سياسة عربية

أطباء مصر يتحدون "الخارجية" ويرفضون كسر إضراب غانا

استنكرت النقابة محاولة الخارجية المصرية كسر إضراب غانا - أ ف ب
استنكرت النقابة محاولة الخارجية المصرية كسر إضراب غانا - أ ف ب
رفضت نقابة الأطباء المصرية الطلب الذي قدمه وزير الخارجية في حكومة الانقلاب، سامح شكرى إليها، بإرسال 30 طبيبا مصريا من مختلف التخصصات، بصورة عاجلة، إلى دولة غانا، بالتعاون مع وزارة الصحة، لسد عجز مفاجئ في المستشفيات والعيادات، نتيجة إضراب أطباء غانا عن العمل.

وأصدرت النقابة بيانا، الأحد، استنكرت فيه ما وصفته بـ "دور وزارة الخارجية في محاولة كسر الإضراب"، مضيفة أن حل مشكلات الإضراب يجب أن يكون بسرعة التفاوض مع الأطباء المضربين، وليس بالعمل على استبدال كاسري الإضراب من بلد خارجية عن المضربين.

وشددت النقابة في بيانها على أن إضراب الأطباء حق مكفول، وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية كافة. وطالبت أعضاءها بعدم الاستجابة لأي مغريات مادية تؤدي بهم إلى الانزلاق للقيام بدور "كاسري الإضراب"، وفق وصفها.

وكان المسؤولون في غانا قالوا إنهم لم يجدوا حلا لأزمة إضراب الأطباء الغانيين، سوى الاستعانة ب"الصديق المصري" لمواجهة العجز في الأطقم الطبية بعدد من المستشفيات، إذ أرسلت غانا طلبا لوزارة الخارجية لإمدادها بأطباء مصريين.

وبالفعل وجه سامح شكرى، وزير الخارجية المصري، الخميس الماضي، تعليمات بقيام "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية"، التابعة لوزارة الخارجية المصرية، بتمويل إرسال 30 طبيبا من مختلف التخصصات، بصورة عاجلة إلى غانا، لسد العجز المفاجئ نتيجة إضراب الأطباء هناك.

لكن المفاجأة التي لم يتوقعها الجانب الغاني، ولا الخارجية المصرية، بحسب تعبير جريدة "المصري اليوم"، الإثنين، كانت احتجاج نقابة الأطباء المصريين على إرسال أطباء إلى غانا، إذ أعلنت، الأحد، تضامنها مع إضراب الأطباء في غانا.

ولم تكتف النقابة برفض إرسال الأطباء إلى غانا، بل استنكرت ما وصفته بـ "دور وزارة الخارجية المصرية في محاولة كسر الإضراب"، بإرسالها بالتعاون مع وزارة الصحة نحو 30 طبيبا مصريا لسد العجز في مستشفيات غانا بسبب إضراب الأطباء فيها.

وقالت النقابة -في بيانها-: "ومع كامل التقدير والحب للشعب الغاني، فحل مشكلات إضراب الأطباء في دولتهم يجب أن يكون بسرعة التفاوض مع الأطباء المضربين".

ومن جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد، بأنه "نظرا لتدهور أوضاع المرضى والمصابين في المستشفيات والعيادات الغانية نتيجة طول فترة الإضراب، كان طبيعيا أن يستجيب وزير الخارجية المصري لطلب شقيقه الغاني على الفور بإيفاد أطباء مصريين بصورة عاجلة، وهو ما يعكس عمق وصلابة العلاقات بين البلدين، ويؤكد التزام مصر الدائم بالوقوف إلى جوار الدول الشقيقة في القارة الأفريقية، وفق قوله.

وقدم أبوزيد الشكر باسم وزارة الخارجية إلى وزارة الصحة والسكان المصرية، لتجاوبها "السريع" مع المطلب الغاني، من خلال توفير العدد المطلوب من الأطباء الذين رحبوا على الفور بالإسهام في تلك المهمة النبيلة"، وفق قوله.

وقال مراقبون إن رفض نقابة الأطباء الاستجابة لطلب وزارة الخارجية، واستعانة الأخيرة بوزارة الصحة، في توفير الأطباء، استجابة للطلب الغاني، قد أدى إلى توتر شديد في العلاقات بين الجانبين، مستبعدين في الوقت نفسه اتخاذ النقابة قرارا بمنع هؤلاء الأطباء من السفر، بحكم أن ولايتها على أعضائها معنوية في المقام الأول، وأن قرارها في هذا الصدد، بمنع السفر إلى غانا، أدبي، وغير ملزم، لأنه يحتاج إلى التصديق عليه من قبل الجمعية العمومية.
التعليقات (0)