حقوق وحريات

ابنة الداعية المعتقل خالد صقر: قتل بطيء للمعتقلين في العقرب

حذرت العائلات في الفترة الأخيرة من قتل بطيء يواجه معتقلي سجن العقرب - أرشيفية
حذرت العائلات في الفترة الأخيرة من قتل بطيء يواجه معتقلي سجن العقرب - أرشيفية
"فقط في مصر وفي سجن العقرب من يقف على التفتيش يرى أن سمكة واحدة كثيرة على المعتقل ولا يستحق أن يأكلها ويصر على أن يقسمها لنصفين، فقط في العقرب تذهب لترى أباك أو أخاك أو زوجك فتجده قد طال شعره ووزنه قد قلّ أكثر من 30 كيلو مع إهمال طبي مريع".

بهذه الكلمات استهلت ابنة الداعية وعضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في مصر، خالد صقر، وصفها لزيارتها لأبيها في محبسه بسجن العقرب، حيث يعتقل منذ عامين بعد عودته من إسطنبول. وقد وجهت له تهمة حيازة منشورات قالت السلطات الأمنية إنها تحرض على مقاطعة الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور.

ووصفت بنته حبيبة، عبر صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، معاناة الأهالي وذوي المعتقلين خلال زياراتهم لمعتقليهم في سجن العقرب، كما تطرقت إلى الوضع الصحي المتردي للمعتقلين، عقب منع الزيارات لمدة أربعة أشهر متواصلة.

وقالت حبيبة صقر: "فقط في مصر، فقط في دولة القانون، فقط في العقرب، عادي جدا أن يتم التجديد للمعتقل 45 يوما لمدة سنة أو سنتين، على اعتبار أن النيابة والقضاء (لا زالا ينظران) بالقضية، وهذا عادي جدا في هذه الدولة".

وأردفت: "عادي جدا أن سجنا بأكمله تمنع عنه زيارة الأهالي تماما لأربعة أشهر، ويمنع إدخال أي طعام أو دواء حتى في شهر رمضان منعت الزيارات".

وعن معاناة الأهالي، قالت حبيبة: "عادي جدا أن الأهالي يكون منتهى أملهم فقط، أنهم يطمئنون أن هناك أحدا رأى ابنهم ويطمئنهم أنه بخير، عادي جدا أن الأهالي يقفون في طابور بالساعات، ومعظمهم قد سافر من محافظات مختلفة، وينتظر من قبل الفجر وأحيانا من الساعة الواحدة مساء اليوم الذي يسبق الزيارة، أمام باب السجن وهم ونصيبهم، ممكن بعد كل هذا أن يدخلوا الساعة 12 ظهرا، قبلها أو بعدها، وممكن الضباط يتحججون بأي حجة في التصريح ويمنعهموهم من الدخول. كل هذا كي يتكرموا في النهاية ويسمحوا للأهالي بزيارة فقط لمدة دقيقتين".

وأضافت: "عادي جدا أنك لا تستطيع رؤية قريبك المعتقل غير مرة واحدة كل شهر لمدة دقيقتين، ولو تكرموا عليك تكون ثلاث دقائق".

وفي حديثها عن التضييقات التي تتم خلال إدخال الطعام والدواء للمعتقلين، قالت ابنة الداعية خالد صقر: "عادي جدا أنهم حينما سمحوا أخيرا بإدخال طعام للمعتقلين، كمية الأكل المسموح بها لا تشبع طفلا صغيرا. والطعام يتم إدخاله كله على بعضه في كيس بلاستيكي، وليس في علب أو أواني بلاستيكية مثل البشر لا سمح الله! ناهيك (عن) أن الطعام الذي يقدم لهم هناك سيئ جدا (..) سواء في الكم أو نوعية الطعام نفسها، وهذا أحد أسباب الحالة الصحية السيئة للمعتقلين، فهناك معتقلون نقص وزنهم في الفترة الأخيرة أكثر من 30 كيلو".

وأردفت: "عادي جدا أن الذي يقف على التفتيش يرى أن سمكه واحدة كاملة كثيرة جدا على المعتقل، ويصر أن يقسمها إلى نصفين ويدخل نصف سمكة فقط، وبعد ترجيات من الأهالي يوافق على مضض".

كذلك وصفت حبيبة صقر وضع المعتقلين عقب منع الزيارة لأربعة أشهر، فقالت: "عادي جدا أن تذهب فتجد المعتقل شعره وشنبه طويل بشكل ملفت جدا، لأنهم صادروا منهم أدوات الحلاقة والمقصات وكل تلك الرفاهيات".

وعن الإهمال الطبي الذي يعاني منه المعتقلون، قالت: "عادي جدا أن في موجة الحر الرهيبة هذه يعيش المعتقلون في زنازين مغلقة، مع إهمال طبي مريع وطعام سيئ جدا، مع منع التريض. فإذا رأيت كل ذلك ستفهم لماذا الأهالي يعودون من الزيارة منهارين ومكتئبين مما رأوه من منظر المعتقل وحالة الضعف والإعياء التي هو فيها".

وأضافت: "الذي يحدث بالعقرب باختصار اسمه قتل بطيء إن لم يكن قتلا ممنهجا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، رأينا نبيل المغربي (أقدم سجين سياسي في مصر توفي عن 72 عاما قضى منها 33 عاما في المعتقل وتوفي فيه) ورأينا دكتور فريد إسماعيل والشيخ مرجان وعصام دربالة وغيرهم رحمهم الله (جميعهم ماتوا في معتقل العقرب والروايات الرسمية تحدثت تدهور صحي)".

وقالت: ""حينما يكون المعتقل مريضا وبحاجة للمستشفى ورعاية طبية ويرمونه في الحبس الانفرادي، فماذا نقول حينئذ غير أنه قتل بطيء؟"، لافتة إلى أن "كل من ماتوا هناك حالتهم كانت مترديه جدا قبل موتهم، والمعتقلون الذين معهم كانوا يترجون المسؤولين هناك كي ينقلوهم (إلى) أي مستشفى، ولا حياة لمن تنادي!"، حسب تعبيرها.


التعليقات (0)