صحافة دولية

محامية بريطانية: القضاء البريطاني بحاجة لفهم الإسلام

غاريث بيرس: سوء فهم الإسلام يؤثر على النظام القضائي وينتج أحكاما خاطئة - أرشيفية
غاريث بيرس: سوء فهم الإسلام يؤثر على النظام القضائي وينتج أحكاما خاطئة - أرشيفية
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا قالت فيه إن المحامية المعروفة غاريث بيرس دعت إلى تفهم أكبر للإسلام في بريطانيا؛ لأن سوء الفهم يؤثر على النظام القضائي، وينتج أحكاما خاطئة. وأشارت إلى أن سائق سيارة عمومية حكم بالسجن مدة 38 عاما أثناء حرب العراق كان ينبغي ألا يحاكم.

وينقل التقرير عن المحامية المتخصصة في قضايا حقوق الإنسان، التي ساعدت في الدفاع عن قضايا متعلقة بالإرهاب، قولها  إن محاكمة أنيس سردار في محكمة وولتش في شرق لندن في أيار/ مايو، مثال على تحيز القضاء البريطاني ضد المتهمين المسلمين، بشكل يذكر بتحيز القضاء ضد المتهمين الإيرلنديين الكاثوليك في السبعينيات من القرن الماضي، حيث تمت إدانة العشرات من المتهمين ظلما. 

وتذكر الصحيفة أن بيرس قد اشتهرت في تمثيلها لمن عرفوا بـ"متهمي غيلفورد الأربعة" و"بيرمنغهام الستة"، وفي كلا الحالتين ثبت أن القضاء قد أخطأ.

ويشير التقرير إلى أن هيئة من المحلفين كانت قد أدانت سردار بتهمة قتل الجندي الأمريكي سارجنت راندي جونسون، الذي مات متأثرا بجراحه في بغداد عام 2007، عندما مرت سيارته على عبوة ناسفة مزروعة في الطريق. ولا توجد أدلة تربط سردار بمقتل جونسون، الذي عاش في ألمانيا، ولكن عثر على بصماته على عدد من القنابل التي تم العثور عليها في نواحي بغداد.

وتبين الصحيفة أنه بحسب رواية سردار، فإنه قد ساعد في حمل قنبلة مصنوعة بيتيا عندما زار العراق مع صديق عراقي، ولف حولها اللاصق. ولم يكن هو ولا صانعو القنابل يريدون استهداف الأمريكيين. ففي ذلك الوقت كان العراق يعيش حالة من الحرب الطائفية بين السنة والشيعة، وأن القنبلة، كما شهد سردار، خطط لوضعها مواطنون سنة؛ من أجل منع المليشيات الشيعية التي كانت تتجول في حيهم لاختطاف وقتل المدنيين.

ويلفت التقرير إلى أن الجيش الأمريكي في المحكمة وافق على أن العربة العسكرية دخلت منطقة لم تدخلها منذ ستة أشهر، وكانت القنبلة مزروعة في منطقة غير معبدة، وليست في الطريق العادي الذي تسير عليه العربات الأمريكية، ما يعني أن الأمريكيين لم يكونوا هدفا.

وتقول بيرس إن شهودا كان يمكن أن يساعدوا المحلفين على فهم الصراع في العراق، رفض القاضي منحهم الظهور في المحكمة دون الكشف عن هويتهم. فقد رفضوا الظهور في المحكمة؛ خشية حدوث عمليات انتقامية لعائلاتهم في العراق، بحسب الصحيفة.

ويشير التقرير إلى أنه قد تم سجن سردار في سجن بيلمارش، فيما تعيش زوجته مع ابنته البالغة من العمر عامين في منطقة ويمبلي في شمال لندن.

وتنقل الصحيفة عن زوجته ساديا قولها إن زوجها كان يحب القراءة والكتب التي تملأ مكتبة كاملة في البيت، وكان يعرف في قوانين الأسرة والزواج والطلاق. وتضيف أنه "بالنسبة للحرب فقد كان يعتقد أنها الخيار الأخير، ويجب تجنيب الأبرياء ويلاتها".

ويذكر التقرير أن والد سردار كان موظفا في القطاع المدني، حيث غادر الهند صغيرا، وعندما قرر سردار تعلم العربية سافر إلى دمشق عام 1997. وأكمل في الوقت ذاته دراسته الجامعية في بريطانيا، حيث عاد إلى إنجلترا عام 2007، وتزوج وعمل سائق سيارة عموميا، وفي الوقت ذاته كان يقدم نصائح في مجال قوانين الشريعة المتعلقة بالأسرة نظرا لعلمه.

وتقول ساديا للصحيفة: "كان رجلا عالما ويريد تحسين نفسه، ولم يكن إرهابيا"، حيث تعتقد أن العنف الذي شاهده في العراق جعله رجلا هادئا ومتعقلا.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن عائلته تقوم بحملة قانونية لتبرئة ساحته، وتقول ساديا: "شعرنا بالصدمة من الحكم الصادر عليه، ولم نفهم كيف حدث. وصدم كل شخص يعرف أنيس. وأعرف أنه ليس هو الشخص المذنب، فهو شخص طيب"، حيث قالت إن ابنتها سيكون عمرها 40 عاما عندما يفرج عنه.

وتورد الصحيفة أن بيرس تقول إن القضية ما كان يجب أن تقدم إلى المحكمة في بريطانيا، وتضيف: "نحن في وضع مشابه لمحاكمات الجيش الإيرلندي الحر. ولو نظرت إليها، فقد كان المحلفون والقضاة ورجال الشرطة الإنجليز هم الذين تولوا القضايا  في تجاهل كامل للثقافة والدين. ولو نظرت إلى قضية الرجال الستة من بيرمنغهام، فقد تم اعتقالهم عندما كانوا في طريقهم للمشاركة في جنازة أحد المتعاطفين مع الجيش الإيرلندي الحر. ولم يفهموا أنك قد تكون صديقا وليس عضوا في الجيش الإيرلندي الحر. وقد تكون بلا مال أو كاثوليكيا، وليس عنصرا في الجيش الإيرلندي الحر، وهو سوء فهم لكيفية طبيعة ثقافة أخرى" .

وتتابع المحامية: "والآن كان يجب على المحلفين أن يعرفوا عن الإسلام. وكان أنيس في دمشق؛ لانها المكان الذي ذهب إليه لدراسة اللغة العربية. وشاهد تدفق اللاجئين العراقيين إلى سوريا، وذهب بمعية صديق عراقي لمساعدته في إخراج عائلته من العراق. وتحدث عن الوضع هناك، وكيف شاهد الجثث ملقاة في الشوارع، ووصف الناس وهم يبحثون عن أعضاء عائلاتهم في المشارح. وعثر على القنبلة في المكان ذاته الذي جاءت فيه المليشيات إلى القرى السنية. وقال (كنت موجودا)، وهو دفاع صادق، ولكن دون سياق كيف يمكن لمحلفين في وولتش فهم ما حدث؟ وقد حدث هذا أثناء فترة قاتمة في تاريخ العالم، وبشكل فعلي بعد سنوات من اللاشرعية والغموض، وحتى الجيش العراقي كان مليشيا، ولكن باسم مختلف". 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول بيرس إن "هذه المحاكمة عقدت وسط ظروف من الجهل التام، وكان من الخطأ بعينه ملاحقة سردار وإدانته".
التعليقات (1)
عباس جاسم محسن مناتي
الخميس، 07-06-2018 09:49 م
لدي قضيه ضدالقوات البيريطانيه اعتدوعليا اناواخي وضربوناضربآمبرح واعتقلونافي مخازن الموادالغذائيه منطقة الگزيزة فأرجومنك كه محامات في بريطانيه وتدافعين عن الحق ارجوكي ساعديني اقسم عليكي بلرب انا لاانسى فضلكي ارجوك انابحاجه ماسه لمساعدتكي ارجوك