مقالات مختارة

تأثير مفاوضات إيران النووية على الاقتصاد التركي

أونسال بان
1300x600
1300x600
كتب أونسال بان: بحسب الاتفاق الأخير الذي تم بين إيران وأعضاء الأمم المتحدة الدائمين وألمانيا، فقد اتفق الطرفان على وضع أنشطة إيران النووية تحت المراقبة الدولية، ومقابل ذلك رفع الحصار الدولي المفروض على إيران لفترة طويلة من الزمن. ومن المتوقّع ارتفاع التبادل التجاري بين إيران والدول الأخرى إلى ضعفين بعد رفع الحصار الدولي المفروض عليها.. بما أن هذه الحالة متوقعة فما هي الفوائد التي يمكن لتركيا تحصيلها نتيجة رفع هذا الحصار؟

تركيا هي إحدى الدول التي ستكون أكثر انتفاعا من رفع الحصار عن إيران، وبحسب إحصاءات عام 2013 فإن الشركاء التجاريين لإيران كانوا كالآتي: "الصين 41 مليار دولار، والإمارات العربية المتحدة 31 مليار دولار، والهند 16 مليار دولار، وتركيا 15 مليار دولار. بمعنى أن تركيا تأتي في المرتبة الرابعة من حيث الشراكة التجارية مع إيران، كما أن التبادل التجاري ارتفع بين تركيا وإيران عام 2014، ليصل إلى 13.7 مليار دولار". 

على الرغم من الحصار الدولي، كان حجم التبادل التجاري بين تركيا وإيران حوالي 14 مليار دولار، وهذا مؤشّر على أن العلاقات التجارية بين تركيا وإيران ستصل إلى القمة، وبخاصة أن القرب الجغرافي سيزيد من حجم التبادل التجاري بين الدولتين، خاصة في المجال الطبي ومجال المواد الغذائية، وسيكون لتركيا نصيب كبير في الاستفادة من السوق الإيراني.

ويمكن لتركيا الاستفادة بشكل كبير من الطاقة الإيرانية المُتمثّلة بالغاز الطبيعي والنفط، وبالتالي انخفاض سعر الغاز الطبيعي والنفط في تركيا، كما أنه يمكن أن يكون لتركيا دور جيوسياسي ومهم في نقل النفط الإيراني لأوروبا، وهذا يعني زيادة دخل تركيا القادم من إيران بشكل كبير.

إلى جانب هذا، فإننا لا نستطيع نسيان حصة الشركات التركية في مشاريع الخصخصة في إيران التي تبلغ قيمتها حوالي 130 مليار، وهذه الحصة تم الحصول عليها خلال الحصار الدولي؛ فكيف ستكون بعد الحرب؟ كما أن هناك نسبة كبيرة للاستثمار التركي في إيران، وهذا سيزداد أكثر وأكثر بعد رفع الحصار الدولي عن إيران. 

في النهاية؛ تطور السوق التجاري الإيراني وتحويله إلى سوق دولي سيحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة المحترفة، وفي هذا سيكون نصيب كبير للأيدي العاملة التركية للاستفادة منه بشكل كبير ووفير، خاصة أن قرب إيران الجغرافي سيكون له دور مميز في نقل الكثير من الأيدي العاملة التركية للعمل في إيران.

الجدول الموجود أدناه يبيّن حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا خلال السنوات الأخيرة، الجدول يبيّن أنه من الممكن جدا أن يزيد حجم التبادل التجاري بين تركيا وإيران خلال السنوات القادمة.




(عن صحيفة "يني شفق" التركية- ترجمة خاصة لـ"عربي21")
التعليقات (0)