سياسة عربية

قيادي حوثي سابق ينتقد تماهي جماعته مع الثقافة الإيرانية

البخيتي: التلقليد الأعمى لإيران سيحدث شرخا في النسيج الاجتماعي اليمني ـ أ ف ب
البخيتي: التلقليد الأعمى لإيران سيحدث شرخا في النسيج الاجتماعي اليمني ـ أ ف ب
انتقد عضو المجلس السياسي السابق بجماعة أنصار الله الحوثي، علي البخيتي، تماهي الحوثيين مع الثقافة الإيرانية لدرجة الذوبان فيها، محذرا من خطر ذلك على الهوية والثقافة الوطنية اليمنية وتماسك النسيج الاجتماعي فيها.

وقال البخيتي في مقاله الذي نشره موقع "براقش نت" اليمني الأحد، إن الحوثيين متأثرون بشعارات الثورة الإيرانية على المستوى السياسي، وذلك ليس عيبا ولا ينتقص من شأنهم، فكل الحركات والتيارات السياسية والدينية تتأثر ببعضها وتتلاقح أفكارها، لكن العيب هو في التقليد الحرفي والأعمى دون أن تدرك الحركة خطر ذلك.

وطالب جماعة الحوثي بتلافي هذا الخطأ الجسيم في التقليد الأعمى، مؤكدا أن اليمنيين كعرب لهم هوية وثقافة خاصة يجب أن لا تطغى عليها أي ثقافة أخرى، إيرانية أو غير إيرانية.

وأشار الكاتب إلى أن هناك انبطاحا لا شعوريا تجاه ما يأتي من إيران، وكأننا كيمنيين بلا هوية سياسية في مقاومة المحتلين أو الظلمة، ما جعلنا نستدعي هوية أخرى من مختلف الجوانب، السياسية والثقافية وحتى الفن والزخرفة المعمارية.

ونوه إلى أنه ليس لديه مشكلة مع اليمنيين الذين يستنسخون بعض الرموز والألوان والشعارات، ويقلدون -دون إدراك للمخاطر- كل ما يأتي من إيران، وقال: "مشكلتي أني قومي أعتز بعروبتي، ويمني أعتز بوطنيتي وبهويتي اليمنية في كل المجالات".

وشدد على أن تقليد الحوثيين للشعارات والألوان والكثير من التقاليد المنقولة حرفيا عن إيران أو عن الاثني عشرية تساهم وبالتدريج في إضعاف الهوية اليمنية الجامعة، ويلحق اليمنيين بالثقافة والحضارة والهوية الإيرانية، على الأقل المناطق التي يسيطرون عليها، محذرا من أنهم "اذا ما استمروا على هذا المنوال فكلها عقود وسيخيل لمن يتجول في اليمن أنه يتجول في قم أو في النجف أو كربلاء".

وأشار إلى أن "أنصار الله" لا يدركون أن تلك الشعارات والرموز والألوان والفن المعماري وغزوها لليمن سيؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث شرخ في النسيج الاجتماعي اليمني، عندما تظهر على السطح فروق واضحة بين المساجد والمقابر والمناطق المحسوبة على المذهب الزيدي وبين المناطق والمساجد المحسوبة على المذهب الشافعي والصوفي والإسماعيلي، وأن تلك كارثة وبداية انقسام وصراع وتمايز طائفي حاد –كالموجود في العرق ولبنان- لم يحصل في اليمن من قبل.

وتساءل الكاتب في نهاية مقالته: "متى يلبس بعض أنصار الله ربطة العنق، ولا يجعلون من عدم لبسها هوية وانتماء؟ متى يزيلون اللون الأخضر وشعارات الصرخة عن مساجد صنعاء وبقية المساجد والمباني وبالأخص في المدن القديمة، ويعيدون المساجد إلى سكينتها؟ متى يلبسون "البريه" وعليه الطير الجمهوري؟ متى يعيدون بناء ضريح الشهيد حسين الحوثي وفقا للفن المعماري اليمني كضريح الإمام الهادي وابن علوان وبقة الأضرحة في اليمن؟ نفس الأسئلة موجهة لبقية الأطراف التي تسعى لاستنساخ هويات وثقافات أخرى.

وختم بالقول: "يجب أن تعود مساجدنا كما كانت، وأضرحتنا، وشوارعنا، وثقافتنا الاجتماعية المتعافية من الطائفية، لا تحريض ولا تقسيم ولا مسجد كذا ومسجد كذا من التيارات السياسية، فالقضاء على الإرهاب والتطرف والتحريض والانقسام المذهبي والطائفي يبدأ من المسجد، ومن استعادة هويتنا الدينية والمذهبية والثقافية والمعمارية الخاصة، في مختلف المناطق في اليمن، هذا والله من وراء القصد".
التعليقات (0)