صورة مجيد. وقالت: "أنا في محطة غايور مع عائلته"، وكتبت قائلة أنا مع ابنته كاثرين وابنه جودي. 

وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الجابي ذهبت لمجيد وأرته صور ابنيه، وقال: "شكرا للجميع" وفي ذلك المساء اشترى المتطوعون له تذكرة، وفي هذه المرة اختار مجيد الحرية، وركب القطار.
التعليقات (0)