مقالات مختارة

سلاما ياعراق خلايا الفساد النائمة

هاشم العقابي
1300x600
1300x600
كتب هاشم العقابي: سمك الفرق بين الفساد والإرهاب، شعرة. هالكعكة من هالعجين. ظننت مرة أن هناك فرقا لكني شطبته. حسبت في السابق أن الإرهابي يتباهى بجرائمه حد الصوت والصورة أما المفسد فيتستر. 

لكن ظني خاب بعد أن شاهدت بالصوت والصورة نائبة عراقية تفتخر بكل جرأة أنها استفادت وقبضت كوميشنات مثل غيرها من المسؤولين والسياسيين. ثم خرج على الهواء نائب آخر يوزع الرشا على جمع من الفقراء وهو يهددهم بالويل والثبور إن لم ينتخبوا قائمته ائتلافه وخاصة رئيسها. كلاهما اليوم يوجه المتظاهرين ورئيس الحكومة حول كيفية محاربة الفساد والمفسدين!

من أوجه الشبه بين دولة داعش ودولة الفساد في العراق أنهما يعتمدان على خلاياهما النائمة التي تم إعدادها وتدريبها لوقت الضيج. فالخلايا النائمة كما الجيش الاحتياطي الذي يستخدم عندما تلوح علامات الخسارة. لا أجدني بحاجة للحديث عن خلايا الدواعش لأن معارك جيشنا لطردهم كشفت بأنه حين يقترب من تحرير أية مدينة محتلة تخرج لهم تلك الخلايا من الزواغير. اسألوا أي مقاتل عراقي وسيخبركم. اليوم، سأتحدث قليلا عن خلايا الفساد النائمة.

عندما لاحت علامات نهاية صدام بعد "جفصة" احتلال الكويت، وانقلب العلم كله ضده تقريبا تحركت خلاياه النائمة في الخارج. كانوا يقتربون منا، نحن الذين كنا نعارضه، ويبدأون بشتمه وانهم لا يتفقون معه. لكنهم يحاولون اقناعنا بتوجيه أقلامنا صوب الكويت او أمريكا بحجة أن الوطن أهم. حلاوة بجدر مزروف. كذلك عندما لاح موت فرصة حصول المالكي على الثالثة طلّع أتباعه رؤوسهم التي كانت مختبئة في زواغير صفحات التواصل الاجتماعي. أي مقال ننشره ضد الخراب الذي سبّبه للعراق وإجلاسه على الحديدة ماديا، يعزفون على الوتر ذاته: يشتمون المالكي ويقسمون أنهم لا يحبونه. تقية سياسية لم تعبر علينا. ومثل خلايا صدام النائمة يرون أن الواجب يحتم علينا أن نتركه ونركز على العدو الأهم. ومن هو الأهم يا روح أمك؟ يفتح لك غطاء بالوعته الطائفية وتعصبه القومي. وإذا فشل يعود لكشف عورة لسانه البذيء. لا حل إلا بغلق باب بالوعتهم ببلوك فيندحرون خائبين.

اليوم خرج الشعب ضد الفساد من بغداد إلى البصرة. أيضا رجعت نفس القوانة. خرجت خلايا الفساد النائمة من جحورها تشتم الفساد والمفسدين. كقاتل المقتول الذي يمشي بجنازته. كل منهم صار اليوم ضد الفساد. بعضهم يتظاهر ويردح بمبالغة شديدة تفوق صيحات الذين سرقهم أسياده.

خوفي أن هذا الشعب الذي صاح من أعماق قلبه المحروم "باسم الدين باكونة الحرامية" سيخرج قريبا ليصيح: باسم محاربة الفساد سرقوا تظاهراتنا، ولو بوزن ولحن مختلفين.

(صحيفة المدى- 2 أيلول/ سبتمبر 2015)
0
التعليقات (0)