مقالات مختارة

نبحث عن مخرج

كمال أوزتورك
1300x600
1300x600
يقول أصدقائي أني أصبحت عصبيا ومهموما جدا في هذه الفترة، هم على حق، فأنا أطرح سؤالا لم أجد جوابه حتى الآن، وأبحث عن طريق الخروج مثلكم، طريق يوصلنا إلى بر الأمان.

انظروا إلى المنطقة التي نعيش فيها وستعرفون سبب عصبيتي، ففي الحلقة الكبرى هناك روسيا وأوكرانيا واليونان وأزمة الاتحاد الأوروبي الذي تربطه بهم علاقة ذات مشاكل عديدة. 

هذه المشاكل تؤثر فينا بشكل كبير من الناحية الاقتصادية والسياحية والعلاقات الدولية، ولقد تأثرت حصيلتنا الاقتصادية لهذا العام من ذلك كثيرا. 

وفي الحلقة الثانية انظروا إلى العالم الإسلامي، إن الوضع فيه أسوأ بكثير، منذ فترة طويلة وأنا أسأل كل شخص أثق بعقله كيف سيخرج العالم الإسلامي من حالة الفوضى والتراجع التي دخل فيها، ليس من تركيا فقط وإنما أسعى لطرح هذا السؤال على كل رجال الدين والعلم والمثقفين والصحفيين الذين أعرفهم من مصر والمغرب، وماليزيا وقطر وسوريا. ولكنني لم أجد جوابا حتى اليوم.

لقد أصبح الوضع يشبه خرطوما يؤثر فينا ويزداد اتساعا بمرور الزمن، وقد بدأ هذا الخرطوم الذي تقع سوريا والعراق وإيران واليمن ومصر في مركزه بجرف عشرات الدول من محيطهم، وسيقتلع الأشجار من جذورها وسيعصف بالسيارات والأبنية. 

إنه يرمي بكل ما يبتلعه إلى الزاوية بعد أن يقوم بتخريبه، فلقد تمكن من تخريب سوريا والعراق واليمن ومصر لدرجة لن تمكنهم من العودة إلى وضعهم الطبيعي إلا بمرور سنوات طويلة، والآن حان دور السعودية وإيران وتركيا.

لقد كنا جميعا نرى أن الخرطوم يأتي باتجاهنا، وهاهو اليوم يمسكنا من أرجلنا من شمال سوريا من منطقة حزب الاتحاد الديمقراطي/حزب العمال الكردستاني.

يمكننا معرفة اتجاه الخرطوم وما سيحل بنا عن طريق التفكير بأن تركيا لن تسمح بقيام دولة لحزب العمال الكردستاني في جنوبها وأن حزب العمال الكردستاني الذي تدعمه الولايات المتحدة وإنجلترا سيصر على هذا.
نحن نبحث عن مخرج في داخلنا، وبالتالي فإننا حين نبحث عن مخرج من الفوضى التي يعيشها العالم الإسلامي الآن بدأنا بمناقشة كيف يمكننا الخروج من الأخطار التي تقترب نحونا.

أي أننا نتحدث عن أكبر الحلقات، ولدينا أوضاع أخرى تفرض الحديث، فهناك في برلماننا حزب، هناك احتمال بأن دولة حزب العمال الكردستاني التي ستنشأ في شمال سوريا ستدعمه.

وإن لم يكونوا قد صرحوا بهذا بعد ولكن إن دخلتم إلى مواقع التواصل الاجتماعي ستتمكنون من رؤية هذه الحملات.

لقد صرح قنديل بإيقاف مسيرة السلام بشكل رسمي، وهو لم يكن مؤيدا للسلام من البداية، والآن جميع مليشيات قنديل أصبحت في سوريا تحارب من أجل الخط الذي يرغبون بإنشائه، ولم يعلم الشعب بشأن الأسلحة التي أُعطيت لهم، لديهم أسلحة كافيه لتجعل الغضب والتوتر يسيطر علينا. 

ففي كل صراع لهم هناك تصل الشظايا الحامية إلى تركيا، والآن فكروا..، ما الذي سينتج عن دخول الجيش إلى سوريا وقيامه بالحرب ضد داعش وحزب العمال الكردستاني/حزب الاتحاد الديمقراطي؟ ما الذي يمكن أن يفعله هؤلاء الذين حولوا أحداث كوباني إلى نار وقتلوا 50 شخصا في المعارك الحامية؟
والأسوأ من ذلك، أن المخابرات السورية والإيرانية أصبحت تتغلغل في تركيا وتعمل بكل نشاط، هذه الدول وحزب الله هم من يدعمون حزب العمال الكردستاني في مواجهاته، والآن أصبح بإمكانكم أن تخمنوا ما الذي ستفعله المخابرات الإنجليزية، الإسرائيلية، الألمانية والأمريكية في سوريا وتركيا.

كيف سندخل الحرب؟

قضية الدخول إلى سوريا ليست بالقضية السهلة، ولكن إنشاء دولة لحزب العمال الكردستاني على طول حدود تركيا يعني الحكم على تركيا بالحزن والانزعاج مدى الحياة.

لأن الخطوة التالية ستكون هي الاستيلاء على الأراضي التركية، وبالتالي فعلينا التصرف من جهة، أظن أنكم بدأتم بفهم همي، فمن جهة أخرى هناك فرض آخر علينا يتعلق بتشكيل الحكومة.

إن أكثر وضع يؤثر على شروط الائتلاف هي قضية سوريا التي تتقاطع مع المشكلة الكردية، فحزب الشعب الجمهوري يدعم الأسد، وحزب الشعوب الديمقراطي يدعم حزب العمال الكردستاني، وكلاهما يرفضان التدخل العسكري ضد سوريا. 

وحزب الحركة القومية يرفض مسيرة السلام، وكأنه يرفض الوجود الكردي بأكمله، وبين كل هذه الاختلافات يجب علينا أن نجد طريق الخروج وتشكيل الائتلاف وحل مشاكلنا بهذا الائتلاف.

وحين رأى الجميع صعوبة هذا بدأ بالميل نحو الانتخابات المبكرة، ولكن الانتخابات المبكرة في تشرين الثاني/نوفمبر تعني استمرار هذا الوضع خمس أشهر أخرى، وأضيفوا لها شهرين لمراسم اليمين وتشكيل الحكومة إلخ...

كما أن الجميع ينظر إلى هذا التقويم على أن حزب العدالة والتنمية هو من سيفوز بالانتخابات القادمة ولكن ماذا إن لم يفز؟ فحينها سيزداد عمر هذا الوضع أكثر وأكثر.

هل حزب العدالة والتنمية جاهز للانتخابات المبكرة؟

ما الذي سيحدث في هذه الفترة بالنسبة للخرطوم المتجه نحونا؟ لن ينتظرنا كي نحل أمورنا بالطبع، بل سيبتلعنا إلى داخله أكثر فأكثر، لقد أعلن مسؤول -دون ذكر اسمه- شمال العراق خط أحمر، فماذا لو تعدى هذا الخط؟ هل سندخل حربا بجانب تحضيراتنا للانتخابات المبكرة؟

فمنذ الآن أصبحت قوة التواصل والرأي العام بيد المعارضة في تركيا وفقدت الحكومة سيطرتها في الداخل وفي الخارج، فكيف لها أن ثبت حقها في التدخل العسكري للرأي العام؟

هل انزعجتم وضقتم وأصابكم الصداع؟ أنا في هذا الوضع، وسأخبركم أمرا آخرا يزيد همكم، هل أخذ حزب العدالة والتنمية الذي خسر الانتخابات بتسع نقاط الدرس اللازم؟ هل سيدخل الانتخابات المبكرة وقد صحح الأخطاء التي تسبّبت بخسارته؟ هل سيتمكن من الحديث عن مسيرة السلام للناخبين الأكراد من جديد؟ فإن لم يفعل كل هذا هل سيتمكن من الانفراد بالسلطة؟ لا أعلم ماذا بشأنكم ولكني اختنقت بالهموم وأنا أكتب هذا المقال. 

لست سعيدا بالمقال لأنه لا يحتوي أي حلول أو يدل على طريق الخروج، ولكنني لم أجد طريق الخروج هذه هي حدود عقلي، فإن كان منكم من يملك فكرا سيخلصنا من هذا الموقف الحرج فأنا مستعد للوقوف والتصفيق له.
التعليقات (0)