سياسة عربية

أوامر أمريكية بتسليم "الحشد الشعبي" بعض مواقعه لمتدربين جدد

قاعدة الحبانية المجاورة لمدينة الخالدية - انترنتية
قاعدة الحبانية المجاورة لمدينة الخالدية - انترنتية
نفى القيادي في صحوة الخالدية، مظهر الدليمي، صحة الأنباء التي تحدثت عن انسحاب قوات الحشد الشعبي من المدينة، وأكدّ أنّها مجرد عملية تسليم بعض مواقعهم لمقاتلين أنهوا دورتهم التدريبية مؤخرا على يد المستشارين الأمريكيين الموجودين في قاعدة الحبانية المجاورة للمدينة.

ويأتي نفي الدليمي لـ "عربي21"، في الوقت الذي أشارت أنباء صحفية منشورة إلى انسحاب فصائل الحشد الشعبي من مدينة الخالدية التي تشهد حضورا واسعا لكتائب حزب الله والشهيد الأول، منذ سقوط مدينة الرمادي بيد تنظيم الدولة في منتصف أيار/ مايو الماضي.

وأكدّ الدليمي لـ "عربي 21"، أنّ الحشد الشعبي، وبناء على أوامر أمريكية، سلّم بعض مواقعه في جبهتي الصديقية وأبو فليس لقوة مكونة من 125 مقاتلا، يرافقهم عدد من الضباط الأمريكيين، فيما تقوم مروحيات الأباتشي الأمريكية بحمايتهم.

وردا على سؤال عن العلاقات بين الحشد الشعبي والأمريكيين في المنطقة، يقول الدليمي: "لا يعترض الأمريكيون على وجود الحشد الشعبي، وقتاله إلى جانبنا، لكنّهم يريدون أنْ يكون القتال تحت قيادة القوات الأمنية العراقية، وهو أمرٌ لا يروق كثيرا لقيادات الحشد الشعبي التي باتت هي صاحبة القرار في الخالدية"، على حدّ قوله.

من جانبه قال القيادي في كتائب حزب الله، المقدم أبو حسنين، "قرار خروجنا من المدينة هو قرارنا نحن، ولا صحة للأنباء التي تحدثت عن خروجنا من المدينة، لكنّنا سلمنا بعض النقاط لقوات عراقية جديدة جاءت إلى المنطقة، وهو أمر روتيني في السياقات العسكرية".

وأضاف: "نحن لا نقبل بقرارات يفرضها مستشار أمريكي، أو غيره، نحن كما قال الحاج هادي العامري في أكثر من مناسبة، نرى أن الأمريكيين يسعون إلى تقسيم العراق عن طريق دعم قوة سنيّة تسمى الصحوات، فيما لا يقدمون لنا الدعم ونحن نقاتل داعش منذ أكثر من عام".

وتعدّ مدينة الخالدية، آخر معاقل الحكومة العراقية المأهولة بالسكان بين مدينتي الفلوجة والرمادي؛ حيث يفرض تنظيم الدولية سيطرته عليهما، وعلى مقربة من المدينة يقع معسكر الحبانية الذي يشهد برنامجا تدريبيا لمتطوعين من الأنبار يتم تدريبهم من قبل مستشارين أمريكيين لقتال تنظيم الدولة، "وهو البرنامج الذي واجه معوقات عديدة تجعله أقرب إلى الفشل منه إلى النجاح، من بينها أن البرنامج مقرر له أن يضمن تدريب 11 ألف متطوع، لكنّه حتى الآن لم يستطع تخريج أكثر من دفعة واحدة مكونة من 125 مقاتلا فقط، فهل هذه هي المفاجأة التي وعدتنا بها قيادات في التحالف الدولي لمعركة الأنبار؟"، كما يتساءل القيادي في صحوة الخالدية.

وفي ختام حديثه، يروي الدليمي لـ "عربي 21"، تنصل قيادات في الحشد الشعبي للمبادئ والشروط التي تمّ على أساسها الموافقة على دخول قوات الحشد الشعبي إلى مدينة الخالدية بعد سقوط مدينة الرمادي في منتصف أيار/مايو، والانهيار الذي حدث حينها في صفوف القوات الأمنية، والصحوات والشرطة: "كنّا اشترطنا أن يكونوا مقاتلين تحت قيادة القيادات الأمنية والعسكرية العراقية، وأن لا يتدخلوا بشؤون المدينة وإدارتها، وأن لا يقوموا بأية نشاطات تستفز مشاعر السكان، لكنّهم على العكس من هذا، بدأوا بسحب السلاح من قياداتنا في الصحوة، وكثيرا ما يستفزون مشاعر السكان، ويهينون كبارهم ووجهائهم، ما دفعهم للمطالبة بإخراج الحشد الشعبي من المدينة، لكنّه حتى الآن يرفض الانسحاب، ونخشى من تطور هذه الخلافات إلى فتنة لا تحمد عقباها ستصب حتما في مصلحة تنظيم الدولة عدونا المشترك"، على حدّ وصفه.
التعليقات (0)