سياسة عربية

شبح الاغتيالات يطارد قادة فصائل المعارضة السورية

اغتيالات في المعارضة السورية
اغتيالات في المعارضة السورية
يطارد شبح الاغتيالات عناصر المعارضة السورية المسلحة، وخاصة القادة منهم، وهذا ما جعل تنقلاتهم داخل مناطق سيطرتهم تكون بحذر شديد، وهو ما قوض عملهم ونشر الشكوك بين صفوفهم، فقد تعدت الاتهامات" النظام وتنظيم داعش"  للوقوف وراء هذه الاغتيالات، لتطال فصائل معارضة أيضاً.

وأكثر المناطق التي اغتيل فيها بعض قادة المعارضة ريف دمشق، وتحديداً غوطتها الشرقية، كما وقعت عمليات عدة مماثلة في ريف إدلب، وكانت آخر عمليات الاغتيال، تلك التي وقعت مطلع آب / أغسطس، في محيط بلدة الناصرية في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، والتي اغتيل فيها القائد العسكري لألوية "السيف العمري" المعروف بـ "أبو المغيرة"، إضافة إلى أحد عناصر اللواء، وقبلها محاولة الاغتيال التي تعرض لها القيادي البارز في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، الشيخ "محمد البشش"، آواخر شهر تموز الماضي في الغوطة الشرقية.

توثيقات الإغتيال في الغوطة
الناشط الإعلامي " أبو المجد الشامي" من الغوطة الشرقية، يروي تفاصيل عدة عمليات اغتيال وقعت في منطقته، وقال لـ "عربي 21": "بدأت عمليات الاغتيال منذ عام ونصف، وكانت عن طريق زرع عبوات ناسفة أسفل السيارة، وبالغالب كان المستهدفون من عناصر تابعين للإتحاد الإسلامي لأجناد الشام، ونذكر منهم " الشيخ أبو ياسر القادري، والد أبو محمد الفاتح قائد الاتحاد، والشيخ أبو سليمان طفور، مدير المكتب الشرعي للاتحاد، ومؤخراً " أبو خالد البشش"، أحد أعضاء المكتب الشرعي".

كما يوثق الناشط الإعلامي "محمد حسن المصري" عمليات اغتيال وقعت في ريف دمشق، وقال لـ"عربي21": "بدأت حالات الاغتيال في الغوطة الشرقية بتاريخ 25-6-2012،  وكانت الحادثة الأولى هي اغتيال "الطبيب عدنان وهبي"، عضو الاتحاد الاشتراكي في سوريا، كما اغتيل" أبو عمار خبية" من كتيبة شهداء دوما، وكانت هنالك محاولة لاغتيال رئيس مجلس الشورى السابق سعيد دلوان، المحسوب على جيش الإسلام، وفي بداية العام 2015 اغتيل الشيخ "أبو ثابت الخرقي" وجرح قائد فيلق الرحمن، النقيب "عبد الناصر شمير"، بتفجير انتحاري قام به تنظيم داعش".

اغتيالات إدلب كان أبرزها " قادات أحرار الشام"
أما في إدلب ، فقد شهد شهر تموز الماضي عددا من عمليات ومحاولات اغتيال، طالت قياديين في جبهة النصرة وأحرار الشام، ما أدى إلى مقتل بعضهم وإصابة آخرين بجروح، بينما نجا القيادي في فصيل "فيلق الشام"، مروان النحاس، من محاولة اغتيال، بعد زرع عبوة ناسفة داخل سيارته في مدينة معرة النعمان، ما أدى إلى إصابة ابنه بجروح طفيفة.

وجاءت تلك العملية بعد يوم من محاولة اغتيال "أبو برهان"، الشرعي في جبهة النصرة في بلدة كفرومة بريف إدلب الجنوبي، إثر تفجير عبوة ناسفة داخل سيارته من قبل مجهولين أثناء خروجه من المسجد، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، إضافة إلى استهداف القياديين في جبهة النصرة "جهاد الحسيني" و"أبو عهد" بعبوات ناسفة، دون أن تسفر العملية عن إصابتهما.

ويقول الناشط الإعلامي "أبو محمد الطويل" من ريف إدلب لـ: "عربي21": "بدأت حادثة الاغتيالات في عموم إدلب وريفها منذ سنة تقريباً وازدادت بشكل ملحوظ في الشهرين الماضيين، والفئة المستهدفة قيادات من الفصائل الإسلامية بشكل خاص، وبعض من قيادات الجيش الحر، فقد سجلت أكثر من ثلاث محاولات لاغتيال قادات في الجيش الحر في الآونة الأخيرة".

وأكبر عملية اغتيال وقعت في ريف إدلب، تلك التي طالت قادة حركة أحرار الشام، والتي وقعت في قرية رام حمدان المجاورة لمدينة معرة مصرين بريف إدلب، في أيلول /سبتمبر 2014، وأدت إلى مقتل نحو أربعين من أبرز قادتها، من بينهم قائد الحركة "غسان عبود" المعروف بـ " أبو عبد الله الحموي"، ولم تعرف الجهة التي كانت وراء تنفيذ العملية، إلا أن مصادر أكدت أنها تمت عبر عبوة ناسفة تحوي مواد كيماوية سامة. 

اتهامات 
في الغوطة الشرقية ، تشير أصابع الإتهام في مجملها إلى عملاء نظام الأسد وتنظيم داعش، بالوقوف وراء تنفيذ عمليات الاغتيالات، لكن اتهامات أخرى طالت بعض الفصائل العاملة في الغوطة، وأبرزها " جيش الإسلام"، ويعزو ناشطون ذلك لتفرد " جيش الإسلام" بالقرارات في الغوطة وعدم إيلاء ذلك بشكل فعلي للقضاء الموحد، بحسب ناشطين، فيما يرى " أكرم أبو الفوز" من ريف دمشق، أن "ظاهرة الاغتيالات بدأت منذ عامين تقريباً بعمليات اختطاف، كاختطاف الناشطة رزان زيتونة ورفاقها، وانتهت بعمليات التفخيخ والاغتيالات، وسببها الانفلات الأمني.

في حين يشير " أبو محمد الطويل " إلى أن الهدف من هذه الاغتيالات هو "دب الفتنة بين الفصائل العاملة على الأرض، و تشتيت العناصر بعد التكتلات الكبيرة المشهودة في الآونة الأخيرة، وتشير أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى عملاء نظام الأسد".

بينما يعتبر " أبو أسامة"، القيادي في جبهة النصرة بريف إدلب، أن هذه الاغتيالات " هي سلسلة ممنهجة تقوم بها بعض الخلايا النائمة، بهدف زعزعة أمن واستقرار المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وبهدف إشاعة الفوضى وبث الرعب في صفوف القادة في المعارضة المسلحة وتقييد تحركاتهم".

على اختلاف الطرق التي تنفذ بها عمليات الاغتيال، وتعدد الجهات التي تقف وراء تنفيذ هذه العمليات، إلا أن معظم الناشطين والأهالي، يتفقون على أن السبب الرئيسي لهذه العمليات هو الانفلات الأمني، وعدم وجود جهاز أمن مختص يتعامل بجدية مع جميع التهديدات ويضبط مداخل ومخارج المدن.
التعليقات (0)