مقالات مختارة

تركيا ستنقذ اليونان

عبد الله مراد أوغلو
1300x600
1300x600
يبحث الآن الاتحاد الأوروبي سبل حل خطر إفلاس اليونان، ووقوعها ضمن فئة الدول الفاشلة، بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي يقولون "لتخرج أثينا من اليورو" والبعض الآخر يقول "لتخرج أثينا من الاتحاد الأوروبي بشكل كامل، والبعض يقول "نستطيع إبقاء اليونان ضمن الاتحاد الأوروبي، ولكن يجب على اليونان اتباع سياسة التقشف الشديدة.

ويقول بروفسور الحقوق الدولية وعلم السياسة في جامعة شيكاغو توم غينسبورج، "يجب على اليونان استعمال الليرة التركية للخروج من الأزمة"، لم يكتف غينسبورج بهذا بل يقترح كونفدرالية بين تركيا واليونان تكون فيها الإدارة المالية والاقتصادية من تخصّص أنقرة والسياسة الاجتماعية من تخصص اليونان".

ويريد غينسبورج، أن يقول عن طريق تذكيرنا بأن اليونان عاشت تحت ظلال "الإمبراطورية العثمانية" لفترات طويلة فلماذا لا تعيش الآن تحت ظلال الدولة التركية"، ومثال عيش المواطنين اليونان تحت الإدارة العثمانية لفترات طويلة دليل واضح على أن اتحاد اليونان وتركيا ليس خياليا.

ويقترح الأكاديمي اليوناني المشهور البروفسور "كيتسيكيس" منذ فترات طويلة وبحرارة "الاتحاد الكونفدرالي اليوناني التركي"، حيث اقترح كيتسيكيس من خلال كتابه "الإمبراطورية التركية اليونانية" المنشور عام 2011 تأسيس اتحاد كونفدرالي يوناني تركي لإنقاذ اليونان من أزمتها الحالية، ويقول كيتسيكيس في مقدمة كتابه "فقط تركيا من يستطيع إنقاذ اليونان من أزمته الحالية، دخول اليونان للاتحاد الأوروبي كان خطئا كبيرا، يجب عليها على الفور ترك الاتحاد الأوروبي والتوحد مع تركيا، يجب لذلك أن يحدث، وذلك لأن هاتين الدولتين كالرئتين إن تركتا بعضهما لا تأخذان نفسهما بأريحية".

كيتسيكيس ليس بالأكاديمي العادي فهو عمل مستشارا لرئيس جمهورية تركيا الثامن تورجوت أوزال، وعمل مستشارا لرئيس وزراء اليونان في فترة الثمانينيات يورجو باباندريو. حتى قبل فتح إسطنبول عسكريا كان الكثير من رجال الدين والعلم الروم يؤيدون فكرة اتحاد إسطنبول الرومية مع الإمبراطورية العثمانية، خاصة فترة الخمسينات للقرن الخامس عشر حيث أصبح "الدولة البيزنطية" متشكلة فقط من إسطنبول فأصبحت تشكل جزيرة صغيرة من الإمبراطورية العثمانية الضخمة، أغلب الشعب الرومي (البيزنطي) يعيش تحت راية الإمبراطورية العثمانية، وأصبح للروم هوية خاصة باسم "أرثوذكس الإمبراطورية العثمانية".

هذه الهوية جذبت الكثير من رجال الدين والعلم الموجودين في مدينة إسطنبول قبل فتحها لا سيما في ظل تخلي أوروبا عن دعم الدولة البيزنطية الموجودة في مدينة إسطنبول، وأصبح الكثير من رجال العلم والدين البيزنطيين يرددون مقولتهم الشهيرة "رؤية العمامة التركية الحامية، والداعمة أفضل من القبعة اللاتينية المتخلية عنا في وقت الشدة"، وإذا نظرنا إلى نتائج الفتح العثماني لإسطنبول نرى أنه بالفعل كانت هناك نتائج إيجابية حامية وداعمة للروم في إسطنبول واليونان دولة الروم الأم، لهذا نجد بأن نظرية البروفسور كيتسيكيس التي تقول بأن "الإمبراطورية العثمانية لم تكن عنصرا مستعبِدا بل عنصرا مناصرا وحاميا، وعنصرا أضاف العديد من العناصر الثقافية والتاريخية للحضارة اليونانية الإغريقية".

لغاية الآن لم نجد أي نظرية تعارض نظرية كيتسيكيس ولن نجد ذلك لأنه ليس هناك أي وثائق تاريخية تبين استعباد الإمبراطورية العثمانية للمواطنين الروم، واليوم نحن أمام رئيس وزراء وشعب يقول لا لسياسة التقشف، فهل يا ترى ستكون هناك تغيرات جذرية تتخذها اليونان بخصوص الاتحاد الأوروبي وتركيا في الأيام القادمة؟ كما قال أناس كثيرون، من قبل، لا يوجد أي شيء مستحيل في السياسة، فيمكن أن يسجل التاريخ بأن تركيا هي من أنقذت اليونان في يوم كانت تركيا تحتاج لمن ينقذها!!
التعليقات (0)