قضايا وآراء

نقاط حول حراك مشعل في المنطقة

إبراهيم المدهون
1300x600
1300x600
يلحظ في الآونة الأخيرة نشاط دبلوماسي قوي لحركة حماس، فاليوم سيلتقي السيد خالد مشعل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكان قد التقى بوزير خارجية روسيا السيد سيرغي لافروف في العاصمة القطرية الدوحة، كما تم تذويب جليد العلاقة مع السعودية بعد زيارة مكة أواخر شهر رمضان والالتقاء بالملك وولي العهد، وإن قللت وسائل إعلامية ودبلوماسية من هذه الزيارة إلا أنها تعتبر خطوة للأمام في العلاقة والتشبيك مع النظام العربي الرسمي.

هذا الحراك الكثيف والمتواصل له دلالات واضحة أن المقاومة في فلسطين خرجت من عنق الزجاجة، وثمرات العصف المأكول بدأت تنضج، وأن أي ترتيب في المنطقة لن يتجاوز حماس، كما يدل أن شعبنا له عمق قوي يمكن الاعتماد عليه في رحلة كفاحه الطويلة.

ويوضح أن الحركة تتهيأ لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني أو على الأقل المشاركة الفاعلة بقيادته، وهذا يتطلب منها بعض الاستحقاقات الداخلية على مستوى العلاقة مع المجتمع والقوى الوطنية المختلفة، واستحقاقات خارجية على مستوى تقديم منطق مقبول دوليا وإقليميا وهنا تكمن عبقرية
المرحلة.

من المعروف أن قطر وتركيا وروسيا والسعودية وغيرهم من هذه الدول لا تدعم حماس بالسلاح ولا تستطيع ذلك، إلا أن ثقلهم السياسي وفعاليتهم المؤثرة تمنح حماس اوراق قوة جديدة، واليوم لم يعد الميدان يحتاج فقط سلاح ومواجهات عسكرية، فنحن نخوض حربا شاملة مع الاحتلال ونحتاج لأدوات شاملة، السلاح والاعلام والقانون والموقف السياسي والدعم الإنساني والعلاقات الإقليمية والدولية، وهذا لا تستطيع أن ترعاه دولة واحدة فقط، فالعالم متشابك ومضطرب.

ومن ذكاء حماس أنها حافظت على علاقتها مع الأطراف المختلفة بما فيها حليفها السابق إيران،  فالعلاقة مع إيران لم تصل للقطيعة رغم اشتراط ايران زيارة خالد مشعل الذي لا يمانع بذلك إلا أن توتر المنطقة الملتهب يحول دون ترتيبها في الوقت الحاضر.

تستهدف حماس من وراء هذا النشاط حشد الدعم والتأييد لمشروعها التحرري وذلك عبر استنفار الأمة لدعم القضية الفلسطينية كل بما يستطيع، وفي الوقت نفسه من غير معاداة طرف آخر.

لا شك أن لدى كل قوى من قوى المنطقة مطالب سياسية وأخرى مذهبية،  وهذا ما يحكم المعادلة الصعبة والتي تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية، الأولى عدم الاعتراف بإسرائيل، والثانية التمسك بالسلاح وابعاده عن أي تسوية، والثالثة عدم التورط في صراعات المنطقة المذهبية والجغرافية، وعبقرية حماس في المحافظة على هذه التوازنات الثلاث بإيجاد مساحة تفاهم مع الإقليم المضطرب بعيدة عن مطالبهم ونصائحهم وإغراءاتهم.
التعليقات (0)