صحافة دولية

ستريت جورنال: صفقة واشنطن أنقرة تمهد لمنطقة عازلة شمال سوريا

وول ستريت: يهدف التعاون الأمريكي التركي إلى خلق منطقة خالية من تنظيم الدولة - أ ف ب
وول ستريت: يهدف التعاون الأمريكي التركي إلى خلق منطقة خالية من تنظيم الدولة - أ ف ب
علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها على التعاون التركي الأمريكي، مشيرة إلى أنه يمهد الطريق أمام فرض منطقة حظر جوي شمال سوريا، بحسب المسؤولين الأمريكيين والأتراك. 

وتشير الافتتاحية إلى أنه بحسب الخطوط العريضة للاتفاق، فإنه يجب الاعتماد في النهاية على المعارضة السورية المعتدلة للسيطرة على المنطقة العازلة على الحدود السورية التركية، بحسب المسؤول التركي الذي تحدث الأحد الماضي، وذكر أن تركيا قد تعهدت باستخدام طائرات "إف-16" المقاتلة للمساعدة في القضاء على المجموعات المتطرفة من منطقة عازلة عرضها حوالي 55 ميلا وبعمق 25 ميلا.

وتورد الصحيفة أنه في حال استطاع الثوار السيطرة على المنطقة، فإنه سيتم الدفاع عنها من خلال طيران التحالف، ليسمح بعودة حوالي مليوني لاجئ سوري يعيشون الآن في تركيا إلى سوريا، بحسب المسؤول التركي.

وترى الافتتاحية أن هذه الخطة الناشئة تفتح على أمريكا جبهة جديدة، في حربها ضد تنظيم الدولة قد تضعفها، إن لم تتمكن تركيا وأمريكا من توفير القوات البرية المعتدلة الدعم الذي يلزمهما للحفاظ على المنطقة العازلة. 

وتنقل الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين والأتراك قولهم الأحد الماضي؛ إن المقترح لا يزال تحت التطوير، وتحتاج الدولتان إلى أن تتفقا على تفاصيل مهمة كي يكون الاتفاق ناجحا.

وتنقل الافتتاحية عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله يوم الأحد: "ما نتحدث فيه مع تركيا هو التعاون لدعم شركائنا على الأرض في شمال سوريا، الذين يواجهون تنظيم الدولة، والهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة، ولضمان مستوى أمني أفضل، ولتأمين الاستقرار على حدود تركيا مع سوريا".

وتلفت الافتتاحية إلى أن المسؤولين الأمريكيين يصرون على أن الصفقة لا تعني إقامة منطقة حظر جوي رسمية. ويقولون إن ذلك يحتاج دعما من مجلس الأمن، حيث ستعارض كل من روسيا والصين مثل هذا القرار.

وتظهر الصحيفة أن خطة هذه الاتفاقية خلقت فصلا جديدا متقلبا في الحرب على تنظيم الدولة. ووافقت تركيا على استخدام أمريكا قواعدها لتوجه ضربات لتنظيم الدولة، الأمر الذي قاومته تركيا لفترة طويلة.

وتنوه الافتتاحية إلى أن المسؤولين الأتراك، الذين كانوا يتهمون بمساعدة تنظيم الدولة بالسماح بحرية الحركة للمتطرفين عبر الحدود مع سوريا، قاموا باتخاذ موقف فعال في محاربة التنظيم، حيث قامت طائرات "إف-16" التركية بضرب التنظيم في سوريا منذ الخميس الماضي.

وتوضح الصحيفة أن الجانبين يستفيدان من الصفقة، حيث تستطيع تركيا القول إنها ستقود عملية إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا، كما سعت إلى ذلك كثيرا. وتستطيع الولايات المتحدة أن تفتح جبهة جديدة لحربها على تنظيم الدولة على جزء من الحدود، يعد الشريان الذي يربط تنظيم الدولة ببقية العالم.

وتذكر الافتتاحية أن أمريكا تقوم بتدريب الثوار السوريين في كل من تركيا والأردن، حيث يمكن لحلفائها هؤلاء أداء دور مركزي في المحصلة. ففي الشهر الماضي تم إدخال 50 مقاتلا تم تدريبهم وتجهيزهم من أمريكا لتحديد أهداف للطيران واستدعائه للقيام بضرب تلك الأهداف، بحسب المسؤولين الأتراك والأمريكيين. ويتوقع انضمام المقاتلين للثوار الآخرين الذين يقاتلون تنظيم الدولة.

وتورد الصحيفة أنه يتوقع من الاتفاقية الجديدة أن توفر لقوات الثوار السورية المعتدلة الدعم الجوي ذاته، الذي مكّن القوات الكردية من السيطرة على مناطق في الشمال السوري على الحدود.

وتنقل الافتتاحية عن المسؤول التركي قوله: "هذه إحدى النقاط التي أصررنا عليها خلال العشرة أشهر الأخيرة من التباحث مع زملائنا الأمريكيين، ففي نهاية المطاف فهموا أنه دون هذا الغطاء الجوي فإن برنامج التدريب والتسليح لن يحقق نجاحا".

وتستدرك الصحيفة بأن بطء عملية التدريب يجعل من الصعب الاعتماد على القوات المدعومة أمريكيا القيام بإنشاء مناطق آمنة، في بلد حققت فيه القوات الكردية مكاسب كبيرة ببسط سيطرتها على مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة على الحدود مع تركيا.

وتفيد الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، بأن المسؤولين الأمريكيين قد حذروا رئيس النظام السوري بشار الأسد من اعتراض طائرات التحالف، التي تقوم بغارات في بلاده، وقبل الأسد الوضع. مستدركة بأن دخول تركيا على الخط قد يعقد الترتيبات، حيث قامت كل من تركيا وسوريا بتبادل إسقاط الطائرات في الماضي؛ ما يفرض وضع قواعد صارمة للاشتباك، بينما تحاول أنقرة إسقاط النظام في دمشق.

وتضيف الصحيفة؛ أنه بينما يتم التركيز في الحملة على تنظيم الدولة، فإن أمريكا وتركيا تأملان أن تشكل هذه المرحلة من الحملة ضغطا على الأسد. وقد قام الأسد الأحد الماضي بالاعتراف بأنه فقد السيطرة على أجزاء من البلاد؛ لأن جيشه فقد الكثير من عناصره، وكان هذا اعترافا صريحا غير عادي.

وتبين الافتتاحية أن تركيا وأمريكا تعتمدان في إجراءاتهما على المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، الفقرة المتعلقة بالدفاع عن النفس بصورة فردية أو جماعية، وعلى قرارين لمجلس الأمن ومن التحالف الذي يضم 60 دولة ضد تنظيم الدولة. وقد قال المسؤول التركي: "يجب ألا ينظر إلى هذا الاتفاق على أنه هجوم، ولكن يجب أن ينظر إليه كونه دفاعا مشروعا عن النفس".

وتذكر الصحيفة أن تركيا طلبت الأحد الماضي اجتماعا مع حلفائها في الناتو، ويتوقع أن يتم الاجتماع يوم الثلاثاء لمناقشة حملة أنقرة العسكرية، وقال نائب رئيس الوزراء التركي، بولند ارينس إن الخطة لا تتضمن غزوا بريا لحد الآن.

وتشير الافتتاحية إلى أن تركيا قامت أيضا بشن حملة كبيرة وغارات جوية ضد حزب العمال الكردستاني المحظور (بي كي كي)، الذي يعد حليفا للشق السوري من الأكراد، وهم متحالفون مع أمريكا.

وتقول الصحيفة إن أنقرة قامت بشن غارات على جبهتين، وينكر المسؤولون الأتراك والأمريكيون أن تكون هناك علاقة بين العملية ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة، وقالت واشنطن إنها تدعم تركيا في حربها على حزب العمال الكردستاني، ولكنها لم تفسر ما يعنيه هذا بالنسبة لوحدات الحماية الكردية في سوريا (واي بي جي). 

وتورد الافتتاحية ما قاله المسؤول التركي: "لدينا وجهة نظر مغايرة للولايات المتحدة فيما يتعلق بكل من الـ (بي كي كي) وعلاقاته مع (واي بي جي)"، مبينا أن العديد من مقاتلي (بي كي كي) قد غيروا زيهم الرسمي ليقاتلوا إلى جانب حليفهم في سوريا، وقال إن هؤلاء المقاتلين ستوجه إليهم تهم بارتكاب جرائم بغض النظر عن انتماءاتهم، إن هم ارتكبو أي جرائم في تركيا.

وتختم "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها بالإشارة إلى قول المسؤول التركي: "قد تكون هناك إشكالية لدى أمريكا في التمييز بين الجانبين، ولكن هذه المشكلة ليست عندنا، حيث إننا نستطيع التمييز بينهما".
التعليقات (0)

خبر عاجل